عندما قامت الثورة اليمنية المباركة عام 1962 م كان شاعرنا الكبير احد أبطالها ورجالها المخلصين وقد شارك في التصدي لأعدائها بسلاحه وشعره
” قـــيام الـــــثورة ”
هذه هي أول قصيدة يقولها شاعر الثورة الوالد/ صالح سحلول “رحمه الله” بعد قيام ثورة 26 سبتمبر المجيدة عام1962م.
طلبناك ياوهاب يامنشئ السحاب
ويافاتح الأبواب بابك هو الوسيع
وأزكى صلاة الله على صفوة الإله
عليك الصلاة ياسيدالخلق والشفيع
وتغشى آلك الأخيار في الليل والنهار
وأصحابك الأبرار في جنة البقيع
يقول ابن سحلول اسمعوا يا ذوي العقول
معانا خبر معقول باخبر الجميع
لقد زال كربي وأصبح الحال طيبي
له الحمد ربي ذي شفا قلبي الوجيع
كفى ما بقي مردوم بالهم والغموم
من الماضي المشئوم والمنظر الشنيع
فقد كنت أمسي شبه من بات حارسي
وحمَّلتُ نفسي فوق ما النفس تستطيع
وكنت أبصر الأحكام والظلم والظلام
وأدعو إلى العلاّم وأقول ياسميع
متى تشتعل ثورة بنصرك مُؤزَّره
على هذه الأسرة فعجِّل بها سريع
وما كان لي مقصد سوى ننقذ البلد
من الماضي الأسود ومن حكمه الفظيع
وفي شهر سبتمبر أتى النصر والظفر
وأصبح مبشرنا بموت الإمام يذيع
وقد قامت الأصنام تنصب لنا إمام
لنبقى لهم أغنام للذبح والمبيع
ويبقوا ذوي الأطماع هم وحدهم شباع
ومن جاع منا جاع ومن ضاع له يضيع
كأن الوطن مملوك مطبوع للملوك
وشعب اليمن صعلوك أتى عندهم ربيع
ولمَّا مضى أسبوع ختمناه بالربوع
وثرنا على المخلوع ومن كان له مطيع
وقد قامت الثوره بصورة مباشره
ولَفَّتْ على الخُبرَه وصاحبهم الخضيع
وقد جاءت القوات من ساير الجهات
مدافع ودبابات باتت لها قويع
ولم يسمع السامع سوى صوت مرتفع
لغات المدافع والقنابل لها صكيع
ولله من ليله عظيمه وهائله
بها شيَّب الطفل الذي عاد هو رضيع
وقد باؤوا الأشرار بالخزي والبوار
وكمّن منافق صار قُدَّامنا صريع
وكمّن عدو الله قد فارق الحياه
وقد حاسبه واوفاه رشَّاشَنا السريع
ومنصورهم بالله بيده أخذ عصاه
إلى غير حفظ الله نستودع الخليع
وعند القصا ما عندنا له سوى العصا
أذي جابها جدِّه أخذها بلا صنيع
طردنا أعادينا وثرنا جميعنا
وعادت كرامتنا إلى صرحها المنيع
قضينا على الجاني ومن كان خائني
وعزَّ اليماني وارتفع قدره الوضيع
أزال الله الكابوس وارتفعت الرؤوس
نهار الخميس سابع وعشرين من ربيع
فيا شعبنا الأمجاد شمِّر إلى الجهاد
فأعداؤنا الأوغاد أصبح لهم قويع
ولا تخدعك لندن ومكّه ولا عدن
وإيران والأردن ولا تسمع المذيع
فهذه حكومتنا ستنهض بشعبنا
وجمهوريتنا باتكن خير للجميع
وتستورد البمبات لك والتركترات
وتطلب لنا آلات للحرث والنزيع
ولا عاد باتبقى تنافيذ ولا بقا
ولا عاد بانشقى ولا بانرى وجيع
ولا تحمل المعسب ولا تعذب المسب
ولا عشوا الصعبة ولا غدوا التبيع
وفي حالة الأسفار بانترك الحمار
ونركب على الطيار والتكسي البديع
وعاشوا لنا الشجعان والموت للجبان
وشكراً لرميان زاعوا أعداءنا زويع
وتباً لبندق لا ترافق مقاتلاً
ولا يحملوها سوى المثومن أو الشويع
وشُلَّتْ يدا رجَّال يرمي بها النشال
وإن شاهد الأبطال في المعركة يضيع
وصلى وسلم تبلغ الطاهر العلم
نبينا المكرم سيد الخلق والشفيع