الاقتصاد مصالح مشتركة.. ومن لعب به سيندم!
د.علي العسلي
البادئ أظلم.. الحماقة مرفوضة.. المجازفة محظورة ..والزعيق لا يجدي!؛ وردود الفعل مستهجنة، وتحد صارخ للقوانين النافذة.. وجمهور المودعين لا يملكون قيمة تذاكر الدخول لمشاهدتكم في حلبة الصراع.. صلوا على النبي، ويكفي ما فعلتموه بحربكم الاقتصادية على شعب مسكين ومستكين!
الوضع الوقتصادي البئييس هو من صنع أيدي من تحكّموا بهذه البلاد، فلا تتعذروا ولا تتهربوا باتهام أمريكا والسعودية، فلولاهما ودعمهما وباقي اصدقاء اليمن لكان قد مات نصف الواحد والعشرين مليون المحتاجين للغذاء بشدّة!
يا حوثة أنتم من أدخلتم الأقتصاد في الحرب.. وأنتم من استخدمتم سياسة نقدية ومالية مخالفة للدستور والقانون، لخدمة اجندتكم ومجهودكم الحربي العدواني.
وأنتم من دمّر وقام بتشطير اليمن بانقلابكم اللعين، وأنتم من أنهيتم حيادية الوظيفة العامة والبنك المركزي، وأنتم من أوقفتم دفع رواتب موظفي الخدمة المدنية ، ونهبتم البنك المركزي بصنعاء حتى افلستموه..
أتذكرون دعوة زعيمكم للتبرع للبنك، حين أعلن إفلاسه؟!؛ وكانت في تقديري “ابيخ نكتة” في ذلكم اليوم ، يوم الدعوة في التاريخ!؛
وإليكم بالأرقام بعض ما فعله الحوثي قبل اتخاذ البنك المركزي جملة من القرارات والإجراءات ..
فلقد نهبوا الحوثة من العملة الصعبة من داخل البنك المركزي خمسة مليار دولار، ومن النقد المحلي(550) مليار ريال، ونهبوا سبائك الذهب، والتزموا باتفاق ستوكهولم بدفع رواتب موظفي الخدمة المدنية من عائدات موانئ الحديدة،ثم نكثوا.. وصادوَروا من حساب البنك بالحديدة التي كانت مخصصة للموظفين أكثر من (4) ترليون و(620) مليار ريال، وذلك حتى مطلع عام 2023( بحسب المتوفر من المعلومات)، ونهبو التأمينات المعاشات المقدرة بـ( 1) ترليون و(350) مليار ريال يمني، ونهبوا الدين الداخلي والمقدر بــ (24) مليار دولار، ونهبوا (3) مليار دولار، وهي إجمالي فوائد الدين الداخلي الناتج عن استثمار البنوك والصناديق العامة، وأموال المودعين والمتقاعدين التي استثمرت في شراء أذون الخزانة منذ ما يزيد على عقدين من الزمان..
فأعيدوا ياحوثة كل ما سبق، وما تحصلتم عليه من المتاجرة بالسوق السوداء من بيع النفط والغاز المعطى من إيران مجانا ، وكل الاتاوات التي فرضتموها على الناس بالمخالفة للقانون؛ وأعيدوا كذلك ما تحصلتّم عليه من إيرادات من مختلف المؤسسات، وعلى وجه الخصوص الاتصالات والجمارك والضرائب والأوقاف؛ اعيدوا كل ما استوليتم عليه من كل البنوك والشركات، والحوالات الداخلية والخارجية، واعيدوا… ودعو البنوك تعمل بحسب القوانين الصادرة.. واسحبوا العملة المزورة التي طبعتموها؛ ودعو العرض والطلب للنقود يعمل، واسمحوا بالعملة القانونية بالتدوال؛
إذا خضعتم لقرارات البنك المركزي بعدن، وأعدتم ما ذكرت، فإني على ثقة بأن الاقتصاد سيتحرك من ركوده وسيتحسن ، والعجلة ستدور، والعملة ستثبت وتستقر والرواتب ستدفع وكلف تشغيل المؤسسات ستدفع، وستطبق سياسة نقدية ومالية واحدة موحدة، لا تشطير فيها ولا تجزئة للنظام المصرفي ولا للسيادة و الولاية القانونية على البنك المركزي والبنوك الأخرى، وبحسب القانون !
نفذوا ما سبق. لا تهددوا بأوراقكم.. ثم تواضعوا وأجلسوا على الطاولة للبحث عن حلول تجنب البنك المركزي الصراع وتجعله يمارس وظيفته بعيداً عن التسييس.
تعالوا للجلوس على الطاولة لإيجاد الحلول المناسبة!
الحكومة الشرعية لقد تأخرت كثيراً عن اتخاذ الإجراءات بحسب قانون البنك المركزي اليمني ، ودعونا نقول بحسن نية انها قد صبرت!؛ ولا نعلم بالضبط إن كان قد مورس ضدها ضغوطات بالماضي، ألا تفعل مثلما تفعل اليوم؟!؛
إذ لا يعقل لاية إدارة ان تنتظر لتقوم ببعض الإجراءات بعد أن وصل قيمة الريال في المناطق الخاضعة لسيطرتها للحضيض؛ فهي صاحية الولاية القانونية وصابرة حتى صار قيمة(100) الريال لديها يساوي فقط ما قيمته (30.42) ريال في مناطق سيطرة المنقلب!؛ فتحركت!؛ أو تحركت بعدما فقط انقلب السحر على الساحر، عندما أمريكا غيرت موقفها من الحوثي، مما حدا بالحوثي اتهامها أنها هي وراء ما يجري للبنوك في العاصمة صنعاء.. فما الأمر يا ترى..؟؛
وما جرى من إجراءات “معبقية”، جعل الحوثي يدور حول نفسه، ويزعق ويهدد ويزمجر، ويتهم أمريكا بأنها وراء الحدث المزلزل له ولسلطته وسيطرته.. ويا ليته اكتفى بها ،لا بل وقام بتهديد جيرانه ويتوعدهم، ويحذرهم من التورط مع أمريكا؟!؛
والحوثي محمد ؛كذلك أنطقه الله الذي لا إله إلا هو، فقال.. لدينا أوراق ستؤلمهم أكثر، وممكن تحريكها، وقراراتهم كما قال مجازفة كما تعلمون.. فالاقتصاد مصالح مشتركة ومن يلعب يندم.. اقول له فعلاً الاقتصاد مصالح مشتركة، ولقد لعبتم كثيراً..ولا أشك للحظة آتية وفي القريب العاجل كي تندمون، على كل فعل سيء احدثتموه في اليمن، وبخاصة في لقمة عيش اليمنيين، في اقتصادهم وحرية تحركهم وسلعهم!!؛
وانصحكم إن كان للنصح بقية، واستماع.. ورّدوا الإيرادات لحساب البنك المركزي، كي تدفع الحكومة رواتب الموظفين، وسلموا المودعين ودائعهم قبل أن تستمروا في مجازفتكم، بإعلانكم الاستعداد لتعويض المواطنين في مناطق سيطرة الشرعية عن مدخراتهم من العملة التي أعطى البنك المركزي مهلة قانونية لهم لاستبدالها، حددها التعميم خلال ستين يوماً في فروع البنك في المحافظات المحررة!
مطلوب منكم بحسب ما جاء في إحاطة محافظ البنك المركزي للصحفيبن.. الاستجابة للتعليمات والاوامر السيادية الحصرية للبنك المركزي بعدن. التوقف الفوري عن أي انتهاك مخالف لسياسة وتعليمات البنك المركزي اليمني بعدن. السماح من دون إعاقة للبنوك المُنذرة بنقل مركزها الي عدن لتمارس أعمالها، ولاجتماع بجمعياتها العمومية حفاظا عليها من الإفلاس الذي كان على وشك الوقوع ولا يزال قائما في حال عدم النقل. توقيف العمل بقانون ما يسمى بتحريم المعاملات الربوية، الذي بموجبه حوّل الحوثي ودائع المواطنين الى حسابات جارية ممنوع سحبها مما أفقد المواطنين مدخراتهم وعرض القطاع المصرفي للانهيار، وعمل الحوثي على مصادرها. سحب العملة المزورة والسماح بالعملة الجديدة المطبوعة بالتداول.
التوقف عن الرد والرد المضاد، فذلك يعني الإستمرار في المحاولة غير المقبولة في تقسيم اليمن وبتشطير اقتصاده وبنكه المركزي. التنفيذ الفوري لاتفاق ستوكهولم، بحيث تتمكن الحكومة الشرعية من دفع رواتب الموظفين، والتي كانت تدفعها الي أن أوقفتم التعامل بالعملة الجديدة. التوقف عن فرض سعر صرف وهمي لغرض نهب مدخرات المواطنين وتحويلات.
القرارات ليس بسيطة وأثرها على سعر الصرف بالعاصمة صنعاء سيكون كبيرا ونحن لا نرغب بأن يحدث لك.. فبمخالفتكم للقانون وضعتم عملة البلد في محل عدم ثقة حالياً بين جميع المواطنين في كل من صنعاء وعدن.. وما نرغب به هو التعقل والرشد، وترك البنك المركزي بعمل بحيادية ، كي تعود قيمة العملة الشرائية لما كانت عليها قبل انقلابكم المشئوم!!؛
وللعلم والإحاطة يا حوثين.. أن البنك المركزي بقراراته وإجراءاته مدعوم من قبل الحكومة ومجلس القيادة الرئاسي، ومن دول الإقليم، ومن دول العالم بكل منظماته الدولية، وأهمها البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومنظمات مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.. فاعقلوا ولا تتباكوا!؛
فلا تتباكى إذاً يا حوثي.. وأنت من نهبت حسابات المواطنين في البنوك وعليك إرجاعها، وأنت من منع تداول العملة وتسببت في توقيف دفع مرتبات عشرات الآلاف كانت تدفع من قبل الحكومة الشرعية لقطاعات القضاء والتعليم والصحة والمتقاعدين ممن يقعون تحت سيطرتك.
وأنت من ضرب موانئ النفط وأوقفت الصادرات ومنعت الغاز المنزلي من مأرب واستبدلته بغاز إيراني.. وأنت من قمت بتحويل التجار إلى ميناء الحديده بالقوه ليستمر مسلسل معاناة اليمنيين..
أفق يا حوثي.. وعيّ أن الاقتصاد مصالح مشتركة.. وأنك قد لعبت كثيراً، وحان وقت التوبة والرجوع، والرجوع للحق فضيلة..