اجتاح غضب عارم مواقع التواصل الاجتماعي بعد انتشار مقطع فيديو لرجل يقتل امرأة في مدينة جرابلس السورية الحدودية مع تركيا، والخاضعة لسيطرة المعارضة.
ويُظهر الفيديو فتاة، قيل إن اسمها “رشا بسيس”، تتعرض لإطلاق نار كثيف من بندقية شخص قيل إنه شقيقها، لكن وسائل إعلام لبنانية قالت إنه قريبها وليس شقيقها.
وأفادت تقارير أن الضحية دون 18 عاما.
ويظهر الفيديو الفتاة بجانب حائط وقد وقف شخص يحمل البندقية ويصوبها تجاهها ثم، يبدأ بإطلاق النار بعد تحريض صوت في الخلفية يقول له “اغسل عارك”.
وأضاف موقع المدن اللبناني الإلكتروني أن الشرطة بدأت التحقيق في الجريمة وأصدرت مذكرة اعتقال بحق الرجل الذي ظهر في الفيديو ينفذ الجريمة.
كائنات مسعورة
وبعد انتشار فيديو القتل بشكل كبير عبر الانترنت، بدأ مجموعة من الناشطين في مجال حقوق الإنسان، حملة للتنديد بما يطلق عليه “جرائم الشرف”.
وانتشر رسم لفتاة مع تعليق “جريمة اللا شرف” على وسائل التواصل الاجتماعي بصورة واسعة.
واستند الرسم على فيديو الفتاة الضحية، حيث ظهرت في الرسم مذعورة تنظر إلى عدسة كاميرا موجهة عليها.
ونشرت الرسم، منظمة “كش ملك” الأهلية المعارضة التي تتخذ من جنوبي تركيا مقرا لها، على صفحتها الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
وكتبت المنظمة “قتل شاب في مدينة جرابلس اخته بعد تحريض مباشر من قبل رفيقه بذريعة “غسل العار”، وصوّر المحرض الجريمة ونشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي”.
وفي تغريدة عبر موقع تويتر كتبت الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق المرأة، سارة هنيدي “جريمة شرف أخرى في سوريا، لن ننساك يا رشا بسيس، فلترقدي بسلام، أنا في غاية الأسف أنك ولدت في عالم كهذا”.
وكتبت الناشطة النسوية والكاتبة ريما فليحان على صفحتها على موقع فيسبوك “أولئك الذين يقتلون تحت مسمى الشرف هم كائنات مسعورة تفتقر للقوى العقلية والإنسانية”.
وقالت ريما لبي بي سي إنه لا يوجد إحصاءات دقيقة حول ما يمسى بجرائم الشرف في سوريا، علما أن “سوريا والشرق الأوسط يأتون على رأس القائمة في أعلى معدلات جرائم الشرف عالميا”.
وأضافت “عملت مع حملات متتالية لمكافحة ما يعرف بجرائم الشرف في سوريا منذ عام 2005. هذا النوع من الجرائم يشجعه القانون المتساهل عادة مع القاتل، وإلى جانبه المجتمع الذي يختصر شرف العائلة في جسد الأنثى”.
ليست الحادثة الاولى
تأتي جريمة قتل رشا بسيس بعد شهر تقريبا من وقوع جريمة مماثلة في مدينة السويداء جنوبي سوريا، الخاضعة لسيطرة الحكومة، إذ عثر على جثة فتاة على قارعة الطريق غربي المدينة.
وذكر موقع السويداء 24 الإخباري في 18 سيبتمبر/ أيلول أن ديانا أبو حسون البالغة من العمر 16 عاما، قتلت ببندقية والدها بعد أن أبلغته المدرسة أن ابنته لم تذهب للمدرسة في ذلك الصباح.
وأضاف الموقع أن بعض المصادر ادعت أن الأب قتل ديانا “عن طريق الخطأ” حين كان ينظف بندقيته.
بي بي سي