جمال حيدرة
قبل قليل هاتفت الزميل ماجد صالح الشعيبي ، وتطمنت عليه بعد أن تم إطلاق سراحه، شعرت بوجعه، وقهره، وغصة صادرت كلامه.
قال لي ماذا نقول وماذا نفعل، هل نشتكي منهم أو نبكي عليهم، اغلقت الهاتف ولعنت الوطنية التي ما تزال تقيّد الشرفاء، وتهينهم بهذه الطريقة المتعجرفة.
سأكتب عن صديقي ورفيق الأيام الصعبة، ماجد الشعيبي بعد أن خذله الجميع، حتى أولئك الذين ساعدهم في أن يكونوا صحفيين، وكانوا خلفه في الكثير من المنعطفات الثورية والنضالية، يقتفون أثره ويتلمسون كرمه، هم كذلك خذلوه، وهو هو كما نعرفه متعاون وتلقائي ورجل مواقف، شجاع جريئ، ولا يتحسس بطنه حينما يتعلق الأمر بكرامته، أو حقوق أحد زملائه.
كان ماجد البوابة الإعلامية للكثير من قيادات الحراك الجنوبية وقيادات المقاومة، ورافق الشعب خطوة خطوة من أول مسيرة إلى آخر طلقات النصر، وما يزال ذاك الثائر على الظلم والجبروت والبلطجة، صحفي يقدر عاليا قلمه، وصوته، وله ضمير حي، وكرامة غير قابلة للمساومة، وعلى رأسه يتموضع الشموخ، اتحدث عنه لأني أعرفه حق المعرفة، وعرفته أكثر حينما رأيت رؤوس الكثير من الزملاء في الرمال، تحيط أعينهم غشاوة المال، والمصالح، واستكثروا على ماجد حريته، وهي كل ما يملكه اليوم.
نعم نقولها بكل أسف في البداية همشوا ماجد الشعيبي، ومن ثم خونوه، ومن ثم حاربوه، واليوم يعتقلوه، ولا ندري ماذا ينتظره غدا؟
أنظر لوضع ماجد والكثير من زملاء الحرف المتميزين، وأتألم لوضعهم، وأقول في نفسي ماذا لو كانوا من بلاد القائد؟
من صفحة الكاتب على فيسبوك