قبل أربعة أعوام انطلقت معركة الحرية والكرامة ضد المليشيا الإمامية في مديرية باقم، وكان جبل سبهطل نقطة البداية نحو الخلاص من المليشيا السلالية التي أهلكت الحرث والنسل في سبيل مشروعها الخميني باليمن، فتاهفت الأبطال من كل حدب وصوب نصرة للجمهورية وفي مقدمتهم العميد فارس مجلي – أبو كليب – الذي كان في مقدمة المستقبلين للمقاتلين الأبطال وكان يشغل حينها منصب أركان حرب اللواء 63 مشاه، والرجل الثاني بعد القائد اللواء ياسر حسين مجلي.
الرصاصة الأولى
بدأت معركة الضارية في سبهطل وكان العميد فارس مجلي على رأس هذه المهمة يخطط وينفذ إلى جانب اخوانه من قيادة اللواء وعلى رأسهم القائد ياسر مجلي والعميد أديب الشهاب، وكذلك العميد الشهيد أديب الحاج – رحمه الله – وغيرهم من القيادات والذي كان لهم الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في إدارة المعركة بحنكة وحكمة رغم صعوبات ووعورة التضاريس. حيث خاض الأبطال ملحمة بطولية شهد لها الشجر والحجر أعقبها تطهير الجبل من دنس الميليشيا الانقلابية المدعومة من إيران.
لم يكن من مهام العميد أبو كليب المشاركة في التخطيط والتنفيذ فحسب وإنما كانت لديه مهام كثيرة وتتمثل في إدارة اللواء ومتابعة الأفراد والإشراف عليهم وحل مشاكلهم والاهتمام بهم مما أكسبه حب الجميع على حد سواء، فكل قائد يتمتع بالأخلاق الحميدة والتصرفات الحسنة يفوز بشرف القيادة والأمانة وثقة الآخرين سواء كانوا أعلى منه درجة أو أدنى منه رتبة. فلم يكن العميد مجلي ممن يبحثون عن الشهرة والأضواء، بل كان يعمل بصمت ويقدم المسؤولية الملقاة بعاتقه على أكمل وجه.
مواصلة النضال
بعد تطهير جبل سبهطل كانت أنظار أبطال اللواء 63 وأبطال محور علب تتجه نحو مندبة لتطهيرها إلى جانب إخوانهم من أبطال اللواء الخامس حيث كان بطل قصتنا العميد فارس مجلي بمثابة الركن الشديد للقائد ياسر مجلي وذراعه الأيمن فقد شارك مع اخوانه من قيادة وضباط وأبطال الجيش الوطني في تحرير مندبة بتبابها وصولا إلى قرن مندبة أعقبها تحرير وادي آل صبحان ثم أبواب الحديد ثم القرى المجاورة حيث شهدت هذه الجبهات معارك ضارية منيت خلالها الميليشيا الانقلابية بهزائم ساحقة.
فتلاحقت الانتصارات للجيش الوطني، والخسارة والذل لمليشيا الحوثي، فكلما فكرت المليشيا في أي هجوم سرعان ما تتراجع أمام ضربات الجيش التي كانت لهم بالمرصاد. وجثثهم التي تملئ الشعاب والوديان خير دليل.
على درب الشهداء
في الوقت ذاته يعاهد أبطال الجيش الوطني في محور علب وبقية المحاور على السير في درب الشهداء من أجل استعادة الجمهورية المغتصبة وتطهير كل شبر يمني من المليشيا الحوثية التي عاثت في الأرض فسادًا، فلا أمان إلا بأرض تخلو من مليشيا قم.
ومازال أبطال الجيش الوطني في محور علب من نصر إلى نصر ومن كرامة إلى عزة والقائد أبو كليب الى جوارهم يحذوا الرَكب ويشد العزم ويشحذ الهمم وينهض بالرجال ويعبئ الطاقات.