ضع اعلانك هنا

خارطة السلام… اليمنيون بين غياب في التفاوض وإعلامٍ متجاذب..

•• بقلم الكاتب / محمد النمر ..

عامان ونيف مرت على ولادة السلام في اليمن بعد ثمان سنوات من النزاع المسلح هو الأشد عنفًا بين الأطراف المتنازعة في مرحلة إعادة صيغة المشهد المتصارع في البلد و أدخلت معارك القتال في إجازة مفتوحة حتى اللحظة. وخلال هذه التسوية السياسية التي تقاد في الأثناء أحدثت تراجعًا نسبيًا في سد شريان البلد النازفة كما منحت تقاربًا ولو ضئيلاً بين الفرقاء أدى إلى وقف شبه كلي للموجة القتال إلى أن طاولة التفاوض التي تدير شأن اليمن غيبت اليمنيين عن بنود هذا السلام المنشود و باتت القوى اليمنية تحتل موقف الموافقة على النتائج لا أكثر وسط مارثون السلام.
مجمل المباحثات التي يجري النقاش بشأنها فيما يخص مصير البلد برعاية دولية وإقليمية قد تصطدم بواقعٍ مجهولة أو معارض لا يتناسب مع ما كان يرغب فيه اليمنيين، وذاك قد يقلص فرص إحلال السلام، و بالتالي قد تتعثر كافة البنود المطروحة ولن تجد طريقها للتنفيذ ما يعني أن رؤية السلام قد تتبخر بنودها وكافة الجهود التي بذلة طوال السنوات الماضية وستحصد نتائج صفرية حتمًا و لأسبابٍ تعود إلى خلو عملية السلام من اليمنيين و القوى الفاعلة التي ستحدد ما إذ كانت النقاشات التي يجري العمل بشأنها قد تتلاءم مع طموحات اليمنيين أم تتقاطع وعلى ذلك يمكن البناء على مسارٍ تفاوضٍ أكثر آمن وتحقيقه على الأرض ممكنًا…

هذه الفترة الزمنية الطويلة من عملية السلام الساخنة إعلاميًا و الهادئة عمليًا تطرح عدة تساؤلات في الوسط اليمني عن المخرجات المحققة من أروقة السلام حتى الآن؟ و المصير النهاية لمستقبل البلد؟ وما هي البنود التي حققت خلال فترة لا تعتبر قصيرة والتي يفترض قد قطعت شوطًا كبيرًا من مرحلة التنفيذ؟ ثمة الكثير من الأسئلة التي لا إجابة لها نظرًا لإفتقار عملية السلام في اليمن إلى الرؤية الحقيقية و الجمعية وهذا ما يجعل البلد تقف على مشهد ضبابي الأفق يُمكن اليمن من الخروج من مأزقٍ و أزمةٍ كارثةٍ قل أ تحدث في عالمٍ أخر…

ما تعانيه اليمن من حروبٍ متناسلةٍ لا تتوقف يضع خارطة السلام على حافة الانهيار كما يشكل غياب القوى اليمنية الفاعلية وهي الحلقة الأكثر أهمية كونها المعني الوحيد باليمنيين وترك القيادة لأطراف خارج الجغرافيا تلك العقبات ستجبر السلام حتمًا أن يشق طريق الفشل عوضًا عن النجاح التي تزعم إدارة السلام أنها تسعى إليها. وبذلك تكون اليمن قد سقطت ضحية فهوة غائرة ستبتلع كافة الآمال العريضة التي رسمها اليمنيين بتجدد العمل العسكري وهو الخيار الذي لا يأمل اليمنيين العودة إليه..

ولي إعادة تصويب عملية السلام الحالية ثمة متطلبات على الأطراف والرعاة للسلام أن يسعوا إلى تنفيذها تجنبًا للعودةِ إلى مربع الصراع، إشراك القوى اليمنية الرسمية ووضعها في صورة السلام الكامل هي الخطوة الأولى للتعديل في بنود السلام المجهولة حاليًا كما يمثل إعادة إيقاع وسائل الإعلام وضبط خطاب رسائلها ضمن مسار التصحيح في واقع البلد المُدمى، وهنا يعد دور الإعلام نقطة في غاية الأهمية ويشغل الجزء الأكبر من نجاح وفشل السلام بإعتباره الناقل الأكثر سمعًا و تركه مفرغ من القوانين التي تتماشى مع تحقيق السلام كأقل ما يمكن، يُقع البلد في حالة تناحر وذلك نتيجة نشر الآراء المتبايتة والحث عن التحريض، والكراهية تلك جملة من الصعوبات والتحديات التي تعزيز فشل مسار السلام. هذه النتائج العكسية عن الرؤية المراد تحقيقها يتوجب إعادة هيكلتها للمضي في مضمار موحد وذلك بعد إيجاد نية حاسمة و توافقية بين الفرقاء والقوى الدولية..

الإغفال عن نشاط وسائل الإعلام من قبل القوى الباحثة عن السلام يجعل اليمن مرشح في أية وقت للتشظي و الإنشقاق نظرًا لما أحدثته الرسالة الإعلامية مسبقًا في تلويث الأدمغة البشرية بضخٍ معلوماتٍ عارية عن صحة الأحداث وهو ما يجعل الوضع مشحونًا ومتضاربًا هذا كفيلٍ بإعطاب مسار السلام و الانقلاب إلى مآلٍ أخر وهذا المآل هو الحرب لا مجال كون اليمن يمر بحالةٍ احتقان بينية وأي خلل قد يحدث سيهز أطراف النزاع ويهدُ عملية السلام بالكامل الأمر الذي قد يراجع التقارب بين الفرقاء إلى مستوى أقرب إلى الصفر، وذاك حدث يلوح في الأفق حال بقاء خارطة السلام المطروحة على مضامينها الحالية و إنعدامية تشذيب جلبة التحريض التي تتبنها وسائل الإعلام في الأثناء…

تم إنتاج هذه المادة ضمن مشروع إعلاميون Light من أجل السلام الذي تنفذه مبادرة بتمويل من مؤسسة القافلة للتنمية. Art..

ضع اعلانك هنا