مؤشر خطير..بسط عشوائي يطال جبال عدن
تشهد جبال عدن ظاهرة مقلقة تتمثل في انتشار ظاهرة البسط العشوائي من قبل نازحين ونافذين، تاركين وراءهم مشهدًا يشوه وجه عدن الحضاري، ويهدد سلامة المدينة ومستقبلها.
وتظهر الصور حجم الكارثة، حيث تُظهر منازل عشوائية أقيمت على قمم الجبال، وامتدت لتشمل ممرات السيول، دون مراعاة لأدنى معايير السلامة أو توفير الخدمات الأساسية.
يُعدّ هذا البسط عبئًا كبيرًا على كاهل مديريات عدن، حيث يُثقل كاهلها بزيادة الطلب على الخدمات، مثل المياه والكهرباء والصرف الصحي، دون وجود بنية تحتية قادرة على استيعاب هذا الضغط.
ناهيك عن المخاطر الجسيمة التي تُهدد حياة قاطني هذه المنازل العشوائية، خاصةً مع حلول فصل الشتاء، حيث تُصبح هذه المناطق عرضة للسيول والانهيارات الصخرية.
إنّ ظاهرة البسط العشوائي في عدن ليست جديدة، بل هي ظاهرة قديمة تفاقمت في السنوات الأخيرة، خاصةً مع ازدياد أعداد النازحين من مختلف أنحاء اليمن.
ولكن، لم تعد هذه الظاهرة مقتصرة على النازحين فقط، بل باتت تشمل نافذين من ذوي النفوذ، ممن يستغلون ضعف الدولة وانشغالها بالحرب، للاستيلاء على الأراضي وبناء منازل عشوائية عليها.
إنّ هذه الظاهرة تُشكل خطرًا كبيرًا على مستقبل العاصمة عدن، وتُهدد بتحويلها إلى مدينة عشوائية بلا هوية.
لذا، يتوجب على الجهات المعنية اتخاذ خطوات حاسمة لوقف هذه الظاهرة، ومعالجة جذورها، من خلال توفير حلول إسكانية مناسبة للنازحين، ومحاربة الفساد الذي يُتيح للنافذين الاستيلاء على الأراضي.
كما يتوجب على المجتمع المدني التعاون مع الجهات الرسمية، وتوعية المواطنين بمخاطر هذه الظاهرة، وحثّهم على الالتزام بالقانون.
إنّ عدن مدينة حضارية عريقة، ولن نسمح بتشويه وجهها أو التهاون في حماية مستقبلها.