منشور برس موقع اخباري حر
في جريمة مروعة هزّت المجتمعين اليمني والسعودي، عُثر في صباح 19 رمضان 1446هـ، على المواطن اليمني معاذ أحمد غالب أنعم مذبوحًا ومطعونًا من الخلف داخل سيارته في منطقة العدابي بجازان، جنوب المملكة العربية السعودية، ما حوّل عيد الفطر إلى ذكرى مأساوية لعائلته.
ووفقًا لرواية أسرته، فإن الجريمة لم تكن وليدة لحظة، بل ثمرة سلسلة طويلة من محاولات الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها معاذ على مدى سنوات في اليمن. وتشير الاتهامات إلى أن ابن عمه، محمد خالد قائد أنعم، هو العقل المدبر لتلك المحاولات، حيث سبق اتهامه بتمويل عصابات مسلحة نفذت إطلاق نار على منزل معاذ ومركباته في محافظة إب.
وفي عام 2022، ألقي القبض على أفراد عصابة نفذت إحدى تلك الهجمات، واعترفوا بتلقي الأموال من الجاني، وتمت إحالة القضية إلى نيابة استئناف محافظة إب، لكن التحقيقات توقفت، بحسب الأسرة، بسبب تدخلات نافذين ووساطات قبلية، على رأسهم المحامي فكري شاجع، نجل أحد شيوخ المنطقة.
ومع فشل تلك المحاولات، استغل الجاني عودة الضحية إلى عمله في السعودية، حيث أوعز إلى قريب له يدعى هارون محمد أحمد طه القيفي -وهو شقيق زوجته الثالثة- باستدراج معاذ عبر عرض عمل وهمي في مجال صيانة المباني، ليُنفذ الجريمة قبيل الإفطار بذبحه وطعنه من الخلف.
وتؤكد أسرة الشهيد أن الجاني حاول تهريب المنفذ إلى اليمن بعد تنفيذ الجريمة، إلا أن السلطات السعودية تمكنت من القبض عليه.
الأسرة تمتلك أدلة دامغة ووثائق رسمية وتسجيلات صوتية، تؤكد تورط الجاني في تمويل وإدارة سلسلة الاغتيالات بحق معاذ، إلى جانب اعترافات موثقة في ملفات قضائية يمنية جرى تعطيلها عمدًا لأكثر من عامين عبر نقل القضاة وإخفاء الجلسات.
وفي بيان رسمي، طالبت أسرة الضحية القيادة السعودية والأجهزة القضائية بالقبض على الجاني والمحرض الرئيسي محمد خالد قائد أنعم، وتقديمه لمحاكمة عادلة، ومنع إفلاته من العقاب، كما دعت إلى تسلُّم كامل ملفات القضية السابقة من النيابة اليمنية.
وقال موسى أحمد غالب، شقيق الضحية، في رسالة مؤثرة:
“مضى العيد ونحن نفتقد معاذ.. أطفاله يشعرون باليُتم، تخيلوا أن يقضوا العيد ووالدهم تحت التراب.. مذبوحًا، مغدورًا، بعد سنوات من الملاحقة، ثم تكون نهايته في الغربة بيد أقرب الناس إليه، بتحريض من ابن عمه.”
هذه الجريمة تثير تساؤلات مؤلمة حول مصير قضايا كثيرة مجمدة في القضاء اليمني، وتعكس في الوقت ذاته أهمية الدور الذي يمكن أن يلعبه الأمن والقضاء في السعودية لتحقيق العدالة وحماية الضحايا من الاستهداف العائلي والسياسي…
