ما يحدث في تعز لا يحدث في أي محافظة يمنية أخرى، فالفوضى الأمنية بلغت حدًا يجعل من اللصوص عصابات منظمة تتحرك بثقة في ظل غياب كامل لدور الأمن والسلطة المحلية، التي أثبتت فشلها الذريع في فرض النظام وحماية المواطنين…
واخر فصول هذه المهزلة الأمنية، حادثة سرقة مدرسة في مديرية الوازعية، حيث لم يكتفِ اللصوص بسرقة المال العام، بل وجدوا من يتستر عليهم ويحول دون تقديمهم للعدالة، مدير شرطة الظريفة، العقيد محمد سلطان القاسمي، تلقى بلاغًا عن سرقة أبواب الحمامات والنوافذ والقرطاسية، وحدد المتهمين بالسرقة، لكن بدلاً من تسليمهم للعدالة، تدخل أحد مشايخ المنطقة لحمايتهم، في مشهد متكرر يعكس نفوذ الخارجين عن القانون وقيادات الاخوان خاصة في المحافظة..
ولم يكن الأمر مجرد تدخل، بل تصاعد إلى حد إرسال الشيخ المتورط مجموعة مسلحة إلى مركز الشرطة لرفض تسليم المتهمين، بل وتهديد أفراد الأمن، الذين أصبحوا في موقف ضعيف بسبب التخاذل الرسمي والتساهل المزمن مع هؤلاء العابثين، ليصبح الأمن في تعز مجرد ديكور بلا سلطة ويتحول كل مطلوب للقضاء في تعز اليمنية إلى قضية وساطة وتدخلات قبلية تمنحه الحماية الكاملة في ظل سيطرة ميليشيا الاخوان والحوثي في المحافظة..
ولا يتوقف الأمر على هؤلاء اللصوص، بل إن تعز تحولت إلى وكر للجريمة المنظمة، حيث العصابات المسلحة تفرض سطوتها، فيما تقف الجهات الأمنية موقف المتفرج أو العاجز، وإذا كانت السلطة المحلية غير قادرة على ضبط الأمن، فلماذا لا تعلن صراحة فشلها بدلاً من الاكتفاء بالشعارات الجوفاء؟ ولتعلنها صراحة أن تعز – المنشغلة بمواطنيها وكوادرها وناشطيها وقياداتها بقضايا الجنوب بدلا عن تعز – لتعلنها امارة قبيلية اخوانية خارج سيطرة الرئاسي لتنضم الى شقيقتها (مأرب)..
وأما عن الإعلام اليمني خاصة تلك الصحف والمواقع المنطلقة من تعز، فهو غارق في قضايا الجنوب، متجاهلًا الانهيار الأمني في تعز، وكأن المحافظة ليست جزءًا من اهتمامه ما يكشف حجم التمويل الاخواني الكبير لتعزيز الفوضى جنوبا، حيث لم نسمع عن تحقيقات صحفية تكشف فساد الأجهزة الأمنية، أو فضائح المتسترين على اللصوص، وكأن الجميع متواطئ في التغطية على هذا الخراب…
محافظة تعز ليست بحاجة إلى شعارات جوفاء وتضليل اعلامي وتستر لكل مايحدث، بل إلى قبضة حديدية توقف هذه الفوضى، وإلا فإن المحافظة ستظل رهينة للعصابات المسلحة ولوبي الاخوان واللصوص، وسط عجز تام لمن يفترض بهم حفظ الأمن وإنفاذ القانون..
المصدر النقابي الجنوبي ..