منشور برس / عدنان حجر
في تحدٍّ نادر للإعاقة والظروف المعيشية القاسية، تواصل الإعلامية الكفيفة أماني عبدالكريم كفاحها من أجل إثبات ذاتها، متحدية نظرة المجتمع الضيقة ومصاعب الحياة اليومية، بعد أن سُدّت الأبواب في وجهها.
فقدت أماني بصرها في الصف الأول الثانوي بعد رحلة علاج طويلة لم تكلل بالنجاح، لكنها لم تفقد بصيرتها أو عزيمتها. تخرجت من كلية الإعلام – جامعة صنعاء، قسم علاقات عامة، كما حصلت على شهادة الرخصة الدولية لقيادة الحاسوب. ورغم مؤهلاتها، لم تحظَ بفرصة عمل.
بدلاً من الاستسلام، لجأت إلى إنشاء مشروع بسيط لبيع الخضروات، في محاولة لصنع فرصة بيديها، بعدما عجزت الجهات الرسمية عن استيعابها ضمن سوق العمل، ولم تُمنح الفرصة التي تستحقها بناءً على مؤهلاتها وكفاءتها.
تقول أماني في منشور مؤثر عبر صفحتها بمواقع التواصل:
“هل الكفيف أقل من المبصر؟ لماذا يُفتح الباب للمبصر دون سؤال، ويُسأل الكفيف أولًا: هل ترى؟ كأن البصر هو كل شيء!”
وتتابع: “الكفيف ليس عاجزًا، بل المجتمع هو الذي عجز عن رؤيته كما يجب. لا نطلب الشفقة، بل نطالب فقط بحقّنا وفرصة عادلة.”
أماني تسلط الضوء على معاناة المكفوفين في اليمن، ممن يُنظَر إليهم كعبء على المجتمع، في حين أن العديد منهم يملكون إرادة وكفاءة تفوق كثيراً من “المبصرين”.
وفي ظل غياب راتب والدها وتدهور حالته الصحية، اضطرت أماني لبدء مشروعها الصغير بدعم من أسرتها وعدد من زملائها في الوسط الإعلامي، وعلى رأسهم الأستاذ مصطفى بدير، رئيس فرع نقابة الصحفيين بمحافظة الحديدة، الذي يشجعها ويقف إلى جانبها.
تضيف أماني:
“أرفض الاستسلام، وسأصنع لنفسي طريقاً، وأدمج نفسي في مجتمع يرفض استيعابي، لأكون مثل المفكر طه حسين، أو الشاعر عبدالله البردوني، أو القارئ محمد حسين عامر. ما ينقصني هو الفرصة فقط.”
وتختتم برسالة للمسؤولين وصنّاع القرار:
“لا تجعلوا من البصر شرطًا للحياة، وافتحوا الأبواب لمن يملكون الإرادة، لا لمن يملكون النظر فقط.”
إنها دعوة صادقة لإعادة النظر في آليات التوظيف والدمج المجتمعي، ومنح ذوي الهمم الفرص العادلة التي يستحقونها.