بقلم/ خالد سلمان…
نحن خونة نستحق كل نوازل رداءة السياسة وبطش الحكم بحقوقنا.
نحن خونة تجاه التنازل عن كرامتنا وحقنا بجباه عالية وعيش كريم.
نحن خونة حين نصمت عن من يمد يده على طبلية طعام أطفالنا ولا نصرخ في وجهه قف ، يسرق الخبز بعد أن سرق الأمنيات بوطن قوي عادل معافى يشد أزرنا .
نحن خونة عندما نمضي بخُطانا المثقلة باليأس للسير أمام الجدار، ولا نخوض معركة التصدي للصوص العملة والرغيف وحبة الدواء، كشكول الرسم وفصل المدرسة.
نحن خونة عندما نرى في ضعفنا أمننا الشخصي، وفي صمتنا كف الأذى عن ذواتنا المسلسلة حتى العنق بهم اليوم، بربطة القوت وحزمة الفجل وأجرة العسكري وهو يدق على قدمينا القيد وينهب أمننا.
نحن خونة حين لا نمد أيادينا لبعضنا تتشابك أكفنا، تتراص أجسادنا وإرادتنا، لوقف كل هذه التكسرات والإنهيارات ، من العملة التي تنزل إلى مابعد القاع، وحتى فساد الساسة، والاليغارشيا الجديدة تجار الحروب وإقتصاد الظل، ومن مقاولي الأنفار، وهم يبيعون شبابنا لخوض حروب الجوار والموت بالإنابة عنهم ، وحتى أحراش أوكرانيا ومعارك الكبار.
نحن خونة لأننا سحبنا الثقة من معادلة الشارع، تكومنا على قهرنا ولم نعد نعترف أن هذا الواقع المزري يجب إطاحته تغييره ،تماهينا مع البطش وقبلنا كمرضى نفسانيين بلذة أن نكون نحن الضحايا.
خونة وجبناء نحن لأننا لم ننفض عن أبداننا ليل المظالم، قدسنا تجار ترزية تفصيل وبيع المواقف، منحناهم الريادة في الأحزاب ، والقيادة في صالونات الحكم ، سلمناهم أعناقنا ولم نعد ننظر خارج بؤس اللحظة ، ونستشرف مابعد راهن كل هذا البلاء والوباء.
نحن خونة جبناء لأننا نرفض إن نثور ضد القبح ، نقاوم الإنحياز لنقاواة ذواتنا ، نمقت حقوقنا ،ولا نثور ضد تجار العملات نسلمهم القياد ، ولا نوقف تغول الفساد ونصنع حياة فضلى لأبنائنا.
نحن خونة جبناء إن لم نقل كفى ، إن لم نغادر تهيبنا ونخطو الخطوة الأولى لتغيير كل المعادلة ، نفرض نحن الشعب المطحون قوى ضغط مدني ، لتصحيح بيت الحكم ومغادرة روحية الهزيمة إلى فضاءات النصر للكرامة .
من يسرق خبزنا وزيتنا ويخلع سقف بيت الفقراء لا يصلح للحكم ، وكتابة بيان النصر الأول بالبندقية ، الحكم الفاسد عبء ، ومن يفشل في إمتحان الخبز يفشل في الحكم وإدارة إستحقاقات الوطن .
جبناء نحن إن لم نرمم ثقتنا بالشارع المطحون بإرتفاع سعر الصرف وهبوط الآدمية ، المنكوب بطبقة ناعمة ثرية تقتات من عرق الضباحه ، تتاجر بالسلاح والغذاء ، تمدد الحرب وتؤجل الحسم ، تصنع حزننا الأبدي، فقرنا المقيم وتجعل الحرب والتلاعب بالصرف مهنة لها ، رصيد بنك وثراء .
نحن خونة جبناء نستحق موتنا ،إن لم نغادر كل هذا الخوف ، ننتزع حق الحياة ونقلب في وجوههم الطاولة…