عمر محمد حسن
دلف ’’محسن‘‘ خطاه إلى عدن للدراسة وهي المدينة التي ولى شطرها وهو إبن مديرية ’’جحاف’’ -إحدى مديرية محافظة الضالع- وبات أحد تلاميذ الكلية العسكرية في 1985م في عدن؛ حينها تشكلت شخصية الرجل العسكرية والقيادية وهو المولود في عام (1965م).
حاز على درجة البكالوريوس ومنها الماجستير لكن الأخيرة كانت في صنعاء بين العامين (1998-2000م) وتخللت المرحلتين دورات عسكرية كانت كفيلة بزراعة أكبر قدر ممكن من النجوم والنياشين والأوسمة على مناكب الرجل.
تقلد ’’الداعري‘‘ فصيل مشاه في اللواء 22 في المهرة في العام (1985م) كأول منصب له وتدرج إزاءها في قيادة السرايا وأركان حرب وركن العمليات في اللواء ذاته والمحافظة أيضًا خلال خمس سنوات لينتقل بعدها إلى المنطقة الشمالية الغربية مديرًا لعمليات المنطقة وركن التدريب فيها ورئيس عمليات اللواء الدفاع الجوي بالمنطقة ورئيس أركان اللواء (135) مشاه بالمنطقة من (2000-2010م).
شق الرجل العباب؛ حتى أضحى قائدًا للواء (122) مشاه في صعدة، بين العامين (2010-2012م)، فيما شارك الرجل بفعالية في صعدة إبان الحروب الستة التي دارت في (2004-2010م) بين الجيش اليمني والمتمردين الحوثيين.
انتقل ’’الداعري‘‘، في (2013م) إلى مأرب ولبث غير بعيد عن أسوار المدينة العتيقة، ونزل في معسكر ’’صحن الجن‘‘ ذائع الصيت، حملق الرجل في الأفق وهو يحدس تقدم المليشيات في الجوف وعمران وصعدة مؤمنًا بحتمية المعركة وضرورة وأد الأحلام التوسعية للمليشيات المدعومة من إيران.
مع سيطرة المليشيات على صنعاء في 21سبتمبر/ أيلول من العام 2014م والانقلاب على الدولة، تيقظ اليمنيون والعسكر منهم؛ حيث كان يدرك ممن خاضوا الحروب الستة مع المليشيات في مران وساقين ومرورًا بسفيان وبني حشيش إلى الآذان في الناس جميعهم ودعوتهم للتصدي للمتمردين ودحض خرافة الدم المقدس الموصول بالسماء.
مع تقدم جحافل المليشيات في صرواح في العام 2015م، وسيطرتها على معسكرات الدولة هناك؛ باتت المدينة أمام خيارين اثنين أحلاهما مر والوجل يلبسها؛ المدينة كما لو كانت بغداد المحاصرة من قبل المغول، لكن تبدد حلم سيطرة المليشيات عليها وقاتلت قبائل مارب والمقاومة الشعبية معها قبل أن يتشكل الجيش الوطني وأخذت مطارح نخلا والسحيل ترفد الجبهات بفلذات الأكباد.
لم يكن قائد اللواء ١٤ مدرع التابع للحرس الجمهوري وهو من أقوى وأكفاء ألالوية واكثرها عتادا بعيدًا عن المعركة؛ وفتح مخازن الأسلحة على مصراعيها واخرج الدبابات والعربات والذخيرة والأسلحة إلى المعركة وباتت مخازن اللواء مؤنًا للمقاومة الشعبية التي تشكلت من قبائل مأرب واليمنيين ودُحر الحوثيون من أسوار المدينة، حارب ’’الداعري‘‘ تحت إمرة قائد المنطقة العسكرية الثالثة ’’عبدالرب الشدادي‘‘ في صرواح واعتمد الشدادي على اللواء الذي كان رسنًا لرمح الجمهورية التي يراودها أغراب ’’قم‘‘.
قاتل الداعري في بطون الأودية وفيافي الصحراء المترامية في صرواح حتى أصيب في صرواح اصابة بالغة لينقل معها إلى الخارج للعلاج؛ (قبل استشهاد الشدادي)؛ فيما تعين ’’الداعري‘‘ بعدها نائبا لرئيس هيئة الركن في العمليات المشتركة التي كان يرأسها الفريق الركن صغير بن عزيز في (2019م).
ثمة تحول في تاريخ الرجل الذي بات وزيرًا للدفاع في اليمن الذي تعين في 2022م؛ الرجل الذي تدرج في الرتب العسكرية لقرابة (37) عامًا؛ منذ 1985م حتى 2022م؛ عمل على تحويل مقر وزارة الدفاع من مأرب إلى ’’معاشيق‘‘ في عدن (عاصمة البلاد المؤقتة).
مع تحويل مقر الوزارة إلى عدن؛ وضع الرجل نصب عينيه الاهتمام بالجبهات إلى جانب إيلاءه اهتمامًا بالقضاء العسكري ودعم المشافي العسكرية وبمقدمتها ’’ مستشفى باصهيب العسكري‘‘ في عدن الذي أصبح يعمل بكل طاقته، فضلا عن اهتمامه بالكليات العسكرية واستئناف نشاطها عقب توقف دام لسنوات، وكذا إعادة تفعيل مؤسسة الاثاث والتجهيزات المدرسية والتي دب فيها الروح بعد ثمان سنوات من الإغلاق وهي نماذج على سبيل المثال لا الحصر.
تتداخل المجريات في ظل الهدنة المبرمة بين الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا والمليشيات لكن الخروقات والنوايا ’’المبيتة‘‘ للمتمردين تشير إلى نكث الاتفاقات كما هو الحال لجميع الهدن مع الدولة منذ العام 2004م في مران والتي كان ’’الداعري‘‘ أحد شهود العيان عليها؛ ويذهب مراقبون إلى أن الزيارة التي قام بها وزير الدفاع اليمني ’’محسن الداعري‘‘ مؤخرًا إلى مصر ومنها إلى تركيا من شأنها البحث عن أسلحة متطورة، لتغير مجريات المعركة.
سبتمبر نت*