ضع اعلانك هنا

تهامة بين نهج الانفتاح والاقصاء بعد رحيل الشهيد القائد عبدالرحمن حجري…

✍️🏻الكاتب : عبدالمجيد زبح …

منذ الامس ومشهد التراشق الاعلامي والمناكفات البينية داخل البيت التهامي يتصدر النقاشات على خلفية تصريحات غير موفقة صدرت عن الدكتور عصام شريم السياسي المتمرس المعروف بقدرته على تفادي الزلات وهو الذي يحسب له ذكاؤه السياسي وقدرته على المناورة بمهارة ولاننا نؤمن بالانصاف فان ما صدر عنه يستنكر ويستهجن ولا يمكن تبريره لكنه في الوقت ذاته لا يبرر حالة الهجوم العشوائي واللغة الصبيانية التي انحدر اليها بعض المتحمسين في صورة تؤذي القضية التهامية ولا تخدمها

فالحقيقة التي يجب ان تقال بصراحة ما جرى لم يكن وليد لحظة بل نتيجة تراكمات من الاستفزازات والممارسات التي سعى بعض المتصدرين الجدد الى تكريسها داخل الساحة التهامية وهذه الممارسات لم تقتصر على النقد او الاختلاف الطبيعي بل ذهبت الى حد محاولة التقزيم والتقليل والاقصاء وخلق حالة تنافر بين التهاميين انفسهم وهو امر خطير للغاية خصوصا في ظرف يحتاج فيه الجميع الى رص الصفوف لا تمزيقها.

دعونا نعود قليلا ونكشف حقيقة غائبة فعندما كان يشيع جثمان الشهيد القائد عبدالرحمن حجري رحمه الله جرى الايعاز لمجموعة من الصبية كي يقوموا بممارسات صبيانية لاستفزاز الدكتور عصام شريم ممثل رئيس الجمهورية في لحظة عزاء وموقف وطني كبير كان الاجدر ان يقابل الرجل بالترحيب او على الاقل بالصمت لكن ما حدث كان عكس ذلك مضايقات محاولات تقليل واشارات غير لائقة ويقال ان الدكتور السمان ايضا نال نصيبا من تلك المضايقات بصورة غير مباشرة.

فكيف تريد ان تكون معك القضية وانت تسيء لهذا وتخون ذاك وتقصي كل من كان قريبا من الشهيد القائد فكيف ترفع شعاره الخالد لن يهان التهامي في ارضه وانت في الواقع تهين من قربهم القائد واحاطهم برعايته واحترامه وهذا السلوك لا يسيء لشخص بعينه فقط بل يسيء للقضية التهامية كلها ويضعها في خانة الصراعات الصغيرة المبنية على الاحقاد والضغائن .

ومن يعرف الشهيد القائد عبدالرحمن حجري يدرك انه لم يكن مؤسسا لحالة اقصاء او تفرد بالعكس كان الرجل عنوانا للتوافق جامعا لا مفرقا فاتحا الابواب امام الجميع مهما اختلفت انتماءاتهم وفي اواخر ايامه تجلت هذه الرؤية بوضوح في الاردن وكانت ابهى صورة لذلك حيث التحم الكل في حالة نادرة من التوافق وكان الشهيد حجري مهندسها وراعيها.

وحتى عندما تم اختيار الدكتور عصام شريم لتمثيل الحراك التهامي في مؤتمر ديفاك بسويسرا كان ذلك ضمن رؤية الشيخ القائمة على الاستيعاب لا على التخوين فالرجل لم يكن يصنف ابناء تهامة بين خائن وعميل بل كان يقول للصغير قبل الكبير انتم قادة تهامة وكان يعطي كل شخص مكانته حتى وان اختلف معه

ولكن ما نراه اليوم منذ وفاة الشيخ هو انقلاب على هذا النهج حالة انفرادية واضحة اقصاء لكل من كانوا قريبين من الشيخ من المنضال محمد مندعي الى الدكتور السمان الى العميد محمد عماد وغيرهم كثير ممن وقفوا بجانبه عندما صمت الجميع وتخلى عنه الكثيرون وهؤلاء الذين ظلوا اوفياء في الاوقات الصعبة يراد اليوم ابعادهم وتهميشهم وهذه نزعة خطيرة سيدفع ثمنها من يسعى لاحتكار التمثيل بينما تهامة وقضيتها اكبر من ان تختصر في فئة ضيقة او اشخاص بعينهم .

واكثر ما نخشاه اليوم وهو خوف مشروع ومبرر ان تتحول بعض الاصوات التي تدعي الوفاء للشيخ الى اصوات ناقدة له بعد فترة قصيرة من الزمن اليوم يرفعون اسمه للتوظيف والظهور وغدا قد نسمع منهم وهذا ما نعرفه جيدا من سوابقهم وسيقولون ان الشيخ حجري هو من اخر النصر في تهامة وانه كان يعيق العمل ويمنع التقدم وهذه الاصوات معروفة وذاكرتها معروفة فقد صمتت وتوارت عن الانظار عندما كان الشيخ بامس الحاجة لها صمتت يوم كان ينادي بملء صوته من اجل تهامة ولم يجد الا القلة من الصادقين الى جانبه بينما انحنى الاخرون وتخاذلوا وغابوا .

ومن اراد ان يكون وفيا لحجري فليجسد وفاءه عمليا عبر التقريب لا الاقصاء ويقرب من كان الشيخ يقرب ويحترم من كان يحترم وعبر التمسك بنهجه التوافقي في جمع الكلمة لا في تمزيقها ورفض الممارسات الصبيانية التي تسخر لتقزيم شخصيات تهامية بدلا من الاستفادة من كل الطاقات وان يحترم التضحيات فلا يصنف ابناء تهامة بين خائن وعميل كما لم يكن الشيخ يفعل بل يعطي كل شخص مكانته .

نعم نستنكر ونستهجن ما صدر عن الدكتور عصام شريم ونعتبره زلة غير مبررة لكنه يبقى شخصية تهامية وازنة وسياسيا له خبرته والموقف الصحيح ليس في شيطنته او محاصرته بل في مناقشته وتذكيره بخطأه بروح الاخوة والمسؤولية اما اسلوب التشهير والصبيانية فهو لا يزيد الامور الا تعقيدا .

فمحاولات احتكار الحراك التهامي اليوم او حصره في دائرة ضيقة ليست سوى وصفة لتفتيته ومن المؤسف ان من يفعلون ذلك يستخدمون اسم الشهيد كغطاء لممارساتهم ولكن الحقيقة ان الشهيد القائد لم يكن يوما صوتا للاقصاء او التفرد بل كان صوت الجميع .

ولهذا نقولها بوضوح تهامة لا يمكن ان تختزل في اشخاص او جماعات ولا يمكن ان تساق خلف نزعات شخصية او حسابات صغيرة ومن يعمل على الاقصاء اليوم سيدفع ثمن فعله غدا اما تهامة فابناؤها الاحرار سيواصلون النضال وفية لدماء شهيدها القائد الذي رحل وهو يؤمن ان تهامة اكبر من اي فرد واعظم من اي حساب…

ضع اعلانك هنا