بقلم الكاتب / عبدالجبار سلمان ..
الشيخ عبدالرحمن حجري هو واحد من أبرز القادة اليمنيين الذين أسهموا بجهود كبيرة في دعم ونصرة قضية تهامة، وتعد مسيرته مليئة بالنضال والتضحيات من أجل حقوق أهالي تهامة. على مدى سنوات طويلة، كرّس الشيخ حجري جهوده لتحقيق العدالة لأبناء منطقته والدفاع عن حقوقهم على مختلف الأصعدة، سواء المدنية أو السياسية أو العسكرية. منطقة تهامة، تعتبر من المناطق المحرومة والمهمشة تاريخيًا في اليمن..
ويواجه سكانها العديد من التحديات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. ومع اندلاع الصراع في اليمن، تفاقمت هذه المشاكل، وأصبحت تهامة مسرحًا للصراعات المسلحة والتدخلات الخارجية..
وقد أدت هذه الأوضاع إلى ظهور حراك شعبي يطالب بالعدالة والاعتراف بحقوق التهاميين، وتولى الشيخ عبدالرحمن حجري قيادة هذا الحراك والمقاومة، ليصبح أحد أبرز الأصوات المدافعة عن قضايا أبناء تهامة. من الناحية المدنية، لعب الشيخ حجري دورًا مهمًا في توحيد صفوف أبناء تهامة وتوعيتهم بأهمية تنظيم أنفسهم للحصول على حقوقهم. لقد عمل على تقوية الروابط الاجتماعية بين أفراد المجتمع التهامي، وحثهم على المحافظة على هويتهم الثقافية والتاريخية، والمطالبة بالعدالة الاجتماعية والخدمات الأساسية التي حُرموا منها لفترات طويلة. على المستوى السياسي،..
واستطاع الشيخ حجري تحقيق تقدم كبير في إيصال قضية تهامة إلى المحافل الدولية، وذلك من خلال لقاءاته المتعددة مع سفراء الدول المعنية بالملف اليمني، وخاصة في مؤتمر الرياض 2015. وفي تلك المشاورات، تمكن من انتزاع الاعتراف الدولي بقضية تهامة كجزء من البنود المطروحة للنقاش..
وقد أسهم هذا الاعتراف في منح قضية تهامة زخمًا كبيرًا، مما جعلها محور اهتمام في أجندة التسوية السياسية. وتضمن البند التاسع من مؤتمر الرياض ( وثيقة الرياض ) إقرارًا بحقوق أبناء تهامة، وتأكيدًا على ضرورة حمايتهم وضمان تمثيلهم في أي حل سياسي لليمن. بجانب دوره السياسي..
شارك الشيخ عبدالرحمن حجري في تأسيس ودعم المقاومة التهامية، التي عملت على الدفاع عن الأراضي التهامية من التعديات المختلفة. وقد لعبت هذه المقاومة دورًا محوريًا في تأمين المنطقة، ومحاربة القوى التي كانت تحاول السيطرة على تهامة..
كذلك ساعد حجري في تنظيم وتدريب المقاومة لتصبح قوة فاعلة على الأرض، ولتحقيق قدر أكبر من الاستقلالية لأبناء المنطقة، بحيث يتمكنوا من حماية أنفسهم وإدارة شؤونهم بشكل أفضل. أدرك الشيخ عبدالرحمن حجري أهمية البعد الدولي لقضية تهامة، وسعى جاهدًا لنقل صوت أبناء تهامة إلى المجتمع الدولي…
وفي هذا الإطار، عقد الشيخ حجري سلسلة من الاجتماعات مع سفراء الدول الكبرى، حيث شرح لهم معاناة التهاميين وضرورة دعم قضيتهم ضمن الجهود الدولية لحل الأزمة اليمنية. ونتيجة لهذه التحركات، حصل على دعم سياسي كبير،.
وأصبحت قضية تهامة واحدة من القضايا المعترف بها دوليًا، ما أسهم في إدراجها ضمن مداولات الأمم المتحدة المتعلقة بالشأن اليمني. لقد كانت جهود الشيخ حجري ناجحة في كثير من النواحي، حيث ساهمت في لفت الانتباه إلى قضية تهامة، وفي وضع أسس قوية للنضال من أجل حقوق أبناء المنطقة..
كما أن البند التاسع الذي انتُزع خلال مؤتمر الرياض شكل خطوة هامة على صعيد الاعتراف الدولي. وعلى الرغم من التحديات الكبيرة التي واجهته، إلا أن الشيخ حجري ظل متمسكًا بمواقفه وبقضية أبناء تهامة، حتى أصبحت قضيتهم جزءًا لا يتجزأ من ملف الأزمة اليمنية. وفي الختام يمثل الشيخ عبدالرحمن حجري رمزًا للنضال في اليمن، وتجربة فريدة في الدفاع عن حقوق أبناء تهامة الذين عانوا من التهميش لسنوات طويلة..
إن دوره الكبير في نشر قضيتهم على المستويين المحلي والدولي، وإصراره على تحقيق العدالة لهم عبر القنوات السياسية والعسكرية، جعل من قضية تهامة جزءًا من الحوار الدولي حول مستقبل اليمن..