نظم فرع التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري في تعز، الأحد، فعالية أربعينية تأبينية للأمين العام المساعد الأسبق للتنظيم، عبدالرحيم المسني، بحضور قيادات السلطة المحلية والأحزاب بالمحافظة.
أقيمت الفعالية في قاعة منتزه التعاون بالتنسيق مع عائلة الفقيد، وحضرها محافظ تعز نبيل شمسان، ووكيل وزارة الداخلية اللواء محمد المحمودي، ووكيلا المحافظة عبدالكريم الصبري، رشاد الأكحلي، وعدد من مدراء المكاتب التنفيذية وقيادات فروع الأحزاب والتنظيمات السياسية والشخصيات الاجتماعية.
في كلمته، استعرض أمين سر التنظيم الناصري بتعز، الأستاذ عادل العقيبي، أبرز محطات حياة الفقيد، مشيرًا إلى نضاله منذ شبابه من أجل إرادة وتطلعات شعبه ووطنه، ودوره الفعال في تعزيز البنية التنظيمية للتنظيم الناصري ونشر أفكاره.
أشار العقيبي إلى دور الفقيد بعد موجة الإعدامات والاعتقالات التي تعرض لها التنظيم في اليمن بعد حركة 15 أكتوبر 1978م، حيث كان من الذين غادروا السجن لتحمل مسؤولية إعادة بناء التنظيم والحفاظ على مسيرته النضالية. كما لعب دورًا بارزًا كأمين عام مساعد للتنظيم خلال الفترة من 1982 إلى 1985م.
أكد العقيبي أن الفقيد أصبح أيقونة للفكر الوطني القومي وعمق التجربة التنظيمية، وعمل بصمت ليصبح قدوة لرفاقه وإخوانه.
تطرق العقيبي أيضًا إلى مستجدات الوضع في المحافظة والوطن، وتزامن الفعالية مع احتفالات الشعب بالذكرى الثانية والستين لثورة 26 سبتمبر والذكرى 61 لثورة 14 أكتوبر. وأكد على موقف التنظيم الناصري الثابت في دعم تطلعات الشعب والانتصار للثورة والجمهورية في معركته ضد المليشيات الكهنوتية.
دعا العقيبي إلى عدم تحميل المواطنين أعباء جديدة بإضافات غير قانونية على المشتقات النفطية والغاز، وإلغاء الجبايات غير القانونية المفروضة على الخدمات المقدمة للمواطنين. كما دعا إلى تنفيذ توجيهات رئيس مجلس القيادة في إخلاء المنشآت الحكومية والمنازل الخاصة بتعز، وتحمل السلطة الشرعية مسؤوليتها في قيادة معركة التحرير واستعادة الدولة.
أشاد محافظ تعز، نبيل شمسان، في كلمته بفقيد الحركة الوطنية وإسهاماته المتميزة في مختلف القطاعات، مؤكدًا على أنه كان مثالًا حيًا للتضحية والإخلاص، ودعا الجميع إلى استلهام الدروس من تاريخ المناضلين.
اختتم المحافظ كلمته بتوجيه رسالة لأبناء الفقيد، حاثًا إياهم على التمسك بمبادئ والدهم والاستمرار في السير على خطاه.
وفي كلمة الأحزاب، دعا فهمي محمد، المسؤول السياسي للحزب الاشتراكي اليمني في تعز، الأحزاب السياسية الداعمة للشرعية إلى التوحد من أجل تحرير واستعادة الدولة ومؤسساتها من المليشيات الحوثية.
كما حث سلطات الشرعية على مواجهة التحديات الاقتصادية، بما في ذلك انهيار العملة الوطنية الذي تسبب في معاناة إضافية للمواطنين، ودعا إلى صرف المرتبات لمساعدة الموظفين على مواجهة ارتفاع الأسعار الناتج عن انهيار العملة.
وألقى كلمة أسرة الفقيد نجله عمر عبدالرحيم المسني، حيث تطرق إلى الجوانب الشخصية في حياة والده، والدروس والقيم التي غرسها في نفوس أبنائه وأسرته والمحيطين به، بالإضافة إلى محطات من أهم مراحل عمله السياسي والتنظيمي.
وأكد عمر المسني أن والده لم يمتهن العمل السياسي لتحقيق مكاسب مادية، بل كان عملاً طوعياً نابعاً من إيمان بمبادئ وقيم التزم بها، باذلاً الوقت والجهد والمال، حالماً بوطن أفضل وخير يعم الناس. ولهذا امتدت مسيرة نضاله لأكثر من نصف قرن لتحقيق أهداف الحرية والعدالة الاجتماعية والوحدة.
وفي كلمة منظمات المجتمع المدني، ألقى المهندس سلطان علي حسن الحكيمي، نقيب المهندسين اليمنيين في تعز ورئيس مجلس تنسيق النقابات ومنظمات المجتمع المدني (متين)، كلمة اعتبر فيها رحيل القيادي عبدالرحيم المسني خسارة كبيرة للوطن، وخاصة لتعز، مشيراً إلى أنه نذر حياته في سبيل قضية الوطن وحب الآخرين.
وأشار الحكيمي إلى أن مشهد الحضور للفعالية من مختلف التوجهات السياسية والمنظمات الجماهيرية والنقابية يعكس استجابة لدعوة الفقيد الصادقة للاصطفاف الوطني.
في حين أكدت عضوة اللجنة المركزية للتنظيم الناصري الأستاذة إنتصار البريهي في كلمة المرأة، أن الفقيد كان أحد القامات الوطنية الناصرية العظيمة التي تميزت بالعطاء والحضور الشعبي والجماهيري، مجسداً عمق التزامه الفكري والتنظيمي.
وتطرقت في كلمتها إلى الأدوار النضالية والوطنية التي مثلها الفقيد للتنظيم والوطن منذ ثمانينيات القرن الماضي، وصولاً إلى تصدره طليعة الرافضين لانقلاب ميليشيات الحوثي، حيث شارك في مسيرة الرفض التي انطلقت من قلب مدينة تعز إلى مقر الأمن المركزي، وتعرض لإصابة مباشرة، كما أسهم بدور داعم ومساند للمقاومة في بدايتها…