قال الكاتب عبدالحكيم عبيد إن الرأي العام استيقظ قبل حوالي أسبوع على خبر شحنة دقيق فاسدة تنقلت بين الموانئ حتى وصلت أخيرًا إلى ميناء عدن، مما أدى إلى تلف الشحنة بسبب التسوس والحشرات والمياه المالحة، خاصة أن السفينة التي كانت تحملها كانت متهالكة، وهو ما فاقم من المشكلة وفقًا لمذكرة صادرة عن هيئة المواصفات والمقاييس…
وأوضح عبيد أن الأيام الأولى شهدت إجراءات إيجابية من حيث الفحص والحجز والتحقيق، حيث طلبت وكيلة النيابة في وزارة الصناعة والتجارة تقريرًا عن الشحنة، وهو التقرير الذي أكد فساد الشحنة وخطورة دخولها إلى السوق. وأكد عبيد أنه كان من المفترض أن يصدر قرار من النيابة بإتلاف الشحنة وفقًا للقانون، إلا أن النيابة لم تتخذ أي إجراء حتى الآن…
وأضاف أن الإعلام بدأ يروج للشحنة على أنها صالحة وذات جودة عالية وبسعر زهيد، على الرغم من الأدلة والصور التي أثبتت فسادها، مما يثير التساؤلات حول الضغوط التي قد تكون مورست على الهيئة لتغيير تقريرها والسماح بدخول الشحنة…
وأشار عبيد إلى أن النيابة لم تتخذ أي قرار حاسم رغم تقارير المواصفات، مطالبًا بتوضيح سبب المماطلة في اتخاذ القرار بشأن الشحنة، لا سيما أن القضية أصبحت رأيًا عامًا وتمس حياة المواطنين. وتساءل عن سبب الترويج لشحنة فاسدة وسعرها زهيد في الوقت الذي لم يعرف عنها أحد قبل تسريب الأخبار، مشيرًا إلى أن هذا الترويج قد يكون محاولة للتحايل على الحقيقة…
وختم عبيد بتأكيده على ضرورة النزاهة والمسؤولية في التعامل مع مثل هذه القضايا، ودعا المسؤولين إلى احترام حياة الناس، محذرًا من أن الشعب لن يظل صامتًا أمام الفساد وسيحاسب المسؤولين يومًا ما على خيانتهم له وللمسؤولية الملقاة على عاتقهم…