ضع اعلانك هنا

ماذا تريد عُمان وماذا نريد نحن؟..

الكاتب / خالد سلمان..

محطة استخبارية حوثية في عُمان تدير وتنسق عمليات لوجستية لتهريب السلاح من إيران إلى صنعاء ويديرها رجل الأمن القيادي الحوثي جلال النفيش .

مسقط لم تعد جسر عبور تلتقي عند نقطتها كل الجهود السياسية التوافقية، أو تمثل سراديب العمل السري والقنوات الدبلوماسية الخفية، عُمان باتت طرفاً في صراع وليس وسيطاً محايداً أو إبرة وخيط لرتق الفجوات المتباعدة وتجسير الهوة بين الفرقاء.

في عُمان شركات وهمية حوثية تدير عمليات الابتزاز للشحن البحري، وفي عُمان غرف تنسيق الجهود المخابراتية لتنفيذ عمليات ذات طابع إرهابي في اليمن ، وفي عُمان منصة تجمع أحزاب الدين السياسي بشقيه ، لتشبيك المواقف بينهما وإدارة حوارات مشبوهة مع مكونات تنتمي للشرعية أو هي مخترقة لها-لافرق- ، تضعفها من الداخل وتصيغ تحالفات خارج العنوان الرئيس المعلن للشرعية ،وهو إسقاط الحوثي واستعادة الدولة.

في عُمان تنشط الخلايا وتُطبخ السياسات المعادية، وتجري بخطى حثيثة عملية الانخراط في الشأن اليمني عبر ذراع الحوثي ، تتدخل بالتركيبة الاجتماعية تغذي الصراعات المحلية ، تصنع أدواتها وكياناتها في الأطراف المحاذية لها ، تمول القلاقل وتضخ المال السياسي لتشجيع الفوضى غير الخلاقة، كما هو حاصل في المهرة ، بهدف نعرفه جميعاً وإن لم تجهر به السلطنة، و هو سلخ هذه المحافظة ، والاستعداد لدخول مسقط كطرف يؤثر على توازنات الداخل سياسياً وعسكرياً ، بحثاً عن مقعد لها حول طاولة إعادة رسم خارطة اليمن على هيئة دويلات متعددة الولاء.

المحطة الاستخبارية التي كشفت عنها مصادر أمنية واستخبارية، تنشط في مجال الإشراف على شبكات تهريب السلاح و هي السلوك -مسقط- تتحدى القرارات الدولية، بشأن حظر تجفيف موارد التسلح للحوثي ، وإحكام الحصار على مصادر ضخ السلاح لطرف مزدوج التعريف : انقلابي وجماعة إرهابية أجنبية.

في عديد المرات تم الكشف عن أسلحة نوعية متجهة من عُمان الى اليمن ، وفي مرات أكثر لم يتم ضبطها ووصلت إلى مستخدمها الأخير ، وما شجع مضي السلطنة في إطالة الحرب وتدمير السلام الداخلي ،هو غياب دولة ودبلوماسية عالية الصوت تضرب بقبضتها على الطاولة ،توقف هذه الانتهاكات وتبعث رسائل احتجاج شديدة اللهجة، بل وتتوجه في حال التمادي لمجلس الأمن باعتبار ما تقوم به مسقط يخرق القرارات الدولية..

ما تريده السلطنة قطعة من جسد الجغرافيا اليمنية، والإنتماء إلى جماعة تقاسم الحصص، وما نريده نحن إرادة سياسية صلبة ودبلوماسية يمنية نشطة حاسمة وحازمة، تتعاطى مع هذه الأطماع والإنتهاكات للسيادة بصرامة، تواجه الوقائع، و تُخرِج رأسها من رمل إنكار بإن لدينا على حدودنا سلطنة شريرة النوايا تناصبنا العداء.

ضع اعلانك هنا