عدن: قاضٍ ينسحب من قضية مقتل عمر باطويل بعد تهديدات من المتهم والمحكمة تؤجل الجلسات إلى أجل غير مسمى
عدن – منشور برس — “صحيفة الثوري”
شهدت محكمة استئناف عدن، الإثنين، تطوراً خطيراً في قضية مقتل الشاب عمر باطويل، التي لا تزال تثير تفاعلاً واسعاً في الرأي العام، إذ أعلن القاضي محمد الجنيدي انسحابه من نظر القضية عقب تلقيه تهديدات مباشرة من المتهم إيهاب الهمامي.
وجاء انسحاب القاضي خلال جلسة محاكمة وصفت بأنها متوترة، انعقدت بعد ثلاثة تأجيلات متتالية، بحضور النيابة العامة، ومحامي أولياء الدم، والدفاع عن المتهم الذي حضر الجلسة شخصياً وجرى وضعه في قفص الاتهام.
وفي مستهل الجلسة، كشف القاضي الجنيدي عن تلقيه رسائل تهديد من المتهم أثناء تواجده في الحرم المكي، وقال موجهاً حديثه إلى إيهاب الهمامي: “تهددنا وأنا في الحرم يا إيهاب؟”، ما أحدث حالة من التوتر داخل قاعة المحكمة.
وخلال الجلسة، تصاعدت حدة التوتر بعد كشف القاضي عن تلقيه تهديدات أخرى تطال أبناءه، أعقبها سجال كلامي حاد بين الطرفين. وقال القاضي في كلمة مؤثرة: “والله كنت باتصرف معك قانونياً، لكن ترفعت، ولا يشرفنا أمسك قضيتك أصلاً”، فردّ المتهم بانفعال: “أيوة أنا رسلت لك تهديدات، وأنت ظالم، وحسبي الله ونعم الوكيل”.
وعقب هذه المشادة، تدخل الأمن للسيطرة على الموقف وإخراج المتهم من القفص، ليعلن القاضي الجنيدي انسحابه رسمياً من النظر في القضية، مشيراً إلى أن التهديدات التي تعرّض لها باتت تمثل خطراً شخصياً عليه وعلى أسرته، ولا تسمح له بالاستمرار في رئاسة جلسات المحاكمة.
وبحسب ما أعلنه القاضي، فقد تم إحالة الملف إلى شعبة استئنافية أخرى، إلا أن تلك الشعبة “غير مفعّلة حالياً”، ما يعني تأجيل جلسات المحاكمة إلى أجل غير مسمى، في ظل غياب البديل القضائي داخل المحكمة.
وتعد قضية مقتل عمر باطويل من القضايا ذات الطابع الحساس والاستقطاب الشعبي، لما تمثله من أبعاد جنائية ورمزية، خصوصاً بعد تعثّر سير العدالة والتأجيلات المتكررة التي فاقمت من حالة الغضب لدى أسرة الضحية والشارع العام.
وتواصل أسرة باطويل مطالبتها بتحقيق العدالة ومحاسبة المتهم، وسط مناشدات بتوفير الحماية للقضاة، وتفعيل كامل سلطات القضاء لضمان محاكمات عادلة وآمنة.