لاتسألني مجددًا يا مارك، كعادتي لا أُفكر سوى في مطلعِ هذا الوطن البائس، المكتظ بكل ماهو مُهلك، أفكر في أحلامنا التي سُحقت، وآمالنا التي سُلبت.
أُفكر: كيف للمأوى أن يكون منفى؟
هذا الذي لم أستوعبهُ بعد،
بحثتُ عن ذلك المأوى ولم أجدهُ،
وجدتُ طفلٌ في العاشرة يحمل على ظهرهُ ما يفوقهُ وزنًا، يصرُخ ألمًا وقهرًا.
وجدتُ شابًا عشريني آماله صارت عجوزًا تتوكأ على عصا الحياة النخرة،
وجدتُ ساسةً يقتلون الشعب ويُحرِّمون الحرية، وكلما علا صوتُ الحرية أخرسُهم بالدماء.
أتعلم؟
أنام وانا أفكر فيه، استيقظُ اما وجدتُ بعض نصوص في رثائهِ او عاجزًا تمام، وهكذا كل يوم،
لذلك لا تسألني ثانيةً.