خلال استضافته في مقابلة تلفزيونية اليوم الدكتور محمد السمان السياسي التهامي المعروف والقيادي في الحراك التهامي السلمي أدلى بتصريحات قوية حمّل فيها الحكومة اليمنية والوفد التفاوضي المسؤولية الكاملة عن الأضرار التي لحقت بأبناء تهامة نتيجة اتفاق ستوكهولم مؤكداً أن الاتفاق أوقف معركة كانت في طريقها لتحرير مدينة الحديدة عاصمة تهامة وأجهض آمال التهاميين في استعادة عاصمتهم التاريخية .
وقال الدكتور السمان إن اتفاق ستوكهولم كان من أكبر الانتكاسات التي تعرض لها أبناء تهامة لأنه جاء في لحظة كانت فيها القوات المشتركة والمقاومة التهامية قاب قوسين أو أدنى من استكمال تحرير الحديدة لكنه جمد فجأة بقرار سياسي وضغط دولي لا يعبر عن الإرادة الميدانية ولا عن تطلعات السكان الأصليين.
وأكد أن الوفد الحكومي الذي ذهب للتفاوض لم يكن على قدر التحدي رغم أنه امتلك أوراق قوة كافية كانت تتيح له فرض شروط تحفظ مصالح اليمنيين وخاصة أبناء تهامة الذين كانوا يخوضون المعركة على الأرض وأضاف الأداء كان ضعيفاً والسؤال الذي يطرح نفسه ما الذي جعلهم يقبلون باتفاق بهذه الهشاشة ومن الذي فوّضهم بالتنازل عن فرصة تاريخية لتحرير المدينة
وأوضح الدكتور السمان أن الاتفاق بدلاً من أن يكون مدخلاً لحل الأزمة تسبب في تعميق المعاناة حيث ظلت مدينة الحديدة خاضعة لسيطرة الحوثيين واستمرت الانتهاكات بحق المدنيين وتفاقمت الأوضاع الإنسانية والمعيشية في ظل غياب أي تقدم فعلي على الأرض
وأشار إلى أن التهاميين لم يشعروا فقط بالخذلان بل بالاستهداف المتعمد لأن الاتفاق تجاوز نضالهم وتضحياتهم وأقصى المقاومة التهامية من المشهد رغم أنها القوة المحلية التي دافعت عن الأرض وقدمت الشهداء وأردف اتفاق ستوكهولم لم يكن إنجازاً سياسياً بل صفقة فُرضت من الخارج وقبل بها الداخل دون إدراك لحجم الضرر الذي سيلحق بالمجتمع التهامي
كما أكد أن من بين أكبر الأضرار التي لحقت بالتهاميين استمرار القبضة الحوثية على المدينة وتوقف مسار التحرير وانعدام الثقة بمؤسسات الشرعية التي تخلت عن أبناء الإقليم في لحظة مصيرية ولفت إلى أن أبناء تهامة دفعوا ثمن هذا الاتفاق أمنياً وإنسانياً واجتماعياً في الوقت الذي جيرت فيه المعركة لأهداف لا علاقة لها بقضيتهم
وأوضح الدكتور السمان حديثه على أن تهامة ليست ساحة لتصفية الحسابات أو المساومات والاستحضارات السياسية بل قضية وطنية عادلة يجب أن تحظى بالاحترام والإنصاف ودعا إلى مراجعة شاملة للمرحلة الماضية وتصحيح المسار بما يضمن تمكين أبناء تهامة من إدارة شؤونهم والمشاركة في تحرير أرضهم بعيداً عن الإقصاء والتهميش المتعمد والمخطط ….