بقلم / خالد سلمان
مفتي الديار العمانية أحمد الخليلي قال مالم تقله السلطنة علناً ، مع إنها تمارسه خلف الأبواب المغلقة ، إمتدح الحوثيين أثنى على تهديدهم للملاحة البحرية ،تغزل بصواريخهم بارك دمويتهم ورأى فيهم “المغاوير الأبطال” ، وفي ما سواهم من الدول العربية مجموعة من المتساوقين مع الصهيونية العالمية والعمالة لإسرائيل.
ما كشف عنه المفتي هو الموقف الحقيقي لمسقط ،فهي الداعم الحصري بعد إيران أو معها للحوثي ،وهي بوابة لتطبيع علاقاته مع الخارج وتقديمه كقوة سياسية صاحبة حق ومشروع وطني ، وعُمان نفسها تكرس كل إمكانياتها لتقوية شوكة الحوثيين مالياً وسياسياً، وتوفر لهم إلى جانب الحماية ،الممرات الآمنة لشبكات التهريب، عبر حدودها المتاخمة للمناطق الشرقية.
الخليلي كمفتي للسلطان لم ينطق عن الهوى ، ولا هو يعبر عن موقف شخصي تجاه حالة ما ، هو يقرأ من ذات النهج السياسي للسلطنة ، ويختلف عنها ، بأنه قام بالجهر بعواطفه وخالف دبلوماسية عمان التي تدعي الحياد والوساطة غير المنحازة، في ما هي تتداخل مع الحوثيين وتصطف معهم في كل توجهاتها وإمكانياتها لتعضيد موقف الجماعة ،على كل ماسواها من أطراف الصراع.
لم تكن السلطنة في يوم على مسافة متساوية من المتصارعين اليمنيين ، فهي خصم لطرف داعم لطرف آخر، بالمال والسلاح والخدمات الإستخبارية ،وتوفير الملاذات الآمنه لشركات الجباية وتبييض الأموال ، التي يديرها المتحدث الرسمي للحوثيين ، بل وتذهب بعيداً في حشد القوى وتشبيك العلاقات بين سلطة صنعاء، وتجمعات محسوبة على الشرعية، في ما هي حوثية بإمتياز ، وهو مابات يعرف بمنصة عُمان.
هذه السلطنة تضخَّم دورها أكثر مايجب ،تملكتها مشاعر الإحساس بالقوة حد العبث بأمن اليمن، عبر تهريب السلاح النوعي ،وصناعة منصات وشبكات من العملاء المحليين، تضخ لهم السلاح وتغذي سياسة تشكيل التكتلات وصناعة مراكز قوى إجتماعية قبلية كما هو حال الغيضة ، لتمرير مشروعها الخاص بإقتطاع المهرة وكأن اليمن جثة تتقاسمها الضباع.
الخليلي يدين الأنظمة العربية يصفها بالمطبعة، متناسياً أو قافزاً على أن نتنياهو لم يزر دولة عربية سوى السلطنة ،زيارة علنية في عهد السلطان السابق قابوس ، وبالتالي هي ليست عبر مفتيها في موقع من ينثر الإدانات ويقدم النصح ،أو يلبس درع ويحمل رمح التصدي للتطبيع ،من موقع مخاتل وكذوب.
السلطنة تعبث بالسيادة مستغلة حالة الإرتباك الرسمي وضعف الأداء الشرعي ، تتدخل بشأنها بحثاً عن موطئ قدم لها في مرحلة التسويات وتقاسم الحصص.
الإرهابي نتنياهو وهو بين ذراعي قابوس على السجاد الأحمر ،يُسقِط إدعاءات الخليلي ، ويدين زيف توظيف الدين لتمرير مواقف وسياسات رسمية للسلطنة ،وإن كان من بوابة دار الإفتاء والجملة الدينية.
الحقيقة الحوثي ليس بطلاً هو أداة ، والسلطنة كذلك ليست مع فلسطين بل تاجرة بالدم الفلسطيني، ومايقوم به المفتي ليس أكثر من تنظيف وساخات السياسة العمانية الرسمية وغسل المواقف…