الأزرقي الطبيب والمعلم والإنسان !!
أحمد طه المعبقي
د.عبدالرحمن الازرقي – المعلم والإنسان _ غادر الأزرقي أرض الوطن قبل أسبوع لتلقي العلاج في أرض الكنانة مصر ، نتمنى له الشفاء العاجل و العودة بالسلامة .
يعد الأزرقي من الشخصيات السياسية الذين سجلوا مواقف سياسية وإنسانية في منعطفات عصيبة وحرجة يمر بها الوطن وتمر بها الحركة الوطنية اليمنية .
على العموم عندما أشدت وطاة الحرب في تعز ، عقب الانقلاب ، وقعت الحالمة تعز تحت حصار جائر من قبل الانقلابين ، وظلت المدينة في الداخل أيضا خاضعة لجماعة مسلحة عرفت ( بالمقاومة الشعبية والمجلس العسكري ) المحسوبين على الحكومة المعترف بها دولياً ، هذه الكيانات المسلحة اندمجت بعدها في كيان عسكري عرف في ( محور تعز العسكري ) إلا أن ظلت المدارس والمؤسسات الثقافية في محافظة تعز ، عبارة عن ثكنات عسكرية و سجون ومعتقلات تخضع لأطراف النزاع المسلح ، غاب حينها الصوت المدني ، وتعطلت دور الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني ، وكان الازرقي من أوائل المبادرين لاستعادة الحياة المدنية والسياسية ، والمنادين لوقف حد لانتهاكات حقوق الانسان ، فعندما خفت وتيرة الحرب ، كان الأزرقي من المبادرين في اعداد مشروع للملتقى المدني ، يهدف هذا المشروع لاستعادة الدور الحضاري والانساني لتعز وتطبيع الحياة السياسية ، ووضع لحد للانتهاكات ومعالجة الأخطاء التي خلفته الحرب ، لكن للأسف الشديد قوبل هذا المشروع بالرفض من قبل قادة الأحزاب حينها ، مما دفع الأزرقي إلى تأسيس مبادرة مجتمعية إنسانية وحقوقية عام2017 م عرفت هذه المبادرة بأسم “لجنة متابعة المخفيين قسراً بتعز” تشكلت هذه اللجنة كمبادرة مجتمعية من أسر المخفيين ، وحقوقيين وصحفيين ، وشخصيات اجتماعية وسياسية ، وثقافية .
مثلت هذا المبادرة أول حراك مدني ، يدعو لتطبيع.الحياة المدنية ، والمطالبة باغلاق السجون الخارجة عن القانون واطلاق سراح المخفيين والمحتجزين تعسفا ، كما مثلت لجنة المخفيين حينئذ ، غطاء مجتمعي لحماية الناشطين واصحاب الرآي ، عندما تخلت حينها الأحزاب ومنظمات المدني عن دورها الأخلاقي والإنساني .
على أي حال مواقف الازرقي هذه، عادة ً ما تذكرني بعظمة وموقف علي صالح عباد ” مقبل ” عقب حرب صيف 1994 م ، ودوره الريادي في لملمة شتات الحركة الوطنية و واستعادة الحياة السياسية والحزبية ، وكما هو معروف بأنه حرب صيف94 م لم تكن فقط الغرض منها هزيمة الحزب الاشتراكي عسكريا فحسب ، بل أرادت هذه الحرب أقصد حرب 94م وإد الحياة السياسية ، والقضاء على التعددية السياسية والهامش الديمقراطي في اليمن ، و لولا عظمة وحنكة مقبل وجار الله حينها ، في أحياء الحياة السياسية والحزبية، لتم وإد الحياة السياسية برمتها .. على العموم تجار الحرب اليوم يريدون أيضا وأد الحياة الديمقراطية والتعددية السياسية . وفي ظل غياب المشروع الوطني ، صارت الحياة السياسية ملغمة ومستقبل اليمن مجهول !!