الكاتب / بروفيسور قاسم المحبشي …
صدمت حينما علمت برحيل المناضل القومي العربي، ثابت صالح العبدلي، الف رحمة ونور تغشاه. توفاه الآجل ليلة الأول من رمضان بعد صراع طويل من المرض والأهمال، نسأل الله تعالى إن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان…
من الذي لا يعرف ثابت صالح العبدلي؟ كان يحب الناس حد الشغف ، احبهم اكثر من حبه لذاته وربما مصالحه الخاصة. معظم النخب والمنتديات المدنية والأهلية تعرفه في عدن..
كان يحرص على حضور اي فعالية ثقافية أو أهلية يعلم بها . ثابت صالح السنوي من عائلة كريمة في شعب الهرمي.في زمن الاستعمار البريطانيا للجنوب العربي، اضطرّته الظروف القاسية إلى السفر إلى دولة الكويت وذلك في مطلع ستينات القرن الماضي…
كان طفلا حينما إذ أخبرني أنه من مواليد ١٩٤٧م وفي الكويت درس الابتدائية والمتوسطة فضلا عن نشاطه السياسي لصالح القوميين العرب ، والجبهة القومية . وذلك بجمع التبرعات وتوزيع المنشورات بين افراد الجالية اليمنية والعربية وحثهم على دعم الثورتين اليمنيتين ( ٢٦ سبتمبر ١٩٦٢، وثورة ١٤ أكتوبر ١٩٦٣م) بعد رحيل الإنجليز وقيام الجمهورية الجنوبية الشعبية في عدن كان الشاب ثابت صالح العبدلي ، من اوائل المهاجرين الذين لبوا نداء الوطن. عاد مع بعض رفاقه للعمل في بناء دولة الجمهورية الوطنية الثورية الناشئة..
كان قائدًا ميدان رائدا في تأسيس التعليم الحديث في الريف وبناء المدارس في عموم يافع فضلا عن شق الطرقات وتأسيس المؤسسات الحكومية العامة..
عرفته في عدن حينما كانت طالبا في كلية التربية عدن عبر الزميل عمر صالح العبدلي الذي في نفس تخصصي ، قسم الفلسفة والاجتماع ، اقدم مني بعامين إذ لم تخني الذاكر فضلا عن كونه ناشطا سياسيا حينها..
اتذكر أن الزميل عمر أخذني معه إلى منزل اخوه ثابت الكائن في كريتر مقابل المتحف الوطني . سوق الذهب. شقة متواضعة رغم انه كان يشغل منصبا حكوميا مرموقا في وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي. ربما كان مدير ادارة التوعية الزراعية ثم صار وكيلا لوزارة الأسماك والثروة السمكية فضلا عن كثير من المهام الذي تقلدها والذي طالما وحدثني عنها ولم اعد أتذكرها اتمنى من يعرفونه ويعرفون سيرته الذاتية نشرها…
كان رحمة الله عليه شغوفا بقراءة الصحف والمجلات فضلا عن شغفه بجمع التحف الفنية. المرحوم ثابت صالح العبدلي، كان يحب الزراعة كما يحب التعليم . حينما كان يقرأ لي مقالا في الصحف المحلية كان يتصل بي ويخبرني. لا ارى مثله يحب الناس ويحرص على التواصل معهم حتى وهو يعاني من الكثير من الأوجاع. اتمنى إن يتذكرونهم بعد رحيله كما كان يتذكرهم في حياته. رحمة الله عليه…