الشاعر فاروق السامعي حيدرة
“حوراء”1 مئذنة القرى
سكرى بخمر الحلم
والشبق المضمخ بالتراب
وجعي مداد صاخب
وأنت ترياق العذاب
“سربيت”2
مفتاح الولوج إلى مفاتنها
فهي ما استطعت
من التمائم
والمعوذين
والكرسي
وبسمل…
فالطريق ملغم
بالخوف والأحجار
والشجن الكفيف
هذي جمارك عشقها الأزلي
تدفعها الخطى
ثمناً لرؤيتها على حضن أصم
مثل الرضيع
تنام في دعةٍ
جدائل “قاتها” المصقول
تلقمها التراب
……
اصعد بنصف القلب
حتى لا تريق كؤوس أغنية الصغار
” جمل جمل وهادي
مو طلعك بلادي
عرفك..” يفوح أصابع الروتي
صحون الصاص
.. لا تصَعِد عري ربيعنا المزعوم
لا تهتك بكارة خبزنا
المرشوش
بالصبر الجميل
ستقول ظمانا إلى أنثى
من الأحجار زينتها
والأحجار
بللها شتاء الماء
غلفها
جفاف من تراب
هي لم تزل عطشى ترابك
ربما ملت مياه المزن
أن تبكي عليك ِ
أو ربما قد هالها
أن يبقروا أثداءك العطشى
بأبار السراب
هذي (( عروق الماء ))*3
فابتمسي
فقد ضحكوا عليك
فالمنجزات بعيدة جدا وخيط الماء
أبعدها إليك
أ
غمض عيونك
ما استطعت
واغتل براعمها الأماني
ما استطعت
فالآن تنبجس الرؤى وجعاً
وتنفثئ الصخور منازلاً
لتحاصر الأحلام
في لغة الحقول
…………………………….