بدأت الولايات المتحدة تحشيدًا عسكريا وتحركات واسعة في المنطقة بهدف تنفيذ عملية عسكرية في اليمن من المرجح أن تستهدف تحييد القدرات العسكرية والاقتصادية لجماعة الحوثي في محافظة الحديدة.
وبحسب مصادر عربية وتصريحات المسؤولين في حكومة صنعاء فإن واشنطن نقلت أصول عسكرية وأسراب من طائرات أف 16 من إيطاليا إلى السعودية، إضافة إلى وصول ثماني طائرات شحن عسكرية أميركية عملاقة إلى السعودية. وإلى قاعدة لومونييه في جيبوتي.
وتتزايد المؤشرات إلى احتمال استئناف العمليات العسكرية في اليمن عقب توقفها وفق الهدنة المعلنة بين جماعة الحوثيين والحكومة اليمنية المعترف بها دوليا برعاية أممية منذ إبريل 2022 وذلك بهدف السيطرة على محافظة الحديدة المطلة على البحر الأحمر.
وذكر شهود عيان أن جماعة الحوثيين استحدثت متاريس وتحصينات ترابية، وحفرت أنفاقا وزرعت الغاما في مدينة الحديدة وفي عدد من مديريات المحافظة أبرزها الجراحي والتحيتا وجبل رأس والدريهمي وفقا لما ذكره أمس موقع جريدة العربي الجديد.
وقالت السلطة المحلية بالحكومة المعترف بها دوليا في الحديدة، إن مليشيات الحوثي أجبرت خلال اليومين الماضيين سكان خمس قرى جنوب مديرية الجراحي، تضم 350 أسرة، أي نحو 1750 نسمة على إخلاء منازلهم تحت تهديد السلاح للشروع في الاستحداث وحفر انفاق وبناء تحصينات عسكرية في تلك المناطق السكنية..
بالمقابل كانت جماعة الحوثيين في إطار استعداداتها العسكرية قد أجرت نهاية شهر أكتوبر الماضي مناورة عسكرية تكتيكية في الساحل الغربي اليمني تحت اسم ليسوؤوا وجوهكم نفذتها القوات البحرية والبرية التابعة للجماعة.
وتسيطر جماعة الحوثيين على محافظة الحديدة التي تعد من أهم المحافظات الواقعة تحت سيطرة الجماعة نتيجة الأهمية الاقتصادية والعسكرية لها، إذ تضم ثلاثة موانئ رئيسية هي ميناء الحديدة ورأس عيسى والصليف، كما تضم مطارًا دوليا، وعددا من المعسكرات أبرزها معسكر الدفاع الساحلي.
وتتكون محافظة الحديدة من 26 مديرية تسيطر الجماعة على 24 مديرية منها، بينما تسيطر القوات التابعة لعضو مجلس القيادة الرئاسي العميد طارق صالح على مديريتي حيس والخوخة جنوبي المحافظة.
وتتخذ المقاومة الوطنية بقيادة طارق صالح من الساحل الغربي مسرحًا لعملياتها، إذ يقع مركز قيادتها في مدينة المخاء التي تضم 13 من الألوية العسكرية، وهي الأول والثاني مقاومة تهامة واللواء الأول والثاني زرانيق واللواء السابع والتاسع عمالقة والألوية 11 و 12 و 13 حراس جمهورية والأول والثاني مشاة، والأول والثاني مغاوير وكانت القوات الحكومية قد نجحت العام 2017 في تحرير الساحل الغربي من المخا جنوبا وحتى شارع الخمسين والمطار و كيلو 16 على أطراف مدينة الحديدة شمالا.
وكانت على بعد بضعة كيلومترات من السيطرة على ميناء الحديدة الاستراتيجي، غير أن مجلس الأمن مارس ضغوطا على القوات الحكومية والتحالف العربي لإيقاف المعارك تحت مبرر التخوف من كارثة إنسانية في حال السيطرة على الميناء ودخلت الأطراف اليمنية في مفاوضات في السويد التي أفضت إلى توقيع اتفاق استوكهولم في ديسمبر 2018، والذي يشمل إيقاف العمليات العسكرية، وتنفيذ انسحابات وإعادة انتشار القوات الطرفين غير أن معظم بنود الاتفاق لم تطبق باستثناء وقف العمليات القتالية.
وعاد الحديث عن الخيار العسكري البري عقب فشل الولايات المتحدة وبريطانيا بإيقاف هجمات الحوثيين.
وتشن أميركا منذ 12 يناير الماضي غارات جوية في إطار عملية عسكرية أطلق عليها رامي بوسيدن تستهدف مواقع عسكرية تابعة للحوثيين في مناطق تسيطر عليها الجماعة.
غير أن هذه الغارات لم تنجح في تحييد القدرات الصاروخية للجماعة التي تستمر في تنفيذ هجماتها بالصواريخ والطائرات المسيرة والزوارق على السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا في البحر الأحمر والبحر العربي وخليج عدن والمحيط الهادئ منذ نوفمبر من العام الماضي في سياق ما تقول الجماعة إنها معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس.
في هذا الصدد يقول القيادي في جماعة الحوثيين العقيد مجيب شمسان لـ «العربي الجديد إن كل الاحتمالات واردة والعمل العسكري دوما ما يضع في حسبانه أسوأ السيناريوهات»، مشيرا إلى ما وصفه ببعض التحركات الأميركية على مستوى المنطقة ولقاءات على مستوى قيادات المرتزقة المحليين كطارق عفاش طارق صالح) و (رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي عيدروس الزبيدي و عضو مجلس القيادة الرئاسي عبد الرحمن المحرمي بالتزامن مع بعض التسريبات حول مخطط أميركي للتصعيد مجددًا في الساحل الغربي لليمن.
ويوضح أنه تم رصد تحشيدات من الجانب الأميركي ونقله الأصول عسكرية وأسراب من طائرات أف 16 من إيطاليا إلى السعودية ووصول ثماني طائرات شحن عسكرية أميركية عملاقة إلى السعودية وإلى قاعدة لومونييه في جيبوتي
ويضيف شمسان أنه مع ذلك نحن لا نابه بما يحاول أن يقوله (الجانب الأميركي، فإذا أراد التصعيد في الساحل فقواتنا المسلحة وشعبنا جاهز للمواجهة مهما كانت التبعات، خصوصا أن عودة الصراع والتصعيد من قبل الأميركيين في هذه المنطقة ستحولها إلى منطقة صراع عسكري.
ويلفت إلى أن ذلك له تداعياته الكبيرة على حركة التجارة العالمية، ومن يتحمل مسؤوليته هي الولايات المتحدة الأميركية التي تصر على حماية الكيان الصهيوني.
ومن ناحية أخرى يقول شمسان إن مصالح الأميركي والبريطاني وقواعدهما في المنطقة ستصبح أهدافًا عسكرية للقوات المسلحة اليمنية التابعة للحوثيين).
ناهيك عن إمدادات الطاقة، وما يمكن أن يتسبب به تصعيد الأميركي من نسف الأسواق الطاقة. وارتفاع أسعارها إلى أعلى المستويات…