الشرق الاوسط
بالتوازي مع تدشين ميليشيات الحوثي موسم الجباية السنوي باسم الاحتفالات بالمولد النبوي، ألزمت عناصرها في قطاع التعليم بالتعميم على مئات المدارس الحكومية والخاصة في ثلاث محافظات يمنية للبدء بتخصيص برامج وأنشطة فكرية وتعبوية تستهدف أدمغة وعقول الطلبة، إضافة إلى تزيين المدارس بالطلاء الأخضر، ووضع شعارات ذات صبغة طائفية، والتبرع بالمال دعما للمناسبة.
وأوضحت مصادر تربوية يمنية لـ«الشرق الأوسط»، أن قادة حوثيين في محافظات عمران وإب وحجة، أصدروا تعميمات جديدة تلزم مديري فروع مكاتب التربية في المديريات ومديري المدارس، ورؤساء أقسام الأنشطة الطائفية بتسخير جهودهم وطاقاتهم كافة لما يسمى الاحتفال بذكرى «المولد النبوي».
وتداول ناشطون يمنيون على منصات التواصل الاجتماعي وثيقة صادرة عن المنتحل لصفة مدير مكتب التربية بمحافظة عمران (شمال صنعاء) تلزم مكاتب التربية والمدارس بنحو 20 مديرية تتبع المحافظة بإعداد جداول خاصة تشمل أنشطة وبرامج مدرسية وتزيين المدارس وطلاء جدرانها باللون الأخضر وبالشعارات التي تروج للمشروعات الحوثية.
وتضمنت الوثيقة إلزام التربويين وطلبة المدارس بتجهيز برامج إذاعية مدرسية تروج لأفكار الجماعة وتقدس زعيمها وسلالته وأحقيتهم في حكم اليمنيين، كما ألزمت المسؤولين التربويين بضرورة التوثيق الإعلامي والترويج المكثف لأنشطة الميليشيات ورفع تقارير يومية بشأنها.
وقوبل ذلك التحرك الذي يطال قطاع التعليم بحالة من الاستنكار والرفض الشديدين من قبل معلمين وطلبة مدارس أولياء أمورهم.
وأبدى معلمون وأولياء أمور، في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، رفضهم مواصلة الميليشيات ارتكاب انتهاكات متنوعة ضد التعليم في سياق مساعيها لحرف هذا القطاع عن مساره وتحويله من صرح تربوي وتنويري إلى مراكز لتلقين الأفكار الطائفية.
وأشاروا إلى أن الميليشيات عادة ما تكثف من تعسفاتها بحق المدارس والطلبة والعاملين التربويين قبل وبعد استقبال وإقامة أي مناسبة طائفية، لكنها تتوسع بذلك الاستهداف أكثر عند كل مرة تستقبل فيه ذكرى «المولد النبوي» حيث تحول المناسبة للحشد والتعبئة السياسية والعسكرية والفكرية.
استغلال المناسبات
إلى ذلك، تحول الجماعة الحوثية المناسبة ذكرى (المولد النبوي) كل عام إلى موسم لجباية المليارات من مختلف القطاعات الحكومية والخاصة بعموم مناطق سيطرتها، حيث شرعت هذه المرة بالبدء باستهداف القطاع التعليمي الحكومي والأهلي في مناطق سيطرتها.
وكشفت المصادر التربوية، لـ«الشرق الأوسط»، أن الميليشيات الحوثية فرضت على مئات المدارس الحكومية والأهلية بمحافظتي إب وحجة ونحو 53 مديرية تابعة لهما جبايات مالية دعما للمناسبة.
وألزمت الميليشيات عموم المدارس الحكومية والخاصة في حجة وإب على التبرع بمبلغ بين 50 ألفاً و100 ألف ريال يمني (الدولار يعادل نحو 530 ريالا)، حيث تذهب إلى جيوب كبار قادة الميليشيات، وتوعدت المدارس المتخلفة عن عملية الدفع بعقوبات مشددة.
وتوقعت المصادر أن تتضاعف الإتاوات المالية التي ستفرضها الميليشيات الحوثية في قادم الأيام على المدارس في بقية المحافظات والمدن تحت سيطرتها.
وسبق أن اتهمت الحكومة اليمنية الميليشيات باستغلال المناسبات الدينية لنهب أموال اليمنيين وتكريس الأفكار المتطرفة.
وذكر وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، في تصريحات سابقة، أن الأعياد والمناسبات الدينية باتت مواسم تديرها الميليشيات لممارسة الجباية غير القانونية وابتزاز اليمنيين بالانتقال من منزل لمنزل لنهب مدخراتهم، بعد أن نهبت رواتبهم وسبل عيشهم وصادرت حتى المساعدات الغذائية المقدمة لهم.
ولفت الوزير اليمني إلى استمرار استغلال الجماعة الحوثية هذه المناسبات لجباية المليارات لتمويل ما تسميه «المجهود الحربي»، فيما الملايين من المواطنين في العاصمة صنعاء وبقية مناطق سيطرتها يعيشون تحت خط الفقر والمجاعة.