تشكل عصابة الحوثي الايرانية “النقطة السوداء” والأكثر سوءًا في تاريخ اليمن المعاصر، لما تمارسه عناصرها الارهابية من أعمال منافية للأخلاق ومخلة بالآداب ومخالفة للقوانين المحلية والدولية، وعلى راسهم المدعو محمد عبدالسلام فليته – الناطق الرسمي باسم العصابة ورئيس وفدها المفاوض، الذي يدير شبكات منظمة تعمل في مجالات غسيل الأموال وتجارة البشر والدعارة والمخدرات وتهريب السلاح، وصولًا الى المتاجرة بالتراب والاستحواذ على مصادر أرزاق اليمنيين…
وخلال الفترة القليلة الماضية تناولت تقارير استخباراتية غربية، تورط قيادات حوثية بارزة على راسهم محمد عبدالسلام فليته، في المتاجرة باليمنيين من خلال التغرير بهم واستغلال أوضاعهم المعيشية الصعبة لأرسالهم للمشاركة في الحرب الاوكرانية…
وحسب التقارير، فإن شركة تتبع القيادي الحوثي فليته، هي من تدير عمليات التغرير باليمنيين وإرسالهم إلى روسيا؛ وهي نفس الشركة التي تدير عمليات تهريب الاسلحة من ايران والصين وروسيا لصالح عصابة الحوثي بمشاركة واشراف مباشر من قيادات في النظام الايراني او الحرس الثوري التابع للمرشد علي خامنئي…
وافادت التقارير، بأن فليته، يدير شركة المتاجرة باليمنيين الى روسيا عبر وكيل أعمال يتبعه مباشرة يدعى ” عبدالولي عبده حسن الجابري”، وهو عضو برلماني وضابط عسكري سابق في اللواء 115، يقيم حاليا في سلطنة عمان، وهو الذي يشرف بشكل مباشر على عمليات التغرير بالشباب اليمنيين وتوريطهم في الذهاب الى روسيا للقتال تحت مغريات كبيرة، قبل ان يكتشفوا انها مغريات غير حقيقة عند وصولهم الى معسكرات تجنيد في روسيا…
وأكدت التقارير قيام فليته بإدارة تلك الاعمال المرتبطة بشكل مباشر بعمليات التغرير والتجنيد وارسال الشباب اليمنيين الى روسيا، مقابل حصوله على امتيازات من قيادات عسكرية روسية بعيدة عن الحكومة في موسكو، وهو يتقن ذلك النوع من العلاقات المخالفة للقوانين والبرتوكولات الدبلوماسية بين الدول، خاصة وانه يشرف على شبكة عصابات دولية تقوم بعمليات مخالفة بينها غسيل اموال وتجارة مخدرات وتهريب اسلحة وتنظيم عمليات دعارة…
وفي هذا الاطار أكدت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية، ان شركة حوثية يديرها عبدالسلام فليته، تدير عمليات “عملية تهريب غامضة” ليمنيين للقتال مع روسيا ضد اوكرانيا، مقابل وعود بالحصول على وظائف ذات رواتب عالية وفرصة للحصول على الجنسية الروسية. ولكن عند وصولهم إلى روسيا، تم إجبارهم على القتال مع الجيش الروسي وتم إرسالهم فوراً إلى جبهة القتال في أوكرانيا، دون تقديم أي مقابل سوى الاكل والتعذيب في حال الرفض…
وأوضحت الصحيفة أن عملية التجنيد في اليمن كان يجري تنظيمها من قبل شركة أسسها قيادي حوثي بارز يدعى عبدالسلام فليته، وهو الناطق باسم عصابة الحوثي الايرانية ورئيس وفدها المفاوض المقيم في سلطنة عمان، ويدير اعماله المشبوهة من هناك، حيث بدأت ظاهرة تجنيد اليمنيين منذ يوليو الماضي…
وتساءل العديد من اليمنيين أي مغريات ووعود اطلقها فليته لليمنيين المغرر بهم، ومن يقف وراء تلك العمليات داخل البلاد المنكوب بعصابة ايران المتمردة والمصنفة ارهابية في دول عدة والتي باتت تهدد التجارة العالمية بالأسلحة الايرانية في البحر الأحمر وخليج عدن ومحيط تلك المناطق منذ العام الماضي…
ونقلت الصحيفة البريطانية، شهادات على جريمة فليته، من قبل يمنيين تم نقلهم إلى أوكرانيا من خلال عمليات تهريب سرية كالمتاجرة بالبشر، أكدوا فيها ان شركة مرتبطة بعصابة الحوثي يديرها محمد عبدالسلام فليته، خدعتهم بالتوظيف في روسيا، إذ تبين بعد وصولهم هناك، أنه تم تجنيدهم قسرا في الجيش الروسي وإرسالهم إلى الخطوط الأمامية في أوكرانيا.
وراجعت الصحيفة عقود توظيف ووجدت أنها تعود إلى شركة أسسها المدعو عبد الولي عبده حسن الجابري، وكيل اعمال القيادي الحوثي فليته، وان الشركة مسجلة في صلالة بسلطنة عمان على أنها شركة سياحية ومورد تجزئة للمعدات الطبية والأدوية…
وقال المغرر به ويدعى “نبيل”، إنه تلقى وعدًا بالحصول على عمل مربح في مجالات مثل “الأمن” و”الهندسة” على أمل كسب ما يكفي لإكمال دراسته، لكن بعد بضعة أسابيع من وصوله، وجد نفسه في ساحات القتال…
وحسب مقطع فيديو مسجل نشر على مواقع التواصل الاجتماعي لبعض الشباب المغرر بهم الى ساحة الموت في روسيا، يقول احدهم: “نحن تحت القصف، ألغام وطائرات بدون طيار وحفر مخابئ”، مضيفًا أن زميلا له حاول الانتحار وتم نقله إلى المستشفى…
ويتابع الشباب المغرر بهم في الفيديو قولهم، إنهم كانوا يحملون ألواحا خشبية عبر غابة مليئة بالألغام، على ما يبدو لبناء ملجأ. وأضافوا: “لا نحصل حتى على خمس دقائق للراحة، نحن متعبون للغاية”…
وحول الوعود التي تلقوها من قبل شركة فليته، يقول احد المغرر بهم ويدعى “عبد الله” إنه وعد بمكافأة قدرها 10 آلاف دولار، وألفي دولار شهريًا، بالإضافة إلى الجنسية الروسية في نهاية المطاف، للعمل في روسيا لتصنيع الطائرات من دون طيار.
وأوضح أنه وآخرين نقلوا قسرا من المطار إلى منشأة في مكان يبعد خمس ساعات عن موسكو، وهناك وضع رجل يتحدث بعض اللغة العربية مسدسًا فوق رؤوسهم عندما رفضوا التوقيع على عقد التجنيد، الذي كان مكتوبا باللغة الروسية. وقال: “وقعت عليه لأنني كنت خائفا”…
ثم وضعوا في حافلات ذهبت بهم إلى أوكرانيا، وتلقوا هناك تدريبًا عسكريًا أوليا وأُرسلوا إلى قاعدة عسكرية بالقرب من روستوف، بالقرب من الحدود الأوكرانية…