ضع اعلانك هنا

الخارجية الإيرانية في السعودية بين التوسل والتهديد..

بقلم/ خالد سلمان..
.
عراقجي في السعودية في زيارة مزدوجة الأهداف، فهي رغبة إيرانية بدخول الرياض على خط تعطيل الإستعدادات الإسرائيلية لمهاجمة إيران، ولو بتخفيض سقف بنك الأهداف، وهي وساطة مع الإسرائيلي إن لم تكن متاحة مباشرة، فهي تتم كما ترغب طهران بواسطة العلاقات الحميمة بين المملكة والولايات المتحدة..

إذا كان هذا البعد الأول فإن البعد الثاني لزيارة عراقجي ، تتمثل في توجيه إلتماس بعدم سماح دول الخليج للطائرات والصواريخ الإسرائيلية المرور عبر أجوائها ، وإستخدام القواعد الإمريكية من على الأراضي السعودية الخليجية، لإسناد عمليات الإغارة الإسرائيلية، وفي حالة القواعد الإمريكية لا يد للرياض ولا قدرة على إملاء ما على هذا التواجد الإمريكي فعله أو عدم فعله، وفي المجمل هذه قرارات سيادية تعني الدولة نفسها ..

عراقجي لم يغادر لغة نظامه السابقة المستمرة ، على الرغم من كل النكبات التي احاطت بحزب الله والدمار الذي مسح غزة ،والآثام التي أرتكبت بحق المدنيين في بيروت الضاحية والقطاع ، ومع كل هذا مازال يبحث وزير الخارجية الإيرانية مع السعودية عن تسوية تقوم على وحدة الساحات ، ما يعني أن نظام خامنئي يعيش حالة إنفصال واغتراب كامل عن متغيرات الساحة، وإدراك إن أسهم إيران في المنطقة وبين حواضنها تمضي إلى القاع ، يتحدث عراقجي وكأن دولته مازالت المندوب السامي، الذي يأمر ويوجه ويرسم سياسات حكام المنطقة..

اللافت أن هذه الزيارة حملت عناويناً مزدوجة متصادمة ، فهي تنشد الوساطة من جهة والحل على قاعدة ترابط الساحات، والحديث بالنيابة عن شيء لم يعد قائماً أي محور المقاومة ، وهي من جهة ثانية زيارة متزامنة ومسبوقة بهجوم سياسي وتهديد صارخ معلن، أطلقه المتحدث بإسم خارجية إيران ، يتوعد فيها المملكة ودول الخليج مجتمعة ،بضربها في حال مرت الطائرات الإسرائيلية من أجواء أحدى دولها، مفسراً ذلك بالوحدة الإقليمية أي أن تواطؤ دولة واحدة تعني أن كل دول الخليج في السلة ذاتها وتحت مرمى نيران القصف الإنتقامي..

وهنا يبرز الحوثي مجدداً كشرطي إيراني تحت الطلب ، سيتم تكليفه باستهداف الداخل السعودي، حال وجهت إيران بذلك ، بحجة السماح بمرور الإسرائيلي لضرب كعبة مرجعيته طهران..

لايملك عراقجي مشروع عقلاني لإخراج المنطقة من عين العاصفة وفم الأزمات ، ليس لديه أفكار جديدة ولا مشروع تعايش وحسن الجوار يقطع مع سابق السياسة الإيرانية ، فمن يذهب للحديث في الرياض عن محور المقاومة ووحدة الساحات وربط الجبهات ، لايمكن وهو المنفصل عن كل الهزات التي دمرت أذرعه ،أن يغدو شريكاً في حفظ أمن وسلام المنطقة وبناء علاقات تقوم على عدم التدخل وتوسيع المصالح المتبادلة ، حتى وإن كان الرئيس الجديد يحمل عنوان الإنتماء لتيار الإصلاح ، ففي إيران هناك شخص واحد يدير ماكينة السياسة هو خامنئي ، وكل المسميات مجرد صناديق بريد لحمل رسائل المرشد وحرسه الثوري بميولهما العدائية..

وهنا تتكشف ماهية الحوثي في حالتيه الكمون والوضع النشِط ، كخطر مستدام…

ضع اعلانك هنا