ضع اعلانك هنا

النص الكامل لكلمة المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في الجلسة الختامية لمنتدى اليمن الدولي الثالث….

القى المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، خلال الجلسة الختامية لمنتدى اليمن الدولي الثالث..

وجاءت كلمة المبعوث الأممي على النحو التالي:

أصحاب السعادة، الضيوف الكرام، الزملاء والأصدقاء،.

في ختام منتدى اليمن الدولي الثالث، أود أن أعرب عن عميق امتناني لمركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية على التنظيم الرائع، وإلى هولندا والنرويج ومؤسسة المجتمع المفتوح لدعمهم المالي ولكم جميعا على المشاركة. رغم عدم تمكني وللأسف من حضور الحدث بالكامل، إلا أن فريق مكتبي كان منخرطاً في المناقشات، وتابع عن كثب الحوارات المختلفة، واستمع باهتمام لوجهات النظر المتنوعة. وبحكم مشاركتي في المنتديات السابقة، أدرك تماماً أثر هذه النقاشات والزخم الذي تضيفه، إلى جانب الالتزام العميق الذي يجسده هذا التجمع..

نحرص في مكتبنا على الاستفادة باستمرار من رؤاكم وأفكاركم— سواء كنتم من القادة اليمنيين، أو المجتمع المدني، أو القطاع الخاص، أو الشركاء الدوليين—للمساهمة في رسم توجهات عملنا وخطواتنا لدعم مستقبل ينعم فيه اليمنيون بالكرامة والسلام والازدهار. لقد اجتمعتم هنا ليس فقط كصناع سياسات أو خبراء، ولكن كأصحاب مصلحة حريصة على مستقبل اليمن. لقد كانت النقاشات صريحة، وصعبة في بعض الأحيان، لكنها تظل ضرورية. ولو كان هناك رسالة أساسية يجب أود مشاركتها مع هذا المنتدى، فهي أن السلام ممكن، حتى في أصعب الأوقات، لكنه يتطلب جهداً مستمراً، وإرادة موحدة، وتصميماً لا يتزعزع. وهو المبدأ الذي نحرص عليه أنا وزملائي دائماً..

التحديات التي تعصف باليمن اليوم هائلة، وقد كانت معالجتها في صميم مناقشاتكم. ولعل من أبرز هذه التحديات، التقلص المستمر للفضاء المدني، خاصة في المناطق الواقعة تحت سيطرة أنصار الله. كما أن الاعتقالات التعسفية التي استهدفت موظفي الأمم المتحدة، والمجتمع المدني، والسلك الدبلوماسي، والقطاع الخاص، إلى جانب الفاجعة المتمثلة في وفاة زميلنا في برنامج الأغذية العالمي أثناء احتجازه، تكشف عن تنامي المخاطر وتقلص المساحة المتاحة لمن يسعون لدعم اليمنيين. إن مثل هذه الأفعال تهدد الحقوق الأساسية، وتقوض الثقة، وتعرقل جهود السلام. يجب وضع حد لهذه الممارسات، وضمان تحقيق المساءلة. ولهذا كان من المهم أن يوجّه مجلس الأمن رسالة قوية موحدة تدين وفاة زميلنا، وتطالب بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المحتجزين، وتؤكد دعمهم للأمم المتحدة في جهودها نحو تسوية سياسية شاملة بقيادة يمنية..

السيدات والسادة، إن المسار إلى الأمام ليس سهلاً. فخطر التصعيد العسكري داخل اليمن يتزايد، مما ينذر بتفاقم المعاناة وإعاقة جهود إحلال السلام. كما أن الأزمة الإنسانية تزداد حدة، والانقسامات السياسية مازالت قائمة. وعلى الرغم من ذلك، أثبت هذا المنتدى أن هناك خبرات وإرادة صلبة لمواجهة هذه الأزمات. فعلى مدار الأيام الثلاثة الماضية، ناقشتم المسؤوليات المشتركة لتحقيق السلام والاستقرار في اليمن، مع التركيز بشكل خاص على الدور الحاسم للعدالة الانتقالية، والتي يجب أن تكون بقيادة يمنية ، تضع حقوق الضحايا في صميمها. كما انخرطتم في مناقشات بناءة حول كيفية معالجة التحديات الاقتصادية في اليمن، والسبل الممكنة لتجاوز العقبات التقنية والسياسية والأمنية لاستئناف إنتاج وتصدير النفط والغاز..

ومن بين القضايا التي أثارت مناقشات مكثفة، تأثير تصنيف الولايات المتحدة لأنصار الله كمنظمة إرهابية أجنبية . هناك الكثير من التكهنات والتفسيرات، ويتم حالياً البحث عن توضيحات. وخلال زيارتي الأسبوع المنصرم لواشنطن ونيويورك أكدت بوضوح على أهمية الدفع بعملية سياسية تحت رعاية الأمم المتحدة. في نهاية المطاف، لا يمكن التعامل مع القضايا الجوهرية إلا من خلال عملية سياسية. وقد حدد اليمنيون مراراً قضايا رئيسية في طليعة أولوياتهم وهي:  التعافي الاقتصادي، ووقف إطلاق نار شامل على مستوى البلاد، وعملية سياسية جامعة لرسم مستقبل البلاد، وهي القضايا نفسها التي التزمت بها الأطراف في خارطة الطريق، ومازالت صالحة حتى اليوم. تبقى حماية المساحة المتاحة للوساطة أولوية بالنسبة لي، لإحراز تقدم ملموس، ومعالجة المسائل التي ناقشتموها خلال الأيام الثلاثة الماضية..

إلى شركائنا الدوليين، أرجوكم أن لا تغفلوا اليمن وسط الأزمات العالمية العديدة. فدعمكم الدبلوماسي والمالي والإنساني المستمر أمر بالغ الأهمية. وإلى الفاعلين اليمنيين، أدعوكم إلى إبقاء أبواب الحوار مفتوحة، وتغليب المصلحة الوطنية على الانقسامات الفئوية. وإلى المجتمع المدني والقطاع الخاص، لا غنى عن دوركم—فإبداعكم وصمودكم أساسيان لبناء يمن جديد..

مع اختتام هذا المنتدى، أود أن أعبر عن امتناني لانخراطكم، والتزامكم، وأملكم. قد يكون طريق السلام مليئاً بالتحديات، لكن بإصرارنا الجماعي، تظل إمكانية تحقيقه قائمة..

أتمنى لكم جميعاً رحلة آمنة، وأتطلع إلى استمرار تعاوننا في الأشهر المقبلة..

ضع اعلانك هنا