عن الضربات التي شنتها بريطانيا وامريكا على الحوثي
الضربات التي شنتها القوات الأمريكية والبريطانية فجر اليوم ماهي إلا امتداد للمسرحية الهزلية بين أمريكا وجماعة الحوثي لتصنع منه بطلا قومياً ولاعباً إقليمياً ليس إلا.
أكثر من تسعين ضربة وجهتها أمريكا وبريطانيا لجماعة الحوثي [إبعاد الحرج] كلها كانت عبارة عن ظاهرة صوتية للإستهلاك الإعلامي؛ لم تستهدف هذه الضربات أياً من قدرات الحوثي الاستراتيجية لا على المستوى القيادي ولا على المستوى العسكري بالرغم أن أمريكا لديها تحديث آني بتحركات قيادة الجماعة وأماكن المعسكرات والمخازن وورش التصنيع ومنصات اطلاق الصواريخ وغيرها من البنى التحتية العسكرية للجماعة– في الجانب الآخر ستكتفي المليشيات بالتهديد والوعيد دون أن تُقدم على أي رد يرقى إلى مستوى الجدية، وإن ردت فلن يخرج عن إطار المسرحية أيضاً.
أمريكا أحرص الناس على بقاء الحوثي [صنيعتها] وكما حافظت عليه من السقوط طوال التسع سنوات الماضية، ستحافظ عليه أيضا في المستقبل، وستصنع منه بعبعاً ليس على مستوى الأطراف اليمنية ولكن إقليمياً، وذلك للحفاظ على مصالحها الاستراتيجية في المنطقة.
مصالح أمريكا ودول الغرب في بقاء الحوثي كونه يمثل الخنجر في خاصرة دول الخليج خصوصًا المملكة وعصا التهديد لها حتى تستمر الهيمنة الامريكية عليها تحت يافطة الحماية، إلى جانب كونه يُعد ذريعة لتواجد وبقاء القوات الأمريكية والغربية في البحر الأحمر وباب المندب والبحر العربي، ولو إنتهى (الحوثي) لفقدت هذه القوات شرعية التواجد في هذه المناطق الاستراتيجية من العالم، والتي تعد واحدة من الأوراق الرابحة جداً لدى أمريكا والغرب على هامش الصراع القطبي؛ لذلك بقاء الحوثي هدفاً استراتيجياً لن تفرط فيه هذه القوى.
عدنان جباري صحفي وناطق عسكري باسم محور الضالع القتالي