ضع اعلانك هنا

جواس: البطل الذي خلصنا من فتنة الح..وثي…

كتب / فتحي أبو النصر ..

من ينس جواس ليس منا ، ففي تاريخ اليمن المعاصر، يبرز اسم اللواء الركن الشهيد ثابت مثنى جواس كأحد أبرز القادة العسكريين الذين شكلوا علامة فارقة في مجرى الأحداث العسكرية والسياسية.
ثم إن الجميع يعرفون أنه البطل جواس الذي لم يكن مجرد قائد عسكري عادي، بل كان أيقونة كبرى للكرامة الوطنية والبطولة التي لا تعرف الخوف أو التراجع.
فقبل اغتياله عام 2022 في عملية إرهابية غادرة، مع عدة مرافقين ونجله ،كان جواس قد قضى سنوات عمره في معركة مستمرة ضد القوى الكهنوتية التي حاولت إغراق اليمن في بحر من الفوضى والدمار.
ومن بين تلك القوى، كانت حركة الح..وثي الذي خطط لإشعال فتنة لا تنتهي في اليمن، على أمل أن يحقق طموحات شخصية وخارجية تضر بمستقبل اليمن ووحدته.
فعندما بدأ الحو..ثيون تحركاتهم في صيف عام 2004، تحت شعارهم المضلل”الصرخة”، كانت اليمن تشهد بداية مرحلة جديدة من التحدي والاضطراب.
وبينما كان حسين الحو..ثي، زعيمهم، قد جلب معه فكرة مؤلمة عن “ولاية الفقيه” التي كانت تهدف إلى نشر التفرقة بين أبناء الشعب اليمني،كان هذا هو الوقت الذي برز فيه ثابت جواس، قائدا شجاعا ووفيا لليمن، ليقف كحجر عثرة أمام طموحات الحوثيين التخريبية.
ثم عندما بدأت المواجهات في صعدة، كان جواس في صدارة القوات المسلحة اليمنية التي قادت معركة الدفاع عن الجمهورية ضد المد الحوثي.
في تلك الأيام، لم يكن جواس يقف فقط كقائد عسكري؛ بل كان يمثل الجدار المنيع الذي يقف أمام محاولة القضاء على الهوية الوطنية اليمنية.
وفي الحقيقة لم يكن جواس مجرد محارب في المعركة، بل كان يملك رؤية استراتيجية واضحة، مع علمه بأن الحو..ثي هو الخطر الحقيقي الذي يهدد اليمن ككل.
والشاهد حينها أن أكبر معركة بينه وبين الحو..ثيين كانت عندما خاض معركة حاسمة ضد حسين الحو..ثي نفسه.
لقد كان حسين الحو..ثي، الذي كان يروج لفكرته المتطرفة، لا يدرك القوة التي كان يمثلها جواس.
ففي الوقت الذي كان فيه الحو..ثي يراهن على جماعته المسلحة التي تروج للخرافات، كان جواس يقف ضد هذا الفكر بقوة لا تلين.
والواقع أن جواس لم يكن يقاتل لمجرد المعركة العسكرية، قدر ما كان يقاتل من أجل وحدة اليمن ومستقبله.
والمؤكد أن من أبرز اللحظات في حياة جواس عندما تمكن من القضاء على حسين الحو..ثي في معركة صعدة عام 2004.
ولقد كانت تلك لحظة فارقة في تاريخ اليمن، فقد تمكن جواس من قتل قائد الفتنة الحو..ثية، ليوقف بذلك الموجة الأولى من الانقلاب الذي كان يهدد بتقسيم البلاد.
وبالتأكيد لم يكن هذا النصر مجرد ضربة عسكرية، بل كان له بعد سياسي ومعنوي عميق، حيث شعر الشعب اليمني بأن هناك من يقف في وجه الاستبداد ويذود عن وطنه ضد أولئك الذين يسعون للهيمنة عليه.
مع ذلك، لم ينتهِ التحدي بمجرد مقتل حسين الحوثي. فالحركة الحوثية استمرت في محاولاتها لزعزعة استقرار البلاد، وجواس لم يتراجع.
بل على العكس، أصبح يمثل عنوانا بارزا للنضال الوطني، وواصل قيادة القوات في صعدة وفي جبهات أخرى ضد الإرهاب الحو..ثي الذي كان يهدد كيان الدولة اليمنية.
لكن في حادثة مؤلمة، اغتيل البطل جواس في عملية إرهابية غادرة في ، 2022، ورغم رحيله الجسدي، فقد ظل حاضراً في ذاكرة اليمنيين.
نعم، سيظل جواس في قلوب الشعب اليمني كبطل من أبطال النضال الذين دفعوا حياتهم في سبيل الوطن.
صحيح رحل جسدياً، لكن فكره وروحه الوطنية ستظل حاضرة دائما في كل جبهة مقاومة ضد الحو..ثي.

والحال أن جواس شكل في حياته حالة نادرة للقائد الذي لا يهاب الموت، والذي كان يعبر عن الشجاعة في أسمى صورها.اذ كان يحارب في جبهات القتال وهو مدفوع بحب اليمن، ورغبة في الحفاظ على وحدتها واستقلالها.
ولكن وقد رحل البطل ثابت جواس،الا أن تاريخه البطولي سيبقى محفورا في قلوب اليمنيين، سيرة باهرة. قيمة تفقدها اليمن الآن .مثالا للشجاعة والإباء لا يمكن تكرارها إلا بمعجزة.

رحمة واسعة

ضع اعلانك هنا