التعليم ..أمانة ورسالة ومسؤولية ..
•• الدكتور قاسم المحبشي..*
بعضهم يدرس المرحلة الأساسية والثانوية في بلده ويسافر لغرض الدراسة الجامعية في العلوم الإنسانية والاجتماعية ويعود بشاهدة الدكتوراه ويتعين في أرفع المناصب الحكومية أو الأكاديمية ويعيش ويموت ولا أحد يعلم ما هو تخصصه إذ يحيط حياته بالصمت البليد ولا يشغل نفسه بالتفكير والكتابة في قضايا مجتمعه وعالمه التي تتصل بتخصصه لا من قريب ولا من بعيد! ومع ذلك تجده يفتح حسابات في وسائط التواصل الاجتماعي لنشر التعازي والتهاني والسباب والشتائم والكلام الفاضي..
أنصح هذا النمط من الحاصلين على أرفع شهادات التعليم غيرهم يحلم بالحصول عليها بقراءة كتاب ( مت فارغا) يتكون الكتاب من اثنى عشر فصلاً، ومنذ صدوره نال نجاح منقطع النظير ويحقق أفضل المبيعات في الولايات المتحدة، كما حقق أعلى المبيعات في معرض الرياض الدولي للكتاب عند صدوره للمرة الأولى. واليكم حكايته” في مقدمة الكتاب يشرح تود هنري كيف استلهم فكرة كتابه..
فيقول أثناء حضوره اجتماع عمل عندما سأل مدير أميركي الحضور قائلا: ما هي أغنى أرض في العالم؟ فأجابه أحدهم: بلاد الخليج الغنية بالنفط. وأضاف آخر: مناجم الألماس في إفريقيا. فعقب المدير قائلاً: بل هي المقبرة! نعم، إنها المقبرة هي أغنى أرض في العالم؛ لأن ملايين البشر رحلوا إليها «أي ماتوا» وهم يحملون الكثير من الأفكار القيّمة التي لم تخرج للنور ولم يستفد منها أحد. ألهمت هذه الإجابة تود هنري لكتابة كتابه الرائع «مُت فارغاً» والذي بذل فيه قصارى جهده لتحفيز البشر بأن يفرغوا ما لديهم من أفكار وطاقات كامنة في مجتمعاتهم وتحويلها إلى شيء ملموس قبل فوات الأوان..
وأجمل ما قاله تود هنري في كتابه «لا تذهب إلى قبرك وأنت تحمل في داخلك أفضل ما لديك، اختر دائماً أن تموت فارغاً». يقول باميلا سليم: «في هذا الكتاب الرهيب، يذكرنا تود بأن العالم لن يتغير بما نريد خلقه، بل سيتغير بما قمنا بإنجازه. الحياة قصيرة. تعلم كيف تموت فارغًا.»..
إن كتاب مت فارغًا هو أداة للأشخاص الذين لا يرغبون في تأجيل أهم أعمالهم – ولا يقصد هنا العمل الوظيفي بل عمل حياتك القابع بداخلك – إلى الغد. ويعدد تود هنري الأشياء التي تبقينا في حالة رجوع، ثم يفصل كيفية التخلص منها وغرس ممارسات ثابتة في حياتنا تجعلنا نسير على الدرب الصحيح ونفرغ أسمى ما فينا…
—————-
* هامش : الدكتور قاسم عبد عوض المحبشي رئيس سابق لقسم الفلسفة ونائبا لعميد كلية الآداب في جامعة عدن .. ..وهو عضو هيئة التدريس في الاكاديمية العربية الدنماركية..واضطر لمغادرة الوطن بسبب التهديد الإرهابي الذي تعرض له واستهدفه في العاصمة عدن ..