ضع اعلانك هنا

تحية لصحيفة “الثوري” في عيد تأسيسها الـ58…

منشور برس / “صحيفة الثوري” – كتابات:

الكاتب / أحمد الحاج…

في الذكرى الثامنة والخمسين لتأسيس صحيفة “الثوري”، نرفع أسمى التحايا لواحدة من أعرق منارات الصحافة الوطنية والتقدمية في اليمن. صحيفةٌ لم تكن مجرد مطبوعة ورقية، بل كانت صوتاً حرّاً ومنبراً للنضال، ومدرسةً تخرّج منها جيلٌ كامل من الصحفيين والمناضلين الذين صنعوا الكلمة الحرة في وجه الاستعمار والاستبداد.

منذ صدورها الأول، كانت “الثوري” في طليعة المواجهة، تُشعل الشرارة الأولى للفكر التحرري، وتتصدى لمحاولات طمس الوعي الشعبي، وتُدافع باستماتة عن قضايا الوطن والمواطن. وعلى مدار أكثر من خمسة عقود، واجهت تحديات وصعوبات، ولكنها ظلت شامخة، محافظةً على موقعها في صدارة الصحافة الوطنية.

لقد صنع مجدَ “الثوري” وكتب صفحاتها المضيئة نخبةٌ من المناضلين والصحفيين الذين لا تُذكر الصحيفة إلا وتُذكر أسماؤهم بكل فخر واعتزاز. أولئك الذين تربعوا عرشها منذ التأسيس وحتى اليوم، منهم:
عبدالله الوصابي، عبدالله الخامري، عبدالله شرف، أحمد سعيد باخبيرة، زكي بركات، د. أحمد عبدالله صالح، عبدالباري طاهر، أبوبكر عبدالرزاق باذيب، علي الصراري، د. سلطان الصريمي، خالد سلمان، سام أبو أصبع.

هؤلاء هم من القامات الفكرية والصحفية التي اعتلت عرشها؛ لم يكونوا فقط كتّاباً ومحررين، بل كانوا بناة وعي، ومهندسي فكر، وأساتذةً تتلمذ على أيديهم جيلٌ كامل من الصحفيين الذين واصلوا المسيرة، مثل:
صادق ناشر، حسن عبدالوارث، ذكرى عباس، هاشم عبدالعزيز، بيان الصفدي، باشراحيل، عبدالله منصر، قاسم عبدالرب، صالح الحميدي، قائد الطيري، أبوبكر عبدالله، أديب قحطان، عرفات مدابش، محمد صادق العديني، عبدالسلام جابر، مروان دماج، وغيرهم من الكوكبة التي يصعب حصرها، لكنها باقية في ذاكرة “الثوري” وتاريخها النضالي.

أما أنا، فقد كان لي الشرف أن أنضم إلى هذه المدرسة العريقة بعد حرب 1994، حين تم نقلنا من صحيفة “المستقبل” بعد تعثّر إعادة إصدارها ونهب مقرها، فاحتضنتنا “الثوري” وفتحت لنا أبوابها بكل ما تحمله من تاريخ وتجربة وروح رفاقية.

تحية لجيل التسعينات بكل مكوّناته: من المخرجين علي بن علي، عدنان جمن، خالد اليماني، وصولاً إلى عمال الصف محمد المطاع، رشيد ماجد، ووصولاً إلى الإداريين المخلصين أمثال سعيد الخطيب، علي عبدالرحمن، فيصل علي، عبدالخبير الصبري. ولا ننسى مراجعي اللغة الذين كان لهم فضل كبير، وعلى رأسهم المرحوم عبدالله سيف الصلوي، ورسّام الكاريكاتير الذي أضفى روحاً خاصة على الصحيفة، المرحوم عبدالله المجاهد.
رحم الله من رحل، وبارك في أعمار من لا يزالون يحملون شعلة “الثوري”.

إن “الثوري” لم تكن فقط صحيفة حزبية تتبع #الحزب_الاشتراكي_اليمني، بل كانت مدرسة مفتوحة لكل الأقلام الحرة، ومنصةً لتمكين الصحفيين الشباب، وصوتاً جريئاً في الدفاع عن حقوق المواطنين ومناصرة قضاياهم في وجه القمع والظلم. لقد ساهمت الصحيفة في تشكيل الوعي العام وتعزيز القيم الديمقراطية وحقوق الإنسان في مجتمعنا.

وفي عيدها الثامن والخمسين، نقف إجلالاً لهذا الصرح الإعلامي الذي لم ينكسر رغم العواصف، بل ظل وفيّاً لمبادئه ولرسالته. فتحية لصحيفة “الثوري” قيادةً وكادراً وقرّاءً، وتحية لكل من مرّ من هنا وترك أثراً في وجداننا.

فإلى الأمام يا صحيفة “الثوري”، ما دمتِ منبراً للحق، فلن تنكسر رايتك، ولن تخبو كلمتك، إذ إن مسيرتك مستمرة في إلهام الأجيال الجديدة، لتبقى الكلمة الحرة حيّة ومؤثرة في المجتمع، تعكس تطلعات الشعب وآماله في الحرية والعدالة.

*رابط قناة الحزب الاشتراكي في الواتساب*
https://whatsapp.com/channel/0029VaGiDrN3GJP6tpE7th3h

ضع اعلانك هنا