ضع اعلانك هنا

إمستردام؛ المدينة التي روضت البحار ..الحدث الذي الهمني SAIL Amsterdam المعنى ..

الكاتب / بروفيسور : قاسم المحبشي…

من أي الأسوار يمكن التسلق لرؤية (البلاد المنخفضة، ‏Nederlands) ومن أي الأبواب ينفتح المشهد على هذه المدينة الطافية؟ ومن أي النوافذ يمكننا الإطلالة على المدينة الواقفة على الأعمدة الخشبية؟ ربما كان اكبر مهرجان للسفن الشراعية في العالم SAIL Amsterdam فرصة نادرة لتأمل العلاقة بين الجغرافيا والتاريخ، فالجغرافيا تحضر بصور شتى ولكنها دوما بلا أجنحة أما التاريخ فهو ذاكرة الزمان والمكان. هنا في هولندا وجدت المعنى( البحر والتاريخ) والطبيعة الطابعة والطبيعة المنطبوعة) بحسب إسبينوزا (1632–1677). إذ إن الله/الطبيعة ليس قوة متعالية، بل هو الوجود في ضرورته، كما أن الماء في هولندا ليس “عدوًا خارجيًا” بل جزء من شرط الحياة. فالتمييز بين الطبيعة الطابعة بوصفها (القدرة الخالقة والضرورة التي يستحيل مقاومتها) والمطبوعة بوصفها الأشكال والظواهر التي تتجلى بها (أنهار، بحيرات، فيضانات، قنوات، بحار) “كل شيء يسعى للاستمرار في وجوده” بهذا المعنى، يمكن القول إن سبينوزا يقدم ميتافيزيقا “مائية” للطبيعة: الكل في تدفق وضرورة، مثل جريان الماء الذي يتخذ دائمًا شكلاً محددًا لكن مصدره واحد ( الطبيعة الطابعة) إذ إن الطبيعة هنا ليست مجرد خلفية محايدة للوجود الإنساني، بل هي مكوّن أنطولوجي ومعرفي يسهم في بناء الحساسية الجمالية والأنماط الفكرية وطرائق الوعي وللثقافة عامة . من هنا يمكن النظر إلى الفرق بين ثقافة الصحراء وثقافة الماء وما تنمطه من ثقافة السمع وثقافة البصر، أي بين أنماط وجود تؤكد حضور الكلمة والصوت، وأنماط أخرى تعطي السيادة للصورة والانعكاس البصري. وهذا ما سوف نعالجه لاحقا.

“أين شواهدكم ، معارككم، شهداؤكم؟ أين ذاكرتكم القبلية؟ إيها السادة .. في القبة الرمادية ؛البحر… البحر قد أقفل عليها . البحر هو التاريخ” بهذا النص للشاعر الكاريبي ديريك والكوت الحائز على جائزة نوبل عام ١٩٩٢م أستهل المؤرخ الالماني، مايكل نورث كتابه المهم ( اكتشاف بحار العالم من العصرالفينيقي إلى الزمن الحاضر) الصادر عن سلسلة عالم المعرفة الكويتية عام ٢٠٢٢م عدد ٤٤٥. قرأته في الإسكندرية وكتبت حينها انطباعي الأول عنه لكنني أول ما وقفت على رصيف مشاهدة تدفق سيل السفن الشراعية في بحر أمستردام احسست بالدهشة والذهول؛ دهشة لفخامة هذا الحدث النادر الذي لم يسبق لي أن رأيت مثله وكل جديد للبالغ متعة! بحسب فرويد وذهول من عدد السفن الشراعية المشاركة في المهرجان من مختلف دول العالم؛ اكثر من الف سفينة شراعية مشاركة من مختلف الدول فضلا عن عدد المشاهدين بالملايين لهذا العرض البهيج. كنت قد قرأت قبل شهر كتاب (البحر والتاريخ: تحديات الطبيعة واستجابات البشر) لمؤلفته إ·إ· رايس، ترجمه إلى العربية، عاطف أحمد. كتاب في تسعة فصول تضم سلسلة محاضرات لعدد من الاشخاص تعرض للجوانب المختلفة للعلاقة بين البحر والانسان في الماضي والحاضر. السفينة: حاملة البضائع والناس والأفكار’ هو عنوان الفصل الخامس، ويناقش هذا الفصل مختلف أنواع السفن وطرق بنائها. ربما ساعدتني تلك الخلفية النظرية عن البحر والتاريخ إلى رؤية المشهد الذي يتنضد أمام بصري باهتمام خالص.
وصلت ساحة دام في العاشرة والنصف من صباح يوم الجمعة الموافق ٢١ اغسطس ٢٠٢٥م انتظرت بضع دقائق حتى جاء صديقي، الناشط الإعلامي، علوي بن قديش. فطرنا وانطلقنا باتجاه رصيف بحر الشمال على امتداد عشرة كيلومترات. رغم بعد المسافة إلا إن مشهد تدفق السفن الشراعية لأخذ مواقعها في الميناء كان بهيجا. كانت الحشود البشرية تتدفق اشبه بالنفير من عرفة إلى مزدلفة بسلاسة وانسيابية وهدؤ قل نظيرها
على يسارنا المهرجان وعلى يميننا الخدمات السريعة لتلبية احتياجات الزوار الملحة. شاهدنا أشكال والالوان من السفن الشراعية الكبيرة والصغيرة والمتوسط؛ معظمها صناعة يدوية من الخشب، بعضها يعود تاريخها إلى القرن الخامس عشر، زمن الاكتشافات الجغرافية. اثناء سيرنا على الرصيف الممتد كنا نبحث السفن العربية المشاركة ومن حسن حظنا وجدنا سفينة يتيمة من سلطنة عمّان؛ تعارفنا مع طاقمها ورحبوا بنا ودعونا للصعود والتجوال فيها. اخبرونا إن رحلتهم من جنوب الجزيرة العربية في مسقط إلى إمستردام عبر البحار قطعوها باربعة أشهر سياحية وعرفنا إن سفينتهم صناعة هولندية حديثة. سفينة فخمة في ثلاثة ادوار، وقفت في موضع الربان وتخيلت أنني البحر العربي. مشهد يثير الحلم والخيال ويبعث على الحنين والأمل.
ما لفت اهتمامي إن هذا المهرجان ينعقد كل خمسة سنوات بمناسبة تأسيس مدينة إمستردام قبل ٧٥٠ عام فضلا عن كونه الذكرى اليوبيلية لتأسيسه بوصفه أعظم مهرجان عالمي للسفن الشراعية منذ خمسين عاما. اخبرنا قبطان السفينة العمانية إن السلطنة هي البلد العربي الوحيد الذي يشارك في المهرجان منذ تأسيسه في عام ١٩٧٥م. ولا اعرف لماذا لم تشارك الدول العربية الاخرى؟
علمت إن مدينة إمستردام تم انشاء وسط المياة بالاعتماد على الأعمدة الخشبية الصلبة، شيء لا يصدق أبدا ولكنه حقيقي إذ تشير الدراسات إلى أن ” المدينة بُنيت على أرض رطبة طينية (أراضي المستنقعات والدلتا)، لم تكن صالحة لتحمل ثِقل البيوت والجسور. لذلك لجأ البناؤون منذ القرون الوسطى إلى غرس آلاف العُمُدان الخشبية (عادةً من خشب البلوط أو الصنوبر) في الأرض حتى تصل إلى طبقة رملية أعمق وأكثر صلابة، ثم أقاموا المباني فوقها.هناك ملايين الأعمدة الخشبية التي تحمل المدينة وقصر الملك في ساحة الدام وحده قائم على أكثر من 13 ألف عمود خشبي. فالمدينة قائمة على أسس غير مرئية، كما لو أن وجودها نفسه يقوم على ما تحت السطح. فكرة “العيش على أعمدة خشبية ” تذكّر بأن العمران الهولندي هشّ في أصله، وأنه يحتاج دومًا إلى صيانة ويقظة مستمرة، كما الدولة ونظامها العمومي إلى صيانة دائمة حتى لا تنهار. فالأشخاص يأتون ويذهبون لكن المؤسسات وحدها التي يمكنها إن تدوم إذ ما وجدت من يتعهدها بالعناية والحفظ والصون.
وهكذا يمكن القول إن استخلاص المعنى الفلسفي لمدينة بنيت على أعمدة خشبية منذ ٧٥٠ عاما واستطاعت أن تبهر العالم بنظامها الحضاري الإنساني الراقي وتتحلى فلسفة عمرانها في: كيف يمكن للإنسان أن يُحوّل الهشاشة إلى صلابة، والوحل إلى أرض، والخشب إلى حجر أساس؟ إن تاريخ هولندا مع الماء هو تاريخ إرادة جماعية. ففي مجتمعات أخرى، يحكم البحر أطراف الجغرافيا، أما في هولندا فقد تسلل إلى الداخل، فصار لا بد من إدارته وإعادة تشكيله. ومن هنا جاءت السدود والطواحين وأنظمة التصريف؛ مشاريع لم تكن لتقوم لولا وجود وعي مدني يربط بقاء الفرد بمصير الجماعة. إن الماء الذي يهدد الجميع لا يُواجه إلا بفعل تضامني، ولعل هذا أحد الجذور التاريخية للديمقراطية الهولندية المبكرة: قرار العيش المشترك أمام الخطر المشترك. إنّ الدعامات الخشبية التي غرست في التربة الموحلة كي تقف عليها البيوت ليست مجرد تقنية، بل رمز لقرار فلسفي: الإنسان يمكن أن يقيم مدينته فوق المستحيل، وأن يجعل الهشاشة أساسًا للصلابة. وبالمقارنة بين ثقافة الماء وثقافة الصحراء نلاحط إن الصحراء كما وصفتها الروائية الجزائرية ليلى تباني ” فضاء مفتوح، ممتد، قليل التفاصيل، تتكرر فيه المشاهد إلى درجة التجريد: سماء لا نهاية لها، رمال لا تنقطع، أفق واحد يبتلع كل الفوارق. في هذا الامتداد، تصبح الأذن( السمع) أداة الوعي الأولى الريح، وقع الخطوات، نداء القبيلة، حفيف الرمال إذ إن النداء يسبق الرؤية، والصوت يحمل معنى الحياة والنجاة. بل يمكن القول إن السمع في الصحراء ليس مجرد حاسة ادراك بل هو منهج في التفكير: الصوت عابر لكنه يُحدث أثرًا، ومن هنا ميل الثقافة الصحراوية إلى الوحي والوحدانية والمطلق. والسؤال هنا هو ولماذا الله سبحانه وتعالى قدم السمع على البصر في كل الآيات التي ذكرت فيها؟ والجواب كما اعتقده أن السمع هو أهم من البصر إذ يمكن لفاقد البصر أن يعوض العماء باللغة. والعكس غير صحيح. فمن يفقد السمع في طفولته يفقد ايضا القدرة على الكلام والتفكير والتخيل والتخييل والتعبير. ومن هنا تأتي الأهمية الحيوية للغة بوصفها نظاما لمعرفة العالم بالرموز والاشارات وأهم وسيلة لتنوير الكائن من الداخل. فما قيمة البصر حينما تعمى البصيرة. تلك هي الخلاصة فيما يتصل بالذوات الفردية الذين تمكنوا من تعويض غياب البصر بالبصيرة امثال بشار بن برد وأبو العلاء المعري وطه حسين والبردوني وغيرهم وتجدر الاشارة إلى أن كل الموهبين من شريحة فاقدي البصر هم من ذوي العقول الكبيرة المستنيرة. أما فيما يتصل بعلاقة السمع والبصر في الثقافة فيمكن القول أن الصوت المنطوق المسموع جوهر ومحور الثقافة الشفاهية لكن الصوت كحاسة إنسانية يحدث في الزمن مثله مثل كل الإحساسات الأخرى غير أنه يتميز بعلاقة خاصة بالزمن ذلك لأن الصوت لا يوجد إلا عندما يكون في طريقه إلى إنعدام الوجود، فليس ثمة طريقة لإيقاف الصوت وتثبيته فيمكنك إيقاف آلة تصوير متحركة وتثبيت الصورة على الشاشة ولكن إذا أوقفت الصوت فلن يكون لديك شيء سوى الصمت فحسب، فالصوت يقاوم مقاومة كاملة محاولة التثبيت، بعكس البصر الذي يمكنه أن يسجل الحركة ولكنه أيضا يسجل السكون والصمت، بل أن البصر في الواقع يفضل السكون على الحركة فلكي نفحص شيئا عن قرب ببصرنا يستحسن أن نمسك به ساكناً. لكن الصوت وحده هو الذي لا نستطيع التعرف عليه إلا في حالة الحركة أي في لحظة ميلاده المباشر وانطلاقه الفوري من حنجرة المتكلم لكنه ما أن يتوقف حتى ينعدم ولا يترك أثراً مميزاً، وتلك هي خاصية الثقافة الشفاهية الصوتية بعكس ما هو عليه الحال في الثقافة الكتابية _ اقصد ثقافة الكتابة والتدوين والتوثيق والنصوص _اذ تشكل الكلمات المكتوبة بقايا وآثار منقوشة أو مخطوطة في نصوص وعلامات ورموز تقاوم الزمن ونستطيع أن نقرأها أو نراها أو نلمسها في أي زمان ومكان بعد ميلادها وبعد موت كاتبها، ولهذا السبب نلاحظ ان الثقافة الشفاهية تعلي من شأن الخطابة والحفظ والتلقين والتذكر باعتماد على الأنماط التعبيرية في التفكير القابلة للحفظ والتذكر، فالمرء الشفاهي لا يمكنه تذكر إلا عبارات وكلمات محدودة ومسموعة ومكررة ومنمطة ومن ثم فإن أنماط التفكير الشفاهي نفسها تضيق هنا لكي تكون حافزة للتذكر الدائم وكلما زاد الفكر المنمط شفاهياً تعقيداً زاد اعتماده على العبارات الجاهزة المستخدمة بمهارة في أقوال معتمدة على الصيغ (حكم وأمثال واقوال وشعارات وصيغ وعبارات) لا تكون مجرد زينة شفاهية مضافة إلى التشريع بل تشكل هي نفسها القانون الفعلي ولا توجد هنا ثقافة خارج الصيغ والعبارات الجاهزة والمتناقلة لأن الصيغة تساعد الذاكرة وتقويها.ولهذا السبب تزدهر في الثقافات الشفاهية أنماط ثقافية محددة، مثل الشعر والحكم والأمثال والحكايات والأساطير والسجع والأهازيج ومن سمات الثقافة الشفاهية عطف الجمل بدلاً من تداخلها، اذ تكثر حروف العطف بشكل ملحوظ.الأسلوب التجميعي بدلا من التحليل. الأسلوب الإطنابي أو الغزير بدلا من الاختصار والأسلوب المحافظ والتقليدي والقرب من عالم الحياة وردود الأفعال المباشرة اي عدم القدرة على التجريد ،وغياب التمييز بين الكلمات والأشياء، بين الدوال والمدلولات ، شيوع لهجة المخاصمة والتعصب والانحياز وغياب الحياد الموضوعي. تكرار الاحاديث ذاتها في كل المقامات والاحوال، العزوف عن القراءة البصرية وتفضيل الاستماع، ارتفاع نبرة الصوت في المحادثات، عدم الوصول الى اتفاقات حول موضوعات الخلاف. الشغف بالحكي والثرثرة في كل الامور والاحوال، الاهتمام بالالفاظ وإهمال المعاني الانهمام بالمنطق بدلا من الواقع.

⚓️مدينة إمستردام (Amsterdam) تأسست في أواخر القرن الثاني عشر، حوالي سنة 1175م، كنقطة سكن صغيرة لصيادي الأسماك عند مصب نهر الـ أمستل (Amstel).

اسمها ارتبط بالسد الذي أقيم على النهر لحمايتها من الفيضانات، ولذلك جاء الاسم من:
Amstel + dam = Amsterdam أي “سدّ الأمستل”.

وبحلول القرن الثالث عشر (حوالي 1275م) مُنحت امتيازات تجارية من الكونت “فلوريس الخامس”، الأمر الذي ساعدها على النمو والتحول إلى مدينة مزدهرة بالتجارة والملاحة.

Amsterdam; de stad die de zeeën temde

Prof. Dr. Qasim Al-Mahbashi

‏SAIL Amsterdam – het evenement dat mij de betekenis schonk

‏Vanaf welke muren kan men klimmen om “de Lage Landen, Nederlands” te aanschouwen? En door welke poorten opent zich het uitzicht op deze drijvende stad? Vanuit welke ramen kan men neerzien op de stad die rust op houten palen? Misschien bood het grootste zeilfestival ter wereld, SAIL Amsterdam, een zeldzame kans om de relatie tussen geografie en geschiedenis te overdenken.

‏Geografie is aanwezig in talloze gedaanten, maar altijd zonder vleugels, terwijl geschiedenis het geheugen van tijd en plaats is. Hier in Nederland vond ik de betekenis: de zee en de geschiedenis, en ook wat Spinoza (1632–1677) “de natuur naturans en de natuur naturata” noemde. Want God/natuur is geen transcendente macht, maar bestaan in zijn noodzakelijkheid. Zoals water in Nederland niet slechts een “externe vijand” is, maar een bestaansvoorwaarde.

‏Het onderscheid tussen de natuur naturans als de scheppende kracht, de onvermijdelijke noodzakelijkheid, en de natuur naturata als de verschijningsvormen (rivieren, meren, overstromingen, kanalen, zeeën) wijst ons de weg. “Alles streeft ernaar in zijn bestaan te volharden.” In die zin biedt Spinoza een “waterige” metafysica van de natuur: alles stroomt en volgt de noodzakelijkheid, zoals water dat altijd een vorm aanneemt maar één oorsprong heeft (natuur naturans).

‏Hier is de natuur niet slechts een neutrale achtergrond voor het menselijk bestaan, maar een ontologische en epistemische component die bijdraagt aan de esthetische gevoeligheid, de denkpatronen, de vormen van bewustzijn en de cultuur in het algemeen. Zo kunnen we het verschil zien tussen een woestijncultuur en een watercultuur: een cultuur van het gehoor tegenover een cultuur van het zicht, een bestaan waarin het woord en de stem centraal staan tegenover een bestaan waarin beeld en reflectie domineren.

‏“Waar zijn uw monumenten, uw veldslagen, uw martelaren? Waar is uw stamgeheugen? Heren… in de grijze koepel; de zee… de zee heeft ze opgesloten. De zee is de geschiedenis.”

‏Met dit citaat van de Caribische dichter en Nobelprijswinnaar Derek Walcott (1992) opent de Duitse historicus Michael North zijn belangrijke boek De ontdekking van de zeeën van de Fenicische tijd tot heden (Arabische vertaling in de reeks ‘Alam al-Ma‘rifa, Koeweit 2022, nr. 445). Ik las het in Alexandrië en schreef toen mijn eerste indruk. Maar toen ik op de kade stond en de vloot zeilschepen in de Amsterdamse haven zag binnenstromen, ervoer ik verwondering en verbijstering:
‏ • Verwondering over de grootsheid van dit zeldzame evenement dat ik nog nooit eerder zo had gezien (en, volgens Freud, is al het nieuwe voor een volwassene een bron van genot).
‏ • Verbijstering over het aantal zeilschepen, meer dan duizend uit alle delen van de wereld, en over de miljoenen toeschouwers van dit feestelijke schouwspel.

‏Een maand eerder had ik het boek Sea and History: Challenges of Nature and Human Responses van E. E. Rice gelezen (Arabische vertaling door Atif Ahmad). Het boek bevat negen hoofdstukken met lezingen over de relatie tussen mens en zee in verleden en heden. Het vijfde hoofdstuk, Het schip: drager van goederen, mensen en ideeën, bespreekt de verschillende soorten schepen en hun bouwmethoden. Deze theoretische achtergrond hielp mij om met aandacht naar het schouwspel in Amsterdam te kijken.

‏Op vrijdag 21 augustus 2025 kwam ik om half elf aan op de Dam. Enkele minuten later ontmoette ik mijn vriend, de media-activist Alawi bin Qadish. Na het ontbijt gingen we richting de kade van de Noordzee, een wandeling van tien kilometer. Ondanks de lange afstand was het een feestelijk gezicht: de schepen die hun posities innamen in de haven, terwijl mensenmassa’s zich in beweging zetten, soepel en rustig als een processie.

‏Links van ons het festival, rechts de faciliteiten om bezoekers van dienst te zijn. We zagen allerlei soorten en maten zeilschepen, vaak handgemaakt van hout, sommige daterend uit de vijftiende eeuw, de tijd van de geografische ontdekkingen. Onderweg zochten we naar Arabische schepen. Tot onze vreugde vonden we er één, uit Oman. We maakten kennis met de bemanning, die ons gastvrij uitnodigde om aan boord te komen. Ze vertelden dat hun reis van Muscat naar Amsterdam vier maanden duurde. Hun schip, hoewel Omani van vlag, was een moderne Nederlandse constructie – een prachtig schip met drie dekken. Toen ik op de plaats van de kapitein stond, stelde ik me voor dat ik de Arabische Zee was – een moment dat droom, verbeelding, heimwee en hoop samenbracht.

‏Wat mijn aandacht trok, was dat dit festival elke vijf jaar wordt gehouden, ter gelegenheid van de stichting van Amsterdam 750 jaar geleden, en dat het zelf dit jaar zijn gouden jubileum vierde (sinds 1975). De kapitein vertelde ons dat Oman het enige Arabische land is dat vanaf het begin heeft deelgenomen. Waarom geen andere Arabische landen meedoen, blijft een raadsel.

‏Ik leerde dat Amsterdam letterlijk “op water” is gebouwd, gesteund door miljoenen houten palen. De stad ligt op drassige, slappe bodem (moeras- en delta­land), ongeschikt om zware gebouwen te dragen. Daarom sloegen bouwers sinds de Middeleeuwen duizenden palen (meestal van eiken of dennenhout) diep de grond in, tot ze een zandige, stevige laag bereikten. Daarboven verrezen huizen en bruggen. Alleen al het Koninklijk Paleis op de Dam rust op meer dan 13.000 palen. Het bestaan van de stad berust dus op een onzichtbaar fundament, alsof haar aanwezigheid zelf afhankelijk is van wat onder het oppervlak ligt.

‏Dit herinnert ons eraan dat de Hollandse bebouwing in oorsprong broos was en voortdurende zorg nodig heeft – net als de staat en haar instellingen. Mensen komen en gaan, maar alleen instellingen blijven bestaan, mits zij onderhouden en bewaakt worden.

‏De filosofische betekenis: hoe de mens broosheid kan omzetten in stevigheid, modder in grond, hout in fundament. De geschiedenis van Nederland met water is de geschiedenis van een collectieve wil. In andere samenlevingen beheerst de zee slechts de randen van de geografie; hier drong hij het binnenland in, zodat men hem moest bedwingen. Daaruit ontstonden dijken, molens en afvoersystemen – collectieve projecten, gebaseerd op het besef dat het voortbestaan van het individu verbonden is met dat van de gemeenschap. Het gemeenschappelijke gevaar vormde de basis voor vroege Hollandse democratie.

‏De houten palen waarop huizen gebouwd zijn, zijn dus méér dan een techniek: ze zijn een filosofisch besluit. De mens kan zijn stad oprichten boven het onmogelijke en de kwetsbaarheid tot fundament van kracht maken.

‏Woestijncultuur en watercultuur

‏De Algerijnse schrijfster Leila Tabani beschreef de woestijn als een open, uitgestrekte ruimte, arm aan details, met herhalende scènes tot aan abstractie: een oneindige hemel, onafgebroken zand, een horizon die alle verschillen opslokt. In dit uitgestrekte decor wordt het oor de eerste vorm van bewustzijn: wind, voetstappen, de roep van de stam, het geruis van zand. De stem gaat vooraf aan het zicht, en geluid draagt betekenis van leven en redding. Daarom is horen in de woestijn niet enkel een zintuig, maar een denkmethode: geluid is vluchtig, maar laat een diepe indruk achter. Vandaar de neiging van de woestijncultuur tot openbaring, eenheid en het absolute.

‏Misschien daarom stelde God in de Koran steeds het horen boven het zien: “Gehoor en zicht.” Want horen is fundamenteler dan zien. Een blinde kan zijn verlies compenseren met taal, maar iemand die doof is geboren, mist spreken, denken, verbeelden en verhalend vermogen. Hieruit blijkt de cruciale rol van taal als systeem van symbolen en als middel om de mens van binnenuit te verlichten. Wat is de waarde van zicht zonder inzicht?

‏In de orale culturen is de gesproken stem de kern. Geluid ontstaat alleen in de tijd en verdwijnt zodra het zwijgt – niets blijft achter behalve stilte. Visuele cultuur daarentegen kan beweging én stilstand bewaren, beelden vastleggen en herinneringen bewaren.

‏Daarom bloeien in orale samenlevingen poëzie, spreekwoorden, gezegden, mythen, ritmische formules. Het geheugen wordt ondersteund door herhaling en ritme, en denken krijgt de vorm van vooraf bepaalde uitdrukkingen.

‏De visuele (schriftelijke) cultuur bewaart daarentegen tekens en teksten die de tijd trotseren, waardoor analyse, abstractie en objectiviteit mogelijk worden.

‏⚓️ Amsterdam werd in de late twaalfde eeuw (ca. 1175) gesticht als vissersnederzetting aan de monding van de Amstel. Haar naam is verbonden met de dam die tegen overstromingen werd aangelegd:

‏Amstel + dam = Amsterdam, “Dam in de Amstel”.

‏In de dertiende eeuw (ca. 1275) kreeg de nederzetting handelsprivileges van graaf Floris V, waardoor zij uitgroeide tot een bloeiende handels- en havenstad.

ضع اعلانك هنا