بقلم / خالد سلمان..
تسقط الحكومات حين تتحول من حكومة إنجاز إلى حكومة عنوانها الفشل ، تظهر مسنودة بالبرنامج وتسقط لعجزها عن تحقيق برنامج نالت بموجبه الثقة ، إلا في اليمن لا ثقة ولابرنامج ولا سحب ثقة ولا مباركة بالإستمرار ، ولا مجلس نيابي كهل غير مجدد له يعنيه مايدور في اليمن.
الحكومات الحزبية لديها ظهير حزبي يذود عنها، يتلاعب بحرفنة كلامية بالوقائع ويعيد صياغة الإخفاقات على هيئة إجتراح الإنتصارات، والسير بخطى واثقة بالشعب السعيد المرفه نحو مزيد من الرفاه.
العقلية التي تناهض حكومة الكفاءات عليها أن تغادر ، والمحاصصات الحزبية المناطقية يجب أن تلملم أفكارها العتيقة وتغادر هي الأُخرى ، ما سينتشل هذا اليمن من وهدة الفقر والتردي في كل أوضاعه، حكومة مستقلين تكنوقراط بلا وصاية أو معوقات وخطوط حمراء ،حكومة بصلاحية مطلقة وبمقياس محاسبة على خلفية برنامجها وعناوين النجاح والفشل.
كل شيء بحاجة لغربلة وإعادة ترتيب هذه الفوضى، بتسوية الأرض وتصويب المفاهيم ، بالهدم الكامل للمرجعيات البالية، عن معنى المسؤولية كهبة وأداة للإثراء وإعلاء صرح بديل يعرِّف المسؤول كموظف لدى الشعب لا مندوب سام على هذا الشعب.
هو الأمر ذاته في ما يتعلق بتضخم غير منتج لمجلس الرئاسة، ثمانية رؤساء بلا برنامج يرسم إطار الأولويات ويقيِّم الأداء على أساس إدارة الملفات المرتبطة بالحرب والسلم ،والخدمات المتماسة مع إحتياجات الناس وأمنهم وخبزهم ، واخراج البلاد من وضع الإرتباك الشامل إلى بر آمن ، أو على الأقل فتح كوة في جدار الإنسداد العام ،يرسل بإشارة أمل للمحبطين المنكوبين بقوتهم اليومي وأمنهم الغذائي بأن هناك أمل وإن لاشيء يسير للوراء.
لم نعد نحتاج لرؤساء ثمانية يستهلكون الوقت في البحث عن آليات إدارة التباينات في المشاريع، وإرجاء كل مايتصل بمهام وواجبات الرئاسة، حيث بالكاد يتوافقون للحفاظ على وضع مشلول يسير على حافة الإنفجار البيني، والصراع الداخلي بنتائج معروفة مسبقة تصب في صالح الحوثي عدو هذا الوطن لاشريك في الوطن.
في اليمن لا حكومة صالحة ولا رئاسة منتجة ، كل ما يجمعهما إدارة الفشل ومجانبة قد المستطاع مخاطر السقوط إلى أسفل المنحدر ومع ذلك نحن نسقط إلى الأسفل .
مع حكومة مستقلين مطلقة الصلاحيات، ومع قرار سيادي مستقل ، ومع إعادة التفكير برئاسة مختصرة الأسماء محددة المهام ، بصلاحيات غير مقيدة بحسابات ومصالح الجوار، رياسة تعيش بين الناس لا رئاسة إغتراب ومنفى .
إثنان رئيس ونائب يكفيان ، فالرئاسة ليست للترضيات والرشى، هي رأس هرم يقود البناء ، وهو ما لايحدث في مجلس المشاريع المتصادمة حد الإحتراب.
لم نعد بحاجة لإجترار أزمنة مجلس قيادة الثورة، إثنان رئيس ونائب والبقية فائض عدد.