في إطار حرصها على إثراء المشهد الثقافي وإطلاق حوارات نوعية حول قضايا الأدب والفكر، نظمت دار “عناوين بوكس” مساء الثلاثاء 3 يونيو 2025 لقاءً استثنائياً ضمن سلسلة “ندوات عناوين” الثقافية، تحت عنوان: “نبوءات عبد الله البردوني: بصيرة ثاقبة أم شعاع أمل؟”..
استضافت الندوة الكاتب والباحث عزت مصطفى، أحد المهتمين والمتخصصين في دراسة تجربة الشاعر اليمني الكبير عبد الله البردوني، في حوار أدارَه الكاتب والأديب صالح البيضاني، مدير دار عناوين بوكس…
محاور الندوة:
البردوني كمتنبئ بالأحداث السياسية والاجتماعية
تحدث عزت مصطفى عن البعد الاستشرافي في شعر البردوني، وكيف تمكن، رغم إعاقته البصرية، من امتلاك بصيرة حادة مكنته من قراءة المشهد السياسي والاجتماعي في اليمن والمنطقة العربية. استعرض مصطفى عدداً من قصائد البردوني التي توقعت تحولات كبرى شهدتها اليمن والمنطقة، وأوضح كيف شكلت هذه النبوءات مصدر إلهام وقلق للقراء والمثقفين على حد سواء.
الأساليب الفنية والرمزية في شعر البردوني التنبؤي
تطرق اللقاء إلى الأدوات والأساليب الفنية التي اعتمدها البردوني في شعره التنبؤي. أشار الضيف إلى توظيف الشاعر للرمز، والاستعارة، والكناية، وكيفية ترميز الأحداث المستقبلية بدقة عبر تقنيات لغوية وأساليب رمزية ونَفَس أسطوري أضفى على شعره عمقاً ورؤية استثنائية للأحداث القادمة.
تحقق النبوءات في الواقع اليمني والعربي
استعرض عزت مصطفى مقارنات بين ما جاء في قصائد البردوني من إشارات ونبوءات، وبين ما جرى على أرض الواقع في اليمن خلال العقود الأخيرة، مؤكداً مدى دقة بعض التوقعات الشعرية وكيف أصبحت لاحقاً جزءاً من التاريخ المعاصر للبلاد والمنطقة.
قراءة تحليلية لقصيدة “رسالة إلى صديق في قبره”
شهد اللقاء قراءة تحليلية معمقة لقصيدة “رسالة إلى صديق في قبره”، باعتبارها من أكثر نصوص البردوني دلالة على قدرته التنبؤية، إلى جانب قصيدي “مصطفى” و” الأخضر المغمور”. كما تم عرض مقاطع مصورة أرشيفية للشاعر وهو يلقي بعض قصائده أو يليقها آخرون، كما أوضح الضيف كيف تضمنت القصائد إشارات ورموزاً سبقت أحداثاً مهمة في الواقع اليمني.
اتفق الضيف والمحاور على أن عبد الله البردوني لم يكن مجرد شاعر كبير في تاريخ الأدب اليمني والعربي فحسب، بل كان صاحب رؤية استشرافية فريدة، وامتلك قدرة استثنائية على استقراء المستقبل وتوقع مساراته من خلال نصوصه الشعرية. ودعوا إلى إعادة قراءة أعمال البردوني في ضوء التحولات والمتغيرات الراهنة، لما تحمله من دروس وإشارات حول العلاقة العميقة بين الأدب والواقع، وبين الخيال الشعري والتنبؤ بالأحداث المستقبلية.
ويكتسب هذا اللقاء أهميته من تسليطه الضوء على جانب غير تقليدي في إبداع البردوني، وهو قدرته على استشراف المستقبل عبر الشعر، ويفتح آفاقاً جديدة لفهم العلاقة بين الأدب والواقع، كما يعزز من مكانة “ندوات عناوين” كمنصة جادة للحوار الفكري والأدبي في المنطقة.
وتدعوكم دار عناوين بوكس إلى متابعة تسجيل اللقاء الكامل عبر منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بها، وانتظار المزيد من اللقاءات والحوارات الثقافية في قادم الأيام…