كتب / عدنان حجر ..
رجل اعمى من سقطرى في جنوب اليمن اعمى بروح إيمانية تعرف طريق الحرية وترى القادم العظيم بيقين تام..لم يكن مجرد اعمى على هامش الوجود ولا فاقدا للمكانة الاجتماعية والهوية الإنسانية ولا يخلو فكره من الحق في الحرية والامل والانتصار للإرادة المكافحة والحالمة بالحرية…لم يثبت أنه بشر وحسب بل اثبت انه انسان حر وليس عبد ..لم يكن يحتاج للمحتل لأن يقدم له المساعدة بل إن الاعمى أرشد المحتل المبصر إلى شيئ يجهله ويكرهه ويبغضه…
ففي القرن السادس عشر كما روى ذلك الاستاذ علي ناصر محمد وهو رئيس يمني جنوبي سابق حاول البرتغال السيطرة على جزيرة سقطرى للأهمية الاستراتيجية التي تتمتع بها هذه الجزيرة وتم التصدي من قبل اهالي الجزيرة واستشهد أكثر من مائة وخمسة وعشرون مقاتلاً رفضوا الاستسلام والهدنة مع العدو ولم يبق منهم إلا رجل أعمى بقي مختبئاً في أحد أركان القلعة وعندما أمسكوا به سألوه: لماذا لم تخرج؟ هل أنت أعمى؟..فأجابهم: إنني أعمى!. ولكنني أرى شيئاً واحداً وهو الطريق المؤدي الى الحرية..”..
كان رجلا اعمى لكن فلسفته الثورية كانت تحمل في طياتها يقينا بالحق ويقينا بالنضال والتضحيات ويقينا بالنصر كنتاج للحق والنضال والتضحيات .. اعمى لكنه لم يكن مسلما بأن الحرية تسقط من السماء أو تأتي على طبق من ذهب أو تذهب إليها بمظلة العبودية…اعمى كان على يقين من وصوله إلى الحرية لانه كان يؤمن إيمانا قاطعا أن الحرية والحقوق تنتزع بالقوة وكانت ثقته بالقدرة الكفاحية لأهله وشعبه لاحدود لها في الوصول إلى الحرية والثورة والانتصار والاستقلال والدولة والبناء والتنمية ..
هذه الرواية لم تغادر مخيلتي لعظمة المشهد لكن فلسفته الثورية ويقينه بالقادم الجميل هو من بشر بثورة ال14 من اكتوبر المجيدة الخالدة..وهو اليقين ذاته الذي بين علاقة النضال والثورة والمناضلين بالحرية للتأكيد على أن نضالات الشعوب من أجل الحرية هي نضالات جمعية مجتمعية تتطلب مشاركة الجميع مبصرين وعميان ومدى دلالات دور هذا الاعمى اليمنى وبمشاركة فكرية وروحية الى طريق الحرية والاستقلال ..
كان اعمى لكنه كان يرى مستحيلا سينكسر ومعجزة ستتحقق بايدي طاهرة وأسلحة بسيطة ثائرة وستكون ثورة مقدسة هي المستقبل هي المجد هي العشق هي الزهو هي القضاء والقدر فكانت ثورة ال14 من أكتوبر 1963م وكان سحق المحتل البريطاني بطرد آخر جندي بريطاني في 29نوفمبر1967م من الجنوب معززا باعلان قيام جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية حرة مستقلة في ال30من نوفمبر 1967م..ومن ثم تغيير اسم الدولة إلى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في 1 ديسمبر 1970م..وكان ملازما لهذا الانتصار اعلان تأسيس الحزب الاشتراكي اليمني 11 اكتوبر 1978م..
كانت الثورة الاكتوبرية المقدسة وكانت الحرية واستقلال القرار وكانت جمهورية اليمن الديموقراطية وكانت دولة الحزب الاشتراكي اليمني نتاج وتؤام الثوره الاكتوبرية دولة الحرية والمدنية ..الحارس الأمين للثورة وأهدافها وحامل المشروع الوطني المدني الديموقراطي التنموي التنويري لدولة ال14 من ثورة أكتوبر المجيدة..
واحتفاءا بالذكرى ال46 لتأسيس الحزب الاشتراكي اليمني 11اكتوبر1978م.. اهنئ نفسي واهنئ رفيقاتي ورفاقي في الحزب الاشتراكي اليمني بهذه المناسبة .. واهنئ احرار وشرفاء اليمن بعامة والجنوب على وجه الخصوص بالذكرى ال61 لثورة ال 14 من اكتوبر1963م..ولشهداء اكتوبر وشهداء اليمن الاحرار الرحمة والخلود ولاحياء الثورة التحية والاجلال والاحترام.. ولهذا الاعمى الجنوبي السقطري العظيم الرحمة والخلود ولشهداء حزب دولة الثورة الرحمة والخلود وللاحياء التحية والاحترام والاجلال والتقدير .
ولنقرا الفاتحة على أرواح شهداء اكتوبر الحرية والتحرير والثورة والاستقلال وشهداء الحزب الاشتراكي اليمني والرحمة والخلود لهم جميعا . ولشهداء والدعاء بالصحة والعافية لمن مايزالون على قيد الحياة من مناضلى التحرير والمقاومة الشعبية والثورة الاكتوبرية والاستقلال والحزب الاشتراكي اليمني..