كغيرها من المنشأت الصحية والطبية في اليمن تأثرت مستشفى حريب العام بالحرب والأزمة التي عصفت بالبلاد وتعتبر من أكثر المنشأت الصحية تأثراً بالحرب فحريب منذ بدء الأزمة وهي في حالة شد وجذب من قبل القوات المتصارعة فقد تم السيطرة عليها وتحريرها عدة مرات خلال التسع السنوات الماضية ومع كل عملية سيطرة أو تحرير تتأثر جميع الخدمات والمنشأت والمؤسسات فيها والتي من ضمنها مستشفى حريب العام وغالبا ما كان التأثير عليها متمثل في تهديد أمن المستشفى وفرار بعض كادره خارج المديرية أوخارج البلاد خوفاً على حياتهم وأيضاً إنقطاع الدعم المادي والعلاجي الذي كانت تتلقاه المستشفى وكذلك إنقطاع مرتبات الأطباء والعاملين فيه مما ساهم في تدهور المستشفى وتردي خدماته الصحية و إضعاف قدرته على تقديم الخدمة العلاجية للمواطنين في المديرية فقد كان المستشفى في أسوأ حالاته وعلى شفى السقوط والإنهيار إلا أن المستشفى منذ تعيين الأستاذ عبدالله سيف عبود اخر فبراير 2017 مدير له بداء يستعيد بعض عافيته وبداء يعود للخدمة شيئًا فشيئًا فقد أستطاع عبدالله سيف عبود وبفترة قصيرة وقياسية وبجهود عظيمة إنتشال المستشفى من الحضيض التي كانت قد غرقت فيه وإستطاع بسعي حثيث وعزيمة جبارة أن يعيد هذا الصرح الطبي إلى الخدمة بعد أن كاد يتهاوى ويسقط
فبدأ بالتواصل مع المنظمات الإنسانية العاملة في مجال الصحة وأيضاً مع الجهات الحكومية من أجل توفير الأدوية والمعدات والمستلزمات الطبية للمستشفى الا ان نجح في تواصله و حضي بتفاعل كبير خصوصاً من جانب المنظمات الإنسانية فتم رفد المستشفى بالعلاجات والمعدات وأستمر عبدالله سيف في متابعته للمنظمات وللجهات الحكومية ومطالبتها بزيادة الدعم للمستشفى حتى عاد المستشفى لوضعه الثابت والمستقر
ورغم التدهور الذي حدث للمستشفى في بدية الأزمة إلا أنه ظل يقدم خدماته العلاجية والتشخيصية للمواطنين ويقدم كل ما هو متاح ومتوفر من رعاية صحية وأدوية وأثناء فترات الحرب ولم يغلق أبوابه بوجه مريض حتي في أشد حالات الإنهيار التي أصابته على عكس معظم المرافق الصحية في المديرية التي توقفت عن العمل وأغلقت أبوابها في تلك الفترة وهذا ما جعل من مستشفى حريب العام عنواناً للصمود والتفاني في خدمة المواطنين البسطاء ومثالاً رائعاً للتحلى بالمسؤولية ومراعاة الواجب الوطني والأخلاقي.
أما عن سياسة مستشفى حريب العام ودخلها المالي فعلينا الإشارة إلى أن المستشفى بالأساس غير ربحية فالمستشفى تقدم خصومات كبيرة في تكاليف علاج ذوي الإحتاجات الخاصة والظروف المادية الصعبة تصل أحياناً إلى ألإعفاء الكلي من التكاليف العلاجية بالإضافة إلى تكفل المستشفى بعلاج أفرد القوات العسكرية والأمنية المرابطة في أطراف المديرية حيث تقدم لهم الخدمات الطبية والرعاية الصحية بالمجان وبحسب أخر تقرير لمنظمة الهلال الاحمر القطري
يقول ان مستشفى حريب العام يقدم حوالي 63%من خدماته الصحية بشكل مجاني.
ورغم التقدم الكبير والإنتعاش الذي شهدته المستشفى مؤخراً إلا أنه ما يزال هناك قصور في عملها في الوقت الحالي ربما بسبب زيادة مرتادي المستشفى والناتج عن موجات النزوح الكبيرة التي شهدتها المديرية خلال العام الماضي وهناك أسباب كثيرة منها شح الدعم المقدم من المنظمات الإنسانية والجهات الحكومية وهذا الشح يأثر سلباً على كفاءة عمل المستشفى وجودة الخدمات التي تقدمها وهذا القصور لا يجب تحميل مسؤولية وجوده جهة أو طرف بعينه بل هو مسؤولية الجميع إدارة المستشفى والجهات الحكومية والمنظمات الإنسانية وعلى الجميع المسارعة في إزالته.
أخير نتمنى أن يحضي هذا الصرح الطبي بالإهتمام والدعم من قبل وزارة الصحة ومكتبها بالمحافظة كما نأمل زيادة الدعم الذي تقدمة المنظمات الإنسانية المعنية بالصحة لكي يستمر عمله بالشكل المطلوب والنحو المأمول