ضع اعلانك هنا

عبدالرحمن الاهدل..في الذكرى السابعة عشر لرحيله ..

كتب / عدنان حجر ..

• كل شيئ بالنسبة للانسان يزول بعد رحيله عن الدنيا،، كل مايتركه الانسان خلفه بعدرحيله لايعود عليه بالنفع والفائدة،،، عدا شيئ واحد وهو الاثر الذي يتركه خلفه ويجعله لايغادر ذاكرة الاجيال جيل بعدجيل،، والشخصية اليمنية التهامية التي نحن بصدد الحديث عنها ذاكرة في الاثر الكفاحي والنضالي والتربوي والاجتماعي والأخلاق الحميدة والقيم النبيلة, ومرجعية في الادب والثقافة والفكر السياسي والفلسفي والبحوث في مختلف القضايا الإنسانية والمجتمعية..أنه استاذي فقيد اليمن وتهامة اليمن الفقيد الكبير القدير العظيم / الاستاذ المناضل / عبدالرحمن عبدالرحمن حسن الاهدل ( رحمه الله )..وشرفي كبير أن احتفي في هذا التقرير بذكرى رحيله ال 17 عشر لرحيله ( 21 فبراير2008م / 21 فبراير2025م ) بعد جزءا كبيرا من 60 سنة( 1948م / 2008م ) من الإخلاص والوفاء والولاء والانتماء لله والارض والوطن والشعب والنضال من أجل الحق والحقيقة والعدالة والحرية والديموقراطية والمواطنة المتساوية والوحدة والدولة المدنية ..والعطاء والبلاء الحسن في مختلف مجالات الحياة التربوية والاجتماعية والأخلاقية والسياسية والفكرية والأدبية والثقافية.

الاهدل معلما وقائدا تربويا

• في مديرية المراوعة التهامية شرق مدينة الحديدة وفي العام 1948م كانت ولادة الرمز التهامي الفقيد المناضل المفكر الاستاذ / عبدالرحمن عبدالرحمن حسن الاهدل ( رحمه الله ) وهو متزوج وأب لسبعة أولاد ثلاثة ذكور وأربع إناث، تلقى تعليمه الأولي في «المعلامة» على أيدي الفقهاء والعلماء، ومـــن ثــــــم درس الفقـه واللغة على يد والده العلامة عبدالرحمن حسن الاهدل الذي كان حجة عصره في العلوم والمعارف اللغوية والشرعية.وحصل الفقيد على شهادة معادلة بالثانوية العامة عام 1964م وقام بالتدريس في المراوعة عام 1964م وعُين مديراً للمدرسة فيها عام 1968م بعدها انتقل للتدريس في مدينة الحديدة عام 1969م.

خبيرا ووزيرا ومستشارا

• ومن ثم انتقل للعمل في مؤسسة النقد ما سمي لاحقاً البنك المركزي اليمني في عام 1971م وبقرار سياسي تم نقله للعمل في العاصمة صنعاء بمصلحة المساحة والسجل العقاري عام1984م بدأ الالتحاق بالدراسة الجامعية بقسم اللغة العربية والدراسات الاسلامية في كلية الآداب ـ جامعة صنعاء عام 1974م وعُين في العام 1991م مستشاراً لوزارة الثقافة بدرجة وزير ,. ومستشاراً لرئيس مصلحة الأراضي والمساحة والتخطيط العمراني.. وكونه ذا خبرة في قراءة الموازنات العامة للدولة، فله كتاب قيد الطبع بعنوان «عشر سنوات مع موازنة الدولة»..

ذاكرة حية في الحركة الوطنية

• يعد أحد رموز الحركة الوطنية وروافدها..وقد
التحق بالعمل السياسي 1967م وفي 1969م
وعمل مع رفاقه على تأسيس حزب العمال والفلاحين في 1969م والذي تغيرت تسميته إلى حزب العمل اليمني، كجامع تنظيمي لأفراد الحركة الوطنية آنذاك..وشارك بفاعلية في الحوارات التأسيسية لتوحيد فصائل اليسار، إلى أن تُوجت بالاندماج في إطار حزب الوحدة الشعبية في الشمال (الحزب الاشتراكي اليمني في الجنوب).
و منذ العام 1980م انتخب المسئول الاول للحزب في محافظة الحديدة وريمة وحجه و أنتخب عضواً في اللجنة المركزية للحزب منذ العام 1980م واستمر حتى وفاته في عضويه اللجنة المركزية للحزب حيث أعيد انتخابه عدة مرات متتاليه.. وظل عضواً في اللجنة المركزية حتى وافته المنية في 21/2/2008..ويعد الفقيد الذاكرة الحية للحركة الوطنية اليمنية؛ حيث توجه إلى الكتابة عن رفاقه الراحلين في إطارمساهماتهم النضالية في الحركة الوطنية ومحطاتها المختلفة، في مساهمة منه لكتابة تاريخ الحركة الوطنية. معتبراً رفاقه المناضلين عظماء لا تستطيع الأيام المتراكمة طي صفحتهم، وما أن تحل ذكرى رحيلهم حتى نشعر بحجم الخسارة..وهانحن اليوم نحس بحجم الخسارة برحيله ..

نضال وطني ضريبته باهظة

• يعد من رواد الكفاح والنضال الوطني..وهو أحد مثقفي اليسار اليمني، الذين صمدوا في أعتى الظروف وقاوموا شتى أصناف القمع والاستبداد، إذ اعتقل مع ألوف الوطنيين وتعرض للمطاردات والتنكيل والسجن السياسي عدة مرات متتاليه تعرض خلال مسيرته السياسية للاعتقال اربع مرات في الاعوام 72م و76م و82م وكانت عملية الاعتقال الأكثر خطورة عليه في العام 82؛ حيث كان المسؤول الأول للحزب في محافظة الحديدة وقد وقعت الوثائق في يد الأمن وكان من المتوقع إعدامه , كما كان اعتقاله الرابع في 1994م,. هذا بخلاف الاقامة الجبرية التي فرضت عليه في منزله أكثر من مرة والمداهمات الأمنية التي كانت تتعرض لها أسرته و فقد خلالها أخته الكبرى وتم مصادرة سيارته والعديد من مقتنايته الشخصية..

علامة مضيئة في الذاكرة الإبداعية

• يعد الفقيد أحد رموز المشهد الثقافي الادبي والشعري والفكري في سبعينيات القرن الماضي؛ حيث له عدد من الكتابات النقدية في المجلات والملاحق الثقافية، كونه كاتباً وشاعراً وناقداً، وكانت أهتماماته الأدبية ذات طابع فاعل حيث ساهم في تاسيس اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين في الحديدة عام 1976م وأنتخب في عضويه المجلس التنفيذي للاتحاد في العام 1987م وشارك في توحيده على مستوى الشطرين وانتُخب نائباً للأمين العام للاتحاد في المؤتمر الخامس عام 1990م وتحمل مسئولية الأمين المالي لاتحاد الادباء منذ العام 1992م بسبب الظروف المتأزمة التي كان يمر بها الاتحاد وفي المؤتمر السادس للاتحاد عام 1993م أعيد إنتخابه في الامانة العامة للاتحاد أميناً مالياً استمر في الامانة العامة للاتحاد حتى انعقاد المؤتمر السابع في العام 1997م وأكتفى بعدها بعضوية المجلس التنفيذي ولم يرغب في الترشح للامانة العامة واستمر في المجلس التنفيذي للاتحاد حتى وفاته في العام 2008م. كان أديبا كبيرا وكاتبا متميزا أسهم بفعالية في خدمة القيم الإبداعية وتجسيد قيم التضحية والإخلاص والتفاني في خدمة الثقافة اليمنية وتقديمها بصورها المشرقة عبر إسهاماته النقدية والشعرية وغيرها.. وكانت إسهاماته وإنجازاته الثقافية والفكرية والصحفية
بمثابة إضافات نوعية ستبقى علامات مضيئة في الذاكرة الإبداعية اليمنية.ستين عاماً قضى معظمه في خدمة الأدب والثقافة والتطور الوطني الديمقراطي في اليمن وله من الكتب التي صدرت «الوجه الآخر للنص – كتاب نقدي»، «تمتمات الوجد – ديوان شعر»، بالإضافة إلى كتب ما تزال تحت الطبع هي: «في الحداثة والتنوير»، «شخصيات أثّرت الحياة»، «جماليات الشعر الشعبي »،« عشق من نوع خاص »، «عشر سنوات مع موازنة الدولة»، و«قراءات في الواقع السياسي اليمني».

روح خالدة لتاريخ مشرق

• جزء كبير من ستين عاما حتى وفاته في 21 فبراير 2008م ساهم فيه في خدمة الفكر والأدب والثقافة والعطاء والنضال الوطني والسياسي والحزبي والوظيفي والتطور الوطني الديمقراطي.. والإخلاص والوفاء والولاء والانتماء لله والارض والوطن والشعب والنضال من أجل الحق والحقيقة والعدالة والحرية والديموقراطية والمواطنة المتساوية والوحدة والدولة المدنية والبلاء الحسن في مختلف مجالات الحياة التربوية والاجتماعية والأخلاقية والسياسية والفكرية والأدبية والثقافية.وهاهي الذكرى ال17 عشر لرحيله 21فبراير2025م تحل علينا في ظل وطن ممزق وشعب مشرد ومقهور ومقتول ومجروح , وأدب مغيب وفكر مفرق وثقافة تسحق ..وسيبقى الفقيد العظيم / عبدالرحمن عبدالرحمن حسن الاهدل , ذاكرة خالدة لتاريخ مشرق ..يشكل تراثا ومرجعية في النضال والكفاح والتربية والصحافة والادب والنقد والثقافة والفكر السياسي والفلسفي والبحوث في مختلف القضايا الوطنية والسياسية والابداعية،، وليس ذلك وحسب،، بل انه ترك خلفه اولادا واحفادا في قمة التربية والاخلاق الحميدة وفي العلم والادب والابداع والابتكار والتفوق والانجاز..
وذكرى رحيله ال17 عشر , تستدعي من الجميع قراءة الفاتحة على روحه الطاهرة..والدعاء له بالرحمة وان يسكنه المولى عز وجل فسيح جناته..

———————

ضع اعلانك هنا