ضع اعلانك هنا

تقرير : غارات أمريكية وإسرائيلية تكثف استهدافها لمعاقل الحوثيين بصنعاء…

شهدت العاصمة اليمنية صنعاء خلال الفترة من منتصف مارس وحتى السادس من مايو من العام الجاري، تصعيداً كبيراً في الضربات الجوية التي نفذتها القوات الأمريكية والإسرائيلية، مستهدفة مواقع عسكرية وأمنية حساسة تابعة لجماعة الحوثي.
وتركزت الغارات في مناطق استراتيجية أبرزها منطقة السبعين جنوب العاصمة، التي تُعد من أبرز معاقل الجماعة، وتحولت إلى مركز رئيسي للقيادة والسيطرة.

حولت جماعة الحوثي المجمع الرئاسي وجواره، الممتد حتى جبال النهدين، إلى منطقة تحصين عسكري، مستخدمة البنية التحتية التي كانت مخصصة سابقاً لحماية رأس السلطة التنفيذية، ما جعله هدفاً متكرراً للغارات الجوية. وقد تمركزت في هذه المنطقة ألوية من الحماية الرئاسية والحرس الخاص ووحدات صواريخ ودفاع جوي، إضافة إلى مخازن استراتيجية وتقنيات عسكرية متطورة داخل مخابئ مدفونة شديدة التحصين.

ضربات في حي 14 أكتوبر

مساء السبت 14 يونيو، استهدفت ثلاث هجمات إسرائيلية مواقع حساسة في حي 14 أكتوبر، غرب المجمع الرئاسي، شملت مقرًا لجهاز الأمن والمخابرات، مركز قيادة وتحكم، ومنزلًا تُستخدمه الجماعة لأغراض عسكرية.

يقع الحي في قلب المربع الأمني، ويضم منشآت عسكرية وطبية أبرزها مستشفى القدس العسكري، مستشفى لبنان، وعدة جامعات منها الرشيد، اللبنانية، واليمنية. كما تسيطر الجماعة على منازل مدنيين ومعارضين حولتها إلى مراكز عمليات ومقرات بديلة لمكاتب الرئاسة.

منذ 2018، طرد الحوثيون السكان بالقوة، وأغلقوا الحي بالحواجز الخرسانية ونقاط حراسة، وفقاً لشهادات محلية.
وتُرجّح مصادر “ديفانس لاين” أن بعض الغارات استهدفت مقرات بديلة وغرف عمليات لجهاز الأمن والمخابرات الذي يشرف عليه عبدالحكيم الخيواني، ويعاونه عبدالقادر الشامي.
ومن بين الأهداف، منازل يقطنها قياديون بارزون مثل مهدي المشاط، ومحمد الغماري، الذي تحدثت تقارير إسرائيلية عن محاولة اغتياله.

أنفاق ومنشآت تحت الأرض

تشير معلومات وصور أقمار صناعية حصلت عليها “ديفانس لاين” إلى قيام الجماعة بتوسيع شبكة أنفاق ومخابئ ومراكز عمليات تحت الأرض منذ منتصف 2023، خصوصاً غرب جبل النهدين ومحيط حي النجيمات. كما أنشأت ورش تصنيع صواريخ وطائرات مسيرة بإشراف خبراء أجانب.

في 10 أبريل، استهدفت غارة أمريكية عمارة في حي يسكنه محمد علي الحوثي، أحد أبرز قيادات الجماعة.
وفي أطراف مقبرة النجيمات المحاذية لحوش الرئاسة، رُصدت أنشطة حفر ليلية أعقبها ثلاث غارات جوية في 19 أبريل استهدفت أنفاقاً مفترضة.

تصعيد في الحي السياسي

إلى الغرب، استهدفت غارات أمريكية حي حدة السياسي يوم 26 أبريل، وهو حي راقٍ يضم سفارات ومنظمات أممية ومنازل كبار المسؤولين.
وتشير المصادر إلى انتقال عدد من قيادات الجماعة للإقامة في منازل قرب السفارات للاحتماء من الغارات، بينهم القيادي أبو علي الحاكم.

كما تقع في ذات المنطقة مقرات مستحدثة للمنطقة العسكرية المركزية بقيادة عبدالخالق الحوثي، ومراكز للحرس الجمهوري وألوية الصواريخ.

استهداف قيادات ومقار أمنية

في 9 أبريل، نفذت غارة نوعية استهدفت مركبة تقل مسؤولاً لوجستياً في القوة الصاروخية الحوثية ومساعديه، ما أدى إلى مقتلهم جميعاً.
وفي 26 أبريل، استُهدفت وزارة الداخلية، ومقرات الأمن المركزي، ومواقع تابعة للقيادي عبدالكريم الحوثي، وزير داخلية الجماعة، وجهاز استخبارات الشرطة برئاسة علي حسين الحوثي، نجل مؤسس الجماعة.

صور الأقمار الاصطناعية أظهرت أعمال حفريات وبناءات مستحدثة قرب ضريح صالح الصماد في ميدان السبعين، ما يرجح استمرار النشاط العسكري تحت الأرض في المنطقة.

ميدان السبعين.. من احتفالات إلى تحصينات

تستخدم جماعة الحوثي ميدان السبعين لإقامة فعالياتها وعروضها العسكرية، إضافة إلى تحويله إلى منطقة أمنية مغلقة تضم ضريح صالح الصماد، رئيس المجلس السياسي الأعلى الذي قُتل عام 2018.

ضع اعلانك هنا