□ بتحالف الأحزاب سيتعزز أدائها للدور المناط بها في مواجهة الانقلاب واستعادة مؤسسات الدولة
□ المكونات المشكلة للتحالف السياسي أجمعت على وحدة القضية
□ لم يعد هناك أي إطار سياسي يضم عدد من الأحزاب بعد تفكك اللقاء المشترك وانقسام المؤتمر وإختفاء حلفائه
□ أدعو نشطاء الاعلام والسياسة إلى الكف عن المهاترات فالوضع لم يعد يحتمل
□ شعبنا هو صاحب الحق وبيده الفصل فيما يجري وما نحن ألا أداة من أدوات انتصاره
أكد ان التحالف السياسي للأحزاب والمكونات السياسية اليمنية، الذي تم إشهاره في الـ14 من أبريل/نيسان الجاري في مدينة سيئون، سيعزز من دور الأحزاب ومكانتها ونشاطها وسيمكنها من حماية نفسها والحفاظ على سلامتها في إطار الحفاظ على سلام نظامنا السياسي التعددي الديمقراطي، وبتحالف الأحزاب سيتعزز مستوى أدائها للدور المناط بها في هذة المرحلة في مواجهة الانقلاب واستعادة الدولة.
عضو اللجنة التحضيرية للتحالف السياسي، اسعد عمر، يؤكد في حوار خاص أجرته معه «صحيفة 26 سبتمبر» أن حاجتنا اليوم للتحالف السياسي للأحزاب والمكونات السياسية أتية بالأساس من ان ما تشهده بلادنا يتجاوز قدرات كل حزب بشكل منفرد خاصة وأنه لم يعد هناك أي إطار سياسي يضم أي عدد من الأحزاب بعد تفكك اللقاء المشترك وانقسام المؤتمر وإختفاء حلفاؤه، وهنا تكمن أهمية التحالف السياسي وضرورته لإعادة تنشيط الحياة السياسية بحضور وازن للأحزاب التي ستعمل مجتمعة على مهام محددة وبوجهة متفق عليها، ومن خلال إطار جامع يحفظ حضورها على المستوى الوطني، ويجسد مكانتها في إتخاذ القرار ويحد من تجاوزها أو تجاهلها في كل القرارات المصيرية المتعلقة بمستقبل اليمن وأبنائه. يؤكد عمر، في تفاصيل الحوار، أن المكونات المشكلة للتحالف السياسي أجمعت على وحدة القضية، وأن العلاقة بينها قائمة على الشراكة والتوافق ومنطلقات التحالف ومرجعياته الناضمة للمرحلة، إضافة لمقررات مؤتمر إنقاذ اليمن، مؤكدا أنه حين نتفق على طبيعة المهام وفقا لبرنامج التحالف التنفيذي سنتفق على آلية التوافق في إتخاذ القرار وفقا للمتطلبات السياسية والشروط القانونية التي تقتضيها كل مهمة في أي مؤسسة وعلى أي مستوى، وإلى تفاصيل الحوار:
حاوره: عارف الواقدي
كيف يمكن للتحالف السياسي المعلن أن يسهم في استعادة الحياة السياسية؟
من المؤكد ان التحالف السياسي سيعزز من دور الأحزاب ومكانتها ونشاطها وسيمكنها من حماية نفسها والحفاظ على سلامتها في إطار الحفاظ على سلام نظامنا السياسي التعددي الديمقراطي، وبتحالف الأحزاب سيتعزز مستوى أدائها للدور المناط بها في هذه المرحلة في مواجهة الانقلاب واستعادة الدولة.
وحاجتنا للتحالف السياسي للاحزاب والمكونات السياسية اليوم أتية بالأساس من ان ما تشهده بلادنا يتجاوز قدرات كل حزب بشكل منفرد خاصة وانه لم يعد هناك أي إطار سياسي يضم أي عدد من الأحزاب بعد تفكك اللقاء المشترك وانقسام المؤتمر وإختفاء حلفاؤه، وهنا تكمن أهمية التحالف السياسي وضرورته لإعادة تنشيط الحياة السياسية بحضور وازن للأحزاب التي ستعمل مجتمعة على مهام محددة وبوجهة متفق عليها، ومن خلال إطار جامع يحفظ حضورها على المستوى الوطني، ويجسد مكانتها في إتخاذ القرار ويحد من تجاوزها أو تجاهلها في كل القرارات المصيرية المتعلقة بمستقبل اليمن وأبنائه.
– إستعادة الحياة السياسية مقدمة أو خطوة أولية من مسار إستعادة الدولة، ما الرؤية التي يمكن للتحالف أن يعمل من خلالها في هذا الجانب؟
الرؤية نحو استعادة الحياة السياسية تتمثل في تفعيل دور الأحزاب لاستعادة مكانتها باعتبارها جزء لا يتجزء من الشرعية الدستورية والتوافقية وتعزيز دورها الوطني في التصدي لكل دعوات ومشاريع التخلف والرجعية والإمامة والكهنوت والولاية وغيرها من مظاهر الانقسامات الطائفية والمناطقية وجماعات العنف والتطرف والإرهاب.
-يأتي تشكيل التحالف وإشهاره في ظروف غاية في التعقيد، كيف يمكن لهذا التحالف ان يعمل كضرورة في وجوده؟ وفي خلق مساحة واسعة للعمل السياسي في مواجهة الانقلاب الحوثي؟
لم يعد خاف على أحد طبيعة الذي نعيشه في منظومة الشرعية بسبب تعدد وجهات مكونات الشرعية وغرق بعضها في الجزئيات على حساب القضية الأساسية، وغير ذلك من الاختلالات والضعف الناجم عنها في أداء معظم مؤسسات الدولة وعجزها عن أداء مهامها بالشكل المطلوب، أضف إلى ذلك ان هناك حالة من انعدام التناغم بين المسار السياسي والمسار العسكري، وكما هو واضح فان كثير من القيادات والمؤسسات المسؤولة عن السياسة بعيدة عما يجري في الميدان، ولا تستفيد مما يسطره الأبطال في الجبهات، ولا تستثمره لتعزيز موقفها في المناورة والتفاوض.
التحالف السياسي إذا ما انتضمت أطرافه وتعززت علاقتها فيما بينها وبين مؤسسات الشرعية سيكون أحد أهم أدوات ضبط مسار العمل السياسي للدولة والأحزاب في سياق المهمة الأساسية، بحيث تكون السياسة متصلة بجبهتنا العسكرية، وباعتبار دور الأحزاب هنا فعل سياسي مستمر في مقارعة المشروع الحوثي وهزيمته سياسيا ودعم وإسناد الجيش الوطني لهزيمته عسكريا.
-للتحالف كما هو معلن برنامج تنفيذي، ماهي أبرز مضامين هذا البرنامج؟ وما الآليات التي يمكن ان يعمل عليها؟ والمهام التي سيقوم بها؟
يتضمن البرنامج التنفيذي للتحالف السياسي أهم المهام المرحلية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والإغاثة والإعمار وحقوق الإنسان، وكلها مهام تصب في طريق إستكمال إستعادة الدولة وتفعيل مؤسساتها، وكل ما تضمنه البرنامج مهم بشكل كبير.
ومن ذلك مثلا تنفيذ معالجات القضية الجنوبية وفقا لمبداء الشراكة والتوافق وبحسب ما تم إقراره بمخرجات الحوار الوطني، وعودة مؤسسات الرئاسة والحكومة والبرلمان لممارسة مهامها من العاصمة عدن، وتطوير علاقتنا بالأشقاء في دول التحالف وتعزيزها على أسس الشراكة والتعاون والتكامل ومعالجة كافة الاختلالات الحاصلة في عمل كل مؤسسات الدولة وبالذات منها الحكومة وبناء مؤسستي الجيش والأمن على أسس وطنية ومنع قيام أي تشكلات موازية لها واستكمال أعمال دمج مكونات المقاومة الوطنية واستيعابها بالجيش الوطني والأمن ومعالجات قضايا الشهداء والجرحى وتفعيل دور البنك المركزي وآليات السيطرة النقدية والرقابية وضمان توريد موارد الدولة للبنك المركزي بالعاصمة المؤقتة.
-ما الرؤية لديكم في التحالف في ردم الهوة التي نشأت بين المكونات السياسية خلال الفترة الماضية؟
تتمثل رؤيتنا في التحالف السياسي في هذا الجانب بالتحول للعمل بروح التوافق والشراكة والتماسك بين كل المكونات من أجل استعادة دولتنا وإنهاء الانقلاب وتحمل المسؤولية بصورة مشتركة لتحقيق ذلك، ووقف كل أشكال المهاترات والمكايدة، والالتزام بمضامين وثائق التحالف السياسي وأدبياته وضبط إطار عمله في مهام استعادة الدولة في نطاق بناء اليمن الاتحادي وفقا لما تم الإجماع عليه بمخرجات الحوار الوطني الشامل.
-هناك مكونات في إطار الشرعية لم تكن ضمن هذا التحالف، مثل فصائل الحراك الجنوبي ومنظمات المجتمع المدني وغيرها، كيف يمكن إشراك هذه المكونات؟ وهل هناك من مساعي لديكم في هذا الإتجاه؟
بيان إشهار التحالف من سيئون، أكد على إن المجال مفتوح أمام كافة المكونات الراغبة للإنضمام للتحالف، ودعا كافة الأحزاب والمكونات السياسية للإنضمام والمشاركة في هذه المرحلة الفاصلة، فالجميع أمام مهمة واحدة ومسؤوليتهم مشتركة.
-برأيك لماذا تأخر كثيرا إشهار هذا التحالف؟
كان هناك إشكالات ومعوقات تم الخروج منها بإشهار التحالف، وكما يقال إن تأتي متأخرا خيرا من ألا تأتي.
-برأيك، ما الدلالة التي حملها إشهاره بالتزامن مع إستئناف إنعقاد البرلمان؟
عودة الروح للحياة السياسية وحرص الأحزاب على إحياء العملية السياسية واستشعارها ضرورة تفعيل دورها المشترك في هذة المرحلة.
-كيف يمكن لهذا التحالف أن يعزز من حالة التوافق السياسي الذي كان عنوان المرحلة الانتقالية في صناعة القرار وإدارة مؤسسات الدولة؟
المرحلة الانتقالية كانت ولا تزال محكومة بالشراكة والتوافق وفقا للمرجعيات المتمثلة بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وقرارات مجلس الأمن، وبناءا عليه فان الأحزاب جزء لا يتجزء من الشرعية الدستورية والتوافقية، وبالتحالف السياسي سيتعزز وضع الأحزاب دورا ومكانة.
التحالف السياسي يضم كل المكونات التي تتولى مقاليد السلطة وإدارة مؤسساتها، ونشأ برعاية من فخامة الأخ عبدربه منصور هادي، رئيس الجمهورية، وقد أجمعت المكونات المشكلة للتحالف السياسي على وحدة القضية، والعلاقة بينها قائمة على الشراكة والتوافق ومنطلقات التحالف ومرجعياته المتمثلة بالمرجعيات الناضمة للمرحلة المذكورة أعلاه، إضافة لمقررات مؤتمر إنقاذ اليمن، وحين نتفق على طبيعة المهام وفقا لبرنامج التحالف التنفيذي سنتفق على آلية التوافق في إتخاذ القرار وفقا للمتطلبات السياسية والشروط القانونية التي تقتضيها كل مهمة في أي مؤسسة وعلى أي مستوى.
-برأيك ماهي متطلبات المرحلة؟
اعتقد ان أهم المتطلبات تكمن في ضرورة إدراك طبيعة الوضع الذي يشهده اليمن، وحجم المخاطر المحدقة به، وبسلامة أبنائه، وتماسكهم اجتماعيا، ومخاطر الانقسام والنيل من حق الشعب في حكم نفسه بنفسه ونظامه الجمهوري السياسي التعددي، واستيعاب طبيعة التحول في المواقف الدولية وحجم الحضور الدولي في ما يجري في بلادنا وطبيعة مصالح أطرافه ومطامعهم والتحلي بروح المسؤلية لمواجهة ذلك، والعمل بروح الشراكة والتوافق وتوحيد الصف وتقديم التنازلات المتبادلة من الجميع تجاه بعضهم البعض، والحرص على الإنسجام، وتجاوز الأمور الصغيرة والجزئيات التي قد تدخل البعض في معارك خاصة تبعده عن قضيتنا الرئيسة.
-حسب الهدف العام للتحالف إيجاد إطار جامع لمختلف القوى السياسية، ما الذي يمكن ان يقال عن هذا الجانب؟
ذكرت سابقا ان ما يجري وما يعترضنا من مخاطر وما نواجهه من مشاريع ومطامع تتجاوز قدراتنا ولن نستطيع مجابهتها ومواجهة التشكلات الناجمة عن الحرب مالم نجتمع على رؤية واحدة ونعمل عليها من خلال اطار جامع يلم شتات المنظومة الوطنية على رؤية واحدة وتنصب كل الجهود من خلاله نحو تحقيق الهدف الأسمى لاستعادة الدولة واعادة بناء اليمن الإتحادي وفق مخرجات الحوار الوطني.
-يعول اليمنيون كثيرا على هذا التحالف، ويعدونه باب أمل كبير في لملمة الشتات، ماذا برأيك، هل تعويلهم حقيقة فعلا؟ وكيف؟
لا شك أن أمل أبناء اليمن، كبير بهذا التحالف وتعويلهم حقيقة فعلا، وعلى الأحزاب ان تكون عند مستوى طموحات الناس وتطلعاتهم.
-ما الإجراءات التي سوف تتخذ بحق من لم يلتزم بالوثيقة السياسية والبرنامج التنفيذي للتحالف من القوى المنضوية تحته؟ وهل قرارات التحالف ملزمة؟
أعضاء التحالف ملزمون بالتقيد بما جاء في وثائق التحالف وملزمون بقرراته، وقد تضمن البرنامج التنفيذي نصوصا واضحة تؤكد على هذا، كما أن اللائحة التنفيذية تشمل في نصوصها أهم الإجراءات المتعلقة بمنح العضوية وسحبها والتي حصرتها ضمن صلاحيات المجلس الأعلى للتحالف المكون من أمناء عموم الأحزاب والمكونات.
-نقاط لم نتطرق لها وكنت تود التحدث عنها، وترى أنه من المهم التطرق إليها؟
مستقبل عملية السلام في اليمن، والجهود الدولية في سبيله، وأجدها فرصة للقول ان الجهد الدولي والتحركات الجارية لم تثمر بشيء في هذا المجال، بسبب ممانعة الانقلابيين، وهذا مالم نسمع عنه شيء من قبل المبعوث الأممي وفريقه.
جماعة الحوثي وشركائها في الانقلاب لن يقبلوا بأي عملية سلام ولن يمتثلوا لقرارات مجلس الأمن، ما لم يتم هزيمتهم عسكريا، وضرب مقدراتهم العسكرية ومنع وصول إمدادات الدعم بالمال والسلاح القادم إليها من الخارج، وهذا ما ينبغي أن تعيه كافة مكونات الشرعية والتحالف، وأن تعمل عليه وتتدارك الوقت لأجله، فالجميع سيكون خاسرا ما لم يتحقق ذلك، ولن تنعم بلادنا وشعبنا وجيراننا بالأمن والسلام.
-رسائل توجهها..؟
للحكومة: تحمل المسؤولية لن يبررها إستلاب الصلاحيات وإنعدام الموارد، لابد من الإعتماد على الكفاءات التي تبدع في إيجاد الحلول لمواجهة كل المعوقات.
للبرلمان: أعضاء البرلمان مسؤوليتهم كبيرة جدا في هذا الظرف، عليهم أن يكونوا في مستوى هذه المسؤولية من أجل اليمن، ومن أجلهم، أمامهم فرصة نادرة ليختموا بها مسيرتهم البرلمانية بما يشرفهم ويحفظ لهم ذكرا طيبا في نفوس الشعب، وتختزنه الذاكرة الوطنية.
للأحزاب والقوى السياسية المنضوية في إطار التحالف: أنتم أمام فرصة قد لا تجدون مثلها لاستعادة دور الأحزاب وإصلاح علاقة الأحزاب فيما بينها واستعادة ثقة الشعب بالأحزاب، وتعزيز ثقة أعضاء كل حزب بقياداته.
للقوى السياسية التي لم تنضوي حتى الآن للتحالف: وجودكم في التحالف أمر مهم فالمرحلة تقتضي من الجميع أن يكونوا صفا واحدا، نحن أمام قضية مصيرية يكون لنا فيها وطن أو لا يكون.
للمليشيا الحوثية: مشروعكم لا علاقة له بالعصر ولا مكان لكم فيه مستقبلا، لن يتقبلكم أحد مالم تعقلوا الطريقة وتتخلوا عن السلاح، وتتحولوا إلى مكون سياسي يعمل تحت سقف الدستور والقانون وتؤمنوا بالمواطنة المتساوية.
للشعب: شعبنا اليمني من أعظم شعوب الأرض ومن أكثرها قدرة على الصبر والإحتمال، وهو صاحب الحق وبيده الفصل فيما يجري وما نحن إلا أداة من أدوات إنتصاره.
-حقيقة لقد سعدنا كثيرا في صحيفة «26 سبتمبر» في إجراء هذه المقابلة معك، ومنحنا فرصة للمقابلة، كلمة أخيرة تود قولها في إطار هذه المقابلة؟
نعم … تحية شكر وعرفان لكل أبطال القوات المسلحة والأمن للمخلصين الذين يسطرون بدمائهم أروع الملاحم لاستعادة الدولة وحماية الجمهورية، ورسالة أخرى أوجهها من خلالكم لكل نشطاء الإعلام والسياسة أدعوهم فيها إلى الكف عن خطابات المهاترة وتمزيق الصف والابتعاد عن الشحناء، وضعنا لم يعد يحتمل، ومستقبلنا على المحك.
أدعو الجميع للتركيز على يمننة خطابنا في إطار يمننة قضيتنا، قضيتنا هي اليمن، وما يعنيننا هو اليمن، لا داعي لحشر أنفسنا في صراعات غيرنا.
نقلاً عن 26 سبتمبر