احيت منظمة الحزب الاشتراكي اليمني بمحافظة مأرب، الأحد، الذكرى الـ(40) لتأسيس الحزب الاشتراكي وذكرى أعياد الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر المجيدتين بفعالية سياسية وفكرية.
وفي الندوة التي أقيمت بعنوان “الحزب الاشتراكي اليمني ومسيرة (40) عاما من النضال في سبيل وطن ديمقراطي تسوده قيم الحرية والكرامة والعدالة والمساواة” قدمت ورقتي عمل الاولى بعنوان “فكرة الهوية اليمنية الجامعة في أدبيات ومسيرة الحزب الاشتراكي اليمني” قدمها الصحفي يحيى الثلايا فيما حملت الورقة الثانية عنوان “الحزب الاشتراكي “النشأة والجذور” قدمها عن سكرتارية الحزب في مارب عضو الجنة المركزية هادي القانصي. كما القيت عددا من الكلمات في الفعالية.
وفي بداية الندوة ألقى سكرتير أول منظمة الحزب الاشتراكي اليمني بمحافظة مأرب، الأستاذ ناجي الحنيشي، كلمة ترحيبية، رحب فيها بالحاضرين، الذين كان في مقدمتهم المناضل السبتمبري اللواء أحمد قرحش، ووكيل وزارة الداخلية اللواء محمد سالم بن عبود الشريف، ورئيس دائرة التوجيه المعنوي اللواء محسن خصروف، ووكيل محافظة مأرب عبدالله الباكري، ووكيل محافظة ذمار محمد معوضة، وعدد من القيادات السياسية والعسكرية وجمع كبير من أعضاء وكوادر الحزب بالمحافظة.
وأكد الحنيشي أن هذه الفعالية تهدف للإجابة عن كثير من التساؤلات حول المسار التاريخي لنضال الحزب الاشتراكي اليمني في اطار الحركة اليمنية ككل، مشددا على ان الحزب وجد وحدويا منذ الوهلة الاولى وعلى كامل امتداد التراب الوطني جنوبا وشمالا.
وفي ورقته تطرق الثلايا إلى أهم المحطات التي كان الحزب حاضرا فيها والوثائق السياسية الصادرة عن الحزب، قسمها إلى مرحلتين زمنيتين، المرحلة الزمنية الأولى، وهي مرحلة التشطير والتي انتهت بتحقيق الوحدة اليمنية في الـ22 من مايو 1990م، فيما تطرق في المرحلة الثانية الحزب الاشتراكي في زمن الجمهورية اليمنية وحضوره في اليمن الموحد.
وأكد، إن المرحلة الزمنية الأولى فيها أهم الأحداث التي يمكن التركيز عليها كمؤشرات لقراءة وتحليل مدى حضور الهوية اليمنية في خطابات ونضالات الحزب الاشتراكي اليمني والتي تتمثل في حضور التنوع والبعد الوطني في مرحلة تشكل الحزب وبروز هذا المفهوم في خطاب جيل التأسيس، إضافة إلى دور الحزب الاشتراكي في القضاء على العصبيات والتكتلات المناطقية في الشطر الجنوبي ودمجها في هوية وطنية بعد أن كانت مجموعة من السلطنات المتنازعة، موضحا أنه بعد أن تسلم الاشتراكي السلطة في الجنوب سعى لفرض هوية يمنية واحدة على تلك المناطق وجمعها في إطار دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.
وأضاف أن من ضمن الأحداث التي يمكن التركيز عليها في تلك المرحلة أيضا تجاوز الحزب الاشتراكي اليمني لواقع التشطير القائم في البلاد وخطواته السياسية الساعية نحو توحيد شطري اليمن وتمثيل مناطق اليمن شمالا وجنوبًا في هيئاته الحزبية وفي مؤسسات دولته التي كانت قائمة في الشطر الجنوبي، حيث تجاوز الحزب الهويات الشطرية والمناطقية لليمنيين ومكن الشماليين في مؤسسات الدولة حتى كان أول آمين عام للحزب الاشتراكي ورئيس للدولة في الجنوب هو عبدالفتاح إسماعيل من أبناء محافظة تعز.
وذكر الثلايا، أن المرحلة الزمنية الثانية تخللها العديد من الأحداث أهمها، تتمثل بحضور مفهوم الوحدة الاندماجية الكاملة بين الشطرين لدى الحزب الاشتراكي وحضوره السياسي شمالا وجنوبًا وصولاً إلى إنتخابات 1993م، لافتا إلى أن صيغة الوحدة الإندماجية التي تمت بموجبها إتفاقية الوحدة اليمنية بدلا عن الوحدة التدريجية أو الفيدرالية كانت خيار الحزب الاشتراكي قبل غيره.
ولفت الى أن أهم محطات وأحداث المرحلة الزمنية الثانية تتمثل بالأحداث التاريخية التي تلت الوحدة وأنتهت بحرب صيف عام 1994م، منوها الى ان الهوية اليمنية والوحدة بكل ابعادها الوطنية كانت حاضرة بقوة حتى في قرار اعلان الانفصال الذي تلاه علي سالم البيض الامين العام للحزب حينها.
كما تطرق الثلايا، إلى أدوار الحزب النضالية التي بدأت منذ العام 1995م وتوجهه في تلك الفترة لعقد التحالفات الوطنية مع القوى الفاعلة لحماية الهامش الديمقراطي والضغط على السلطة الحاكمة آنذاك لإحداث الإصلاح المنشود ووقف التدهور والتي كان من نتاجها تشكل تحالف سياسي مهم هو اللقاء المشترك.
واشار الثلايا، إلى الدور الكبير والمهم للحزب الاشتراكي اليمني في ثورة الـ11 من فبراير 2011م، مؤكدا أن الحزب الاشتراكي بلا شك كان له دوره الفاعل والكبير وكان طرفا فاعلا رغم التغييب لدوره، مؤكدا أن الحزب الاشتراكي اليمني أيضا بعد ذلك كان مشاركا وفاعلا في مرحلة الحوار الوطني، فقد كان صوته مسموعا في تحولات المرحلة المتسارعة.
وفي الورقة الثانية تطرق القانصي الى التعريف والهوية والمنطلقات الفكرية والسياسية والإجتماعية للحزب، والذي أكد فيها أن الحزب الاشتراكي اليمني حزب يناضل من أجل تكريس الديمقراطية كمنظومة متكاملة أساسا للنظام السياسي للمجتمع، معتمدا في رسم سياسته وأهدافه على المنهج العلمي في دراسة وتحليل ظواهر الواقع الملموس بمختلف مجالاته وبمختلف أبعاده الوطنية والإقليمية والدولية، مستندا في ذلك على قاعدة إجتماعية عريضة قوامها جماهير الشعب اليمني وقوى التحديث.
واكد القانصي، ان الجذور التاريخية للحزب الاشتراكي اليمني ونشأته تعود إلى حركة القوميين العرب التي تأسست عام 1948م في بيروت، والتي تأسست في اليمن عام 1959م في مدينة عدن، مشيرا إلى كيفية وخطوات نشأة الحزب في الشطرين الشمالي والجنوبي.
كما تطرق إلى الإنجازات الكبيرة والقيمية للوطن والشعب التي حققها الحزب الاشتراكي اليمني خلال مسيرته النضالية، والتي اكتسبت أهميتها وقيمتها من تلبيتها للحاجة الموضوعية للإنسان اليمني في ظرفها التاريخي، أهمها الإسهام في إنجاح ثورة الـ26 من سبتمبر 1962م ضد الحكم الإمامي الكهنوتي، وتفجير ثورة الـ14 من أكتوبر 1963م وقيادة الكفاح المسلح ضد المستعمر البريطاني، وتحقيق الإستقلال في الـ30 من نوفمبر 1967م وتأسيس دولة جمهورية اليمن الديمقراطية وتحقيق الوحدة اليمنية في الـ22 من شهر مايو 1990م.
من جانبه اكد اللواء أحمد قرحش، أن الحزب الاشتراكي اليمني جزء لا يتجزأ من تأريخ الثورة اليمنية، ولقد كان فصيلا مقاتلا في نطاق الجبهة الوطنية التي كانت تعم كل اليمن، وكان له فعلا دورا كبيرا في ثورتي سبتمبر واكتوبر، لافتا إلى أن مكونات وطلائع الحزب كانت لها أدوار نضالية فاعلة وبارزة في أوساط جميع شرائح المجتمع، بما فيها العمال والطلاب، وذلك لما كانت تتمتع به من مستوى ثقافي عالي جدا.
وقال: أن الحزب الاشتراكي اليمني كان له بصماته النضالية الكبيرة في إقامة دولة موحدة، دولة إنسانية بكامل المعاني، وأن ذلك ما كان من أجل الوصول إلى المناصب، بل من أجل التوجه نحو الدولة المدنية الحديثة التي تسودها قيم العدل والمساواة والحرية.
اللواء قرحش، تطرق في كلمته إلى العديد من المراحل الصعبة التي مر بها الحزب الاشتراكي اليمني مشيرا الى ما تعرضت له قيادات وكوادر الحزب الاشتراكي اليمني بعد الوحدة حيث اغتيل أكثر من 158 قياديا في الحزب من قبل نضام الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
والقى رئيس دائرة التوجيه المعنوي في الجيش الوطني اليمني، اللواء محسن خصروف، كلمة حيا فيها الحزب الاشتراكي اليمني في ذكرى تأسيسه الأربعين، مؤكدا أن الحزب الاشتراكي اليمني هو حصيلة تأريخ الحركة الوطنية في مجموعها ابتداء من تنظيم القبائل والناصرين في الجنوب وحركة القوميين العرب والطلائع والضباط الأحرار وحركة القوميين العرب في الجنوب وفي الشمال التي تأسس فرعها الأول في تعز سنة 1959م بقيادة سلطان أحمد عمر، بعد أن تأسس حزب البعث العربي الاشتراكي.
وأكد اللواء خصروف، ان الحزب الاشتراكي اليمني الذي تطور من حركة القوميين العرب إلى حزب كان حصيلة إندماج 7 من التنظيمات السياسية شكلت في مضمونها الحامل الرئيسي للوحدة اليمنية.
ودحض اللواء خصروف في كلمته ما يذهب اليه البعض في ان الحزب الاشتراكي اليمني سنة 1990م هرب إلى الوحدة من أزمة اقتصادية سياسية إجتماعية، حيث قال “هذا الكلام لا أساس له من الصحة فقد كانت هناك عروض مغرية جدا للحزب الاشتراكي اليمني والنظام في الجنوب بأن يتم إدماجه في مجلس التعاون الخليجي وان يعطوه ميزانية 50 عاما مقدما، لافتا الى أن الرئيس علي سالم البيض وقتها أعطي شيك على بياض، بشرط ان لا تنجز الوحدة أو يكون هناك أي شكل من أشكال الوحدة، لكن الحزب الاشتراكي اليمني رفض هذه العروض وأصر على الوحدة اليمنية الإندماجية المتكاملة وجوزي جزاء سمنار”.
وفي كلمة السلطة المحلية بمحافظة مأرب، بارك وكيل المحافظة عبدالله الباكري، فيها للحزب الاشتراكي اليمني بمناسبة الذكرى الـ40 لتأسيسه، لافتا إلى أن الحزب الاشتراكي كان له السبق في تفجير ثورتي الـ14 من أكتوبر والـ26 من سبتمبر المجيدتين والقضاء على الحكمين الإمامي والمستعمر البريطاني.
وأكد الباكري، ان الحزب الاشتراكي اليمني لا يزال يواصل مراحله النضالية والسياسية في مواجهة الإستبداد والظلم سوء من خلال مواقفه السياسية أو من خلال قياداته وكوادره أو أعضائه الذين يشكلون شريحة كبيرة من المفكرين والمثقفين والسياسيين.
وفي ختام الفعالية التي قدمها الاعلامي في اذاعة مارب حسين الصادر فتح الباب للمداخلات من قبل الحاضرين التي اثريت الفعالية بنفاش تطرق الى مختلف القضايا التي تشكل مرتكزا لمسيرة النضال الوطني للحزب الاشتراكي اليمني.
نقلاً عن الاشتراكي نت / تغطية – عارف الواقدي