ضع اعلانك هنا

لماذا الحديدة بالذات؟

لا أهلها أهلها الآن…؟
لا أرضها أرضها…؟
لا السماء تظللها من حرارة ما حمل الصيف من شمس…؟

ما أشبه اليوم بالأمس…!

قد كان أجدادنا…
يحملون النهار وأقدارهم
فوق أكتافهم ،
ويسيرون للبحر سمر الرؤى
متعبون من اليابسة .

يتركون على شاطئ الذكريات
البلاد وأتعابها في الصباح ،
قبيل بزوغ النوارس ،
والسيدات اللواتي يسرن حفاة
على ساحل من جحيم ،
يمشطن للبحر أمواجه ،
بأحاديثهن عن الله…
يعبرن فوق السراط
الذي لم يكن مستقيماً…!
وفي كل كفٍ
حكاية شعب يموت على النار…
والسيدات يجهزن أحطابهن
ليوقدن ناراً ،
ويطبخن ما شئن من حظهن الكئيب ،
وما حمل العائدون من البحر من رزق…

والنار موقدة دائماً…
والمنازل موصدة…
والذين مضوا في الصباح
سراعاً إلى البحر…
قد لا يعودون في الساعة الخامسة…

__________
حسن البقط
مقطع من قصيدة طويلة…
الصورة بعدسة الجميل/ سامي محب
ساحل الخوخة…

ضع اعلانك هنا