ضع اعلانك هنا

لماذا نستخدم مصطلحات “غريبة” خلال حديثنا مع الأطفال؟

لينا الشوابكة

BBC


بعد انتهاء رحلة التسعة أشهر داخل رحم الأم، يخرج الطفل بلغة لا يعرف سواها، البكاء. فالطفل يبكي عندما يجوع، وعندما يشعر بالألم، عند البرد أو الحر، أو عند النعاس وحتى عند الاستيقاظ. حاول المختصون تحليل أصوات بكاء الأطفال، وطوروا تطبيقات ذكية تحلل ترددات أصواتهم لمساعدة الأمهات على فهم المولود الجديد.

لكن، لن تبقى لغة البكاء هي لغة تواصلهم الوحيدة، فالطفل يكبر ويتعلم ويبدأ بدراسة محيطه، فيلتقط أولى كلماته التي غالباً ما تكون “دادا، ماما”. وعندما يكبر يبدأ بمحاولة شرح ما يريد عن طريق استخدام الكلمات المتقطعة، فإذا أراد الماء يطلب الماء، عندما يجوع يطلب الأكل، وعندما يشعر بالنعاس يطلب النوم.. لكن ما هي المصطلحات التي يلجأ الأطفال إلى استخدامها لإيصال مطلبهم؟

لنتخيل معاً هذا السيناريو.. يبدأ الطفل بالبكاء، تحاول الأم تهدئته عبر طرق مختلفة، إما باللعب معه أو بإطعامه، في تغيير حفاضه أو في هزه، لكن لا جدوى، فتبدأ الأم بالسؤال، هل يريد طفلي الماء؟ فتسأله: “مبو”؟ تقوم بتقديم الماء، إلا أن طفلها يستمر بالبكاء، فيقوم بالإشارة إلى كيس من الحلوى، فتلتفت إليه وتقول: ” لا، الحلوى بح”.

تحاول الأم أن تجعله ينام فتسأله: “نيني”؟ تحاول معه لكن لا جدوى، لتقرر في نهاية المطاف أن تأخذه في فسحة حول المنزل، تقوم بتجهيزه وتقول: “يلا باي؟”.

قررت الأم في هذه الحالة، أن طفلها يُخلق مدركاً لمصطلحات مثل “بح، واوا، باي، مبو، نيني،…”، إلا أنها في الحقيقة مصطلحات يستخدمها الأهل مع أطفالهم من دون إدراك، فيكبر الطفل وهو يشير إلى الألم بـ”واوا” وإلى الفسحة بـ”باي”، حتى بات الأهل يظنون أن هذه المصطلحات هي لغة التواصل مع الطفل. وهنا نسأل، هل يجوز أن نستخدم هذه المصطلحات مع أطفالنا؟ وهل يساعد هذا في تأخر النطق لديهم؟

ضع اعلانك هنا