يحاول عوض أحمد الموظف بأحد الدواوين الحكومية في السودان، إيجاد مصدر لإعالة أسرته التي فرت من القتال الدائر منذ 57 يوما في في الخرطوم، لكنه يجد صعوبة كببرة في الحصول على عمل يغطي المصروفات اليومية التي تضاعفت في العديد من مدن البلاد، بعدما نزح إليها نحو 7 ملايين من سكان العاصمة.
ويواجه الملايين من السودانيين مثل أحمد ظروفا معيشية قاسية جدا بعدما أجبرهم القتال على ترك بيوتهم، وفي ظل توقف رواتب معظم الموظفين بسبب الأضرار الكبيرة التي تعرض لها النظام المصرفي، فضلا عن توقف عجلة الإنتاج في البلاد.
ويقول أحمد لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن الحل الوحيد الممكن لوقف معاناة السكان هو وقف الحرب فورا، موضحا: “لن تنتهي المعاناة إذا لم تتوقف الحرب”.
ومع تفاقم المعاناة الإنسانية التي يعيشها سكان الخرطوم ومدن أخرى في البلاد، والارتفاع المستمر في أعداد الضحايا المدنيين التي وصلت إلى أكثر من 5 آلاف قتيل وجريح، تتزايد المطالب بوقف الحرب.
وأطلق خلال الفترة الأخيرة صحفيون وقانونيون وقادة منظمات مجتمع دولي، عددا من المبادرات التي تدعو لوقف القتال وسط تجاوب شعبي كبير.
لكن الهدن المتعددة التي اتفق عليها طرفا الصراع في السودان، الجيش وقوات الدعم السريع، سرعان ما تخرق وسط اتهامات الطرفين بانتهاكها.
وقالت الصحفية صباح محمد الحسن التي أطلقت مبادرة لوقف القتال سمتها “الأعلام البيضاء” للموقع، إن تزايد الخسائر البشرية والمادية وتفافم المعاناة الإنسانية يتطلب نشر ثقافة السلام ورفض الحرب بالطرق السلمية ومناهضة فكرة تسليح المواطنين، و”إرسال صوت سلام إلى العالم من بلد يحترق فيه كل شيء”.
وأشارت إلى أن المبادرة التي أطلقتها تقوم على إشراك الناس في الدعوة لوقف الحرب من خلال رفع الأعلام البيضاء في أسطح البيوت، وتسيير مواكب صغيرة ووقفات احتجاجية في المدن الآمنة.
وفي الأيام الماضية، تصدر وسم “أرضا سلاح” تغريدات السودانيين على منصات التواصل الاجتماعي.
وعبر الكثير من السودانيين عن دعمهم للمبادرات الداعية لوقف الحرب، ورفضهم لدعوات أطلقت خلال الفترة الأخيرة للمطالبة بتسليح المواطنين.
ورأى الناشط محمد الفاتح حضرة، أن أقصر طريق لحقن دماء السودانيين هو الوصول إلى سلام بأسرع ما يمكن.
وفي السياق ذاته، رأت الكاتبة الصحفبة صفاء الفحل أن الهدف من الدعوة لتسليح المواطنين هو إثارة الفوضى وتوسيع رقعة القتال.
وأبدى آخرون مخاوف كبيرة من تفافم التداعيات الاقتصادية، حيث قدر مختصون حجم الخسائر المباشرة وغير المباشرة التي لحقت بالاقتصاد السوداني، خاصة في قطاعي الصناعة والمصارف، بأكثر من 6 مليارات دولار حتى الآن.
وتسبب القتال في خسائر مادية ضخمة وسط أعمال نهب وفوضى واسعة، طالت عددا من أحياء وأسواق العاصمة، المؤلفة من الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري.