منشور برس / ابوحيان التوحيدي / الحديدة ..
كم هذا مؤلم ومؤسف على صرح تعليمي بالحديده..
مرحباً بكم في جامعة الحديدة، التي كانت يوماً ما قلعة للعلم والتنوير، والآن تحولت إلى مسرح درامي تديره ميليشيات الحوثي..
في أحدث حلقة من مسلسل التعسف، قررت إدارة الجامعة، بقيادة البطل “المتحوث”رئيس الجامعة محمد أحمد أمين الأهدل، أن تفصل خمسة طلاب من كلية الشريعة والقانون…
هل تتساءلون عن سبب هذا القرار الجبار؟
هل هو لضعف الأداء الأكاديمي؟ لا.
هل قاموا بسرقة أسئلة الامتحان؟ لا. ببساطة، الطلاب رفضوا أن يتحولوا إلى “جواسيس”.
نعم، الجواسيس.
هذه هي المؤهلات المطلوبة الآن للحصول على درجة علمية في جامعة الحديدة : أن تتقن التجسس على زملائك وأساتذتك لصالح عميدة الكلية وزوجها، أو أن تكون خبيراً في حياكة المؤامرات الأكاديمية!.
العميدة الموقرة، الدكتورة أفراح الهيثمي، وزوجها الذي عاد حديثاً من “دراسات الدكتوراه” في الخارج، قررا أن من لا يتعاون معهم يصبح تلقائياً جزءاً من “خلية دعارة”..
لا تسألني كيف وصلوا إلى هذا الاستنتاج العبقري.
ربما كان لديهم مختبر خاص لتحليل الولاء الحوثي ومستوى “التجسس” لدى الطلاب.
أو ربما شاهدوا حلقة جديدة من مسلسل بوليسي فاستلهموا الفكرة..
الطلاب سمية طارق، سارة المقطري، لينا الشميري، أمل الصبري، ومحمد سعيد وجدوا أنفسهم في قلب هذه المؤامرة، ليس بسبب فشلهم الأكاديمي أو ارتكابهم لأي جرم، بل فقط لأنهم رفضوا ارتداء عباءة الجاسوسية..
وفي خطوة تليق برواية جورج أورويل *1984*، قررت إدارة الجامعة، المتحوثة تماماً، فصل هؤلاء الطلاب بشكل تعسفي دون أي دليل أو حجة مقنعة. فقط لأنهم لم يرضوا العمل كعيون صغيرة تراقب زملاءهم لحساب العميدة..
ومن يعرف، ربما سيصبح الاختصاص الجديد في الجامعة “تخصص التجسس”، وبدلاً من “محاضرات القانون”، سيكون هناك “ورش عمل حول كيفية تدمير سمعة الزملاء”! ومن يدري، قد يُدرج في المستقبل مادة اختيارية تحت عنوان: “كيف تكون جاسوساً جيداً في ظل الحكم الحوثي.”.
إنها بالفعل كوميديا سوداء. لجامعة كانت منبراً للعلم أصبحت الآن منصة للتخوين والابتزاز، وأصبح الطلاب يُفصلون لأنهم لا يريدون أن يشاركوا في لعبة غير شريفة…
يبدو أن الحوثيين لم يكتفوا بتدمير اليمن سياسياً واقتصادياً، بل يسعون الآن لتحويل الجامعات إلى مصانع للعنف والجهل. تهانينا لجماعة الحوثي على إنجازاتها في تدمير التعليم..