يعول على الشباب كثيرًا في صناعة السلام في البلدان التي تنشأ فيها الصراعات، وخلال خمس سنوات من الحرب يعيش الشباب اليمني قطيعة اتصالية مع المشهد العام المحلي والدولي، تفطنت السفارة الأمريكية لدى اليمن لهذا الامر مبكرًا ومنذ سنوات طويلة وهي تعمل على الأخذ بيد الشباب وتمكينهم من وسائل تعزز وجودهم في المشهد العام..
بالأمس كان ٢٣ شابًا من عموم المحافظات اليمنية على منصة “زووم” في إطار دورات تعليمية حول صياغة وإدارة المشاريع المجتمعية وكيفية الاستفادة من برامج الدعم المقدمة من المانحين الدوليين لليمن.
في الدورة التدريبية التي أدارها هشام العميسي مستشار السفارة الأمريكية، أطلع الشباب المشارك على الطرق والوسائل العلمية والفنية الصحيحة لمقترحات المشاريع وصياغتها بالطرق المتبعة لدى الجهات المانحة.
تقول عبير الاثوري قائدة فريق مبادرة (اصنع مكانًا للشباب اليمني): “غيبت الحرب أصوات الشباب من الجنسين وظلوا فريسة للانطواء والعزلة وبسبب افتقار الكثير منهم للغة التواصل مع الآخر زاد الأمر تعقيدًا، وكان لهذا المشروع أهمية بالغة لديهم فقد استشعر الفريق أن لديهم الكثير ليقدموه من أجل مستقبلهم ومستقبل البلد الذي يعاني صراع لن ينتهي”.
وأضافت: “كان لابد أن يكون هناك شباب من عموم المحافظات في هذه المبادرة لنتيح أكبر قدر ممكن لهؤلاء الشباب للخروج من مجتمعهم المحلي ومشاركة أفكارهم مع الآخرين من محافظات أخرى وتبادل الخبرات والاستفادة من المشروع”.
تدرك الملحقية الثقافية الأمريكية القائمة على المشروع مدى أهمية أن يمتلك هؤلاء الشباب لغة جديدة للتواصل مع المجتمع الدولي وتعزيز مهاراتهم في صياغة المشاريع، فأعلن خلال الدورة عن تقديم منح للشباب لدراسة اللغة الانجليزية في معهد امديست.
تقول مرام عبدالناصر وهي إحدى شباب المبادرة من محافظة ( تعز ) : “هذه المبادرة كانت متميزة و سنستفيد منها في حياتنا ونكتسب خبرات جديدة ليُتاح لنا فرصة تعلم اللغة الانجليزية وهذا سيعزز قدرتنا للاتصال مع العالم من حولنا”.
وأضافت: “نشعر بالسعادة أننا سنتمكن من إيصال صوتنا للعالم”.
ويقول محمد محسن زعبنوت أحد شباب محافظة المهرة: “بالحقيقة هذه هي المشاركة الأولى لي ولأبناء محافظة المهرة عامة في مبادرة كهذه وهذا يشعرني بالسعادة أن هناك من يلتفت لشباب المهرة”.
وتابع: “أنا سعيد جداً أن أكون مع هذه الكوكبة من شباب بلدي وفي هذه الظروف الصعبة التى تمر بها ونشكر السفارة الامريكية التي أتاحت لنا هذه الفرصة، لنكون معًا من أجل مستقبلنا جميعًا”.
وتعد هذه الدورة الأولى ضمن سلسلة دورات افتراضية عبر الانترنت تقيمها السفارة الأمريكية لدى اليمن لتأهيل مجموعة من الشباب اليمني من مختلف المحافظات لإدارة مشاريع مجتمعية في اليمن والاستفادة المثلى من برامج الدعم والتمويل المقدمة من قبل الدول المانحة لليمن.