•• بقلم الكاتب / ناجي البشري ..
تنطلق يوم غدا الاثنين الحملة الدولية ال 16 يوما لمناهضة العنف ضد المرأة. حيث العنف ضد المرأة هو مشكلة عالمية تستدعي اهتمامنا وجهودنا المشتركة لمواجهتها والحد من تأثيرها السلبي على حياة النساء. وفي سبيل ذلك، تم تخصيص الفترة من 25 نوفمبر إلى 10 ديسمبر من كل عام لتكون “16 يوما لمناهضة العنف ضد المرأة”، وهي حملة عالمية تهدف إلى رفع الوعي وتعزيز الحركة النسائية للقضاء على العنف الجنسي والجسدي والنفسي الذي يتعرض له النساء..
تحظى حملة الـ16 يومًا بمشاركة واسعة من الحكومات والمنظمات غير الحكومية والأفراد في جميع أنحاء العالم. وتهدف الحملة إلى تسليط الضوء على أشكال العنف المختلفة التي يتعرض لها النساء، بدءا من العنف الأسري والعنف الجنسي حتى التحرش الجنسي والزواج المبكر والعنف في الحروب والنزاعات…
العنف ضد المرأة من أكثر انتهاكات حقوق الإنسان انتشارا وتدميرا لأنه لايزال مجهولا لدى الكثيرين كسلوك مؤذي له أضرار كارثية … والجهل به يأتي من واقع التعامل معه كسلوك عادي يتم الصمت عليه والخوف من وصمة العار التي تلاحق المعنفة ان افصحت بالتالي يقف سدا امام التقاضي فيفلت الجاني من العقاب والمحاسبة. تتزايد حالات العنف، ويزيد عدد الضحايا من النساء كلما حدث تراجع في مسيرة الحقوق والأمن والسلام…
تعكس الـ16 يوما لمناهضة العنف ضد المرأة الجهود المبذولة على مستوى العالم لمكافحة هذه المشكلة المستفحلة. يتم تنظيم فعاليات مختلفة خلال هذه الفترة، مثل المظاهرات والوقفات الاحتجاجية والندوات والمحاضرات والحملات التوعوية. كما يتم إطلاق حملات عبر وسائل التواصل الاجتماعي لزيادة الوعي وتشجيع المشاركة الجماهيرية في هذه القضية…
ومن أهم الأهداف التي تسعى الحملة لتحقيقها هي تشجيع الحكومات على تبني قوانين وسياسات حماية النساء من العنف، وتعزيز التوعية في المجتمع بهذه المسألة، وتمكين النساء وتعزيز دورهن كأعضاء فاعلين فمجتمعهن. كما تسعى الحملة أيضًا إلى دعم النساء اللاتي يتعرضن للعنف وتوفير الدعم اللازم لهن من خلال خدمات الاستشارة والدعم النفسي والملاذات الآمنة…
يعد الـ16 يوما لمناهضة العنف ضد المرأة فرصة للتعبير عن التضامن والتعاطف مع النساء اللاتي يعانين من العنف، وللتأكيد على أن العنف ضد المرأة ليس مقبولا في أي ظرف من الظروف. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الحملة تعزز أيضا دور الرجال في مكافحة العنف ضد المرأة، حيث يدعو الرجال إلى الانضمام إلى هذه الحركة ونشر الوعي والمشاركة في جعل المجتمع آمنا وخاليا من العنف..
من المهم أن ندرك أن العنف ضد المرأة ليس قضية تخص النساء فقط، بل يتطلب تعاون وتظافر الجهود من جميع أفراد المجتمع. يجب أن نعمل معا على تغيير القوانين والممارسات والمعتقدات السائدة التي تسمح بوجود العنف ضد المرأة. يجب أن نسعى جميعا إلى بناء مجتمع يحترم حقوق المرأة ويعمل على توفير بيئة آمنة ومستدامة للجميع…
في النهاية، فإن الـ16 يوما لمناهضة العنف ضد المرأة تذكرنا بأهمية العمل المشترك والتفاعل في مكافحة هذه المشكلة العالمية. إنها فرصة للتوحد والتعبير عن التضامن والتعاطف مع النساء اللاتي يعانين من العنف، ولتعزيز ثقافة السلام والمساواة والعدالة في جميع أنحاء العالم، حيث يحظى كل فرد بحقوقه وكرامته بغض النظر عن جنسه أو هويته الجندرية…