حربٌ مسعور

حربٌ مسعور

نسيم البحري

حرب أبلة لا يعرف الألم الخام الأحمر والدموع الزرقاء والبنفسجية ولا يعرف ضحكات الأطفال الرطبة الملساء ولا قلوب الأمهات وخشوعهن ودلالهن وكآبتهن وجرحهن ودموعهن لا يعرف عنهن شيء .

مؤلم ..محرق .. مقهر .. هذا الكائن الملموس بأنامل قلوبنا ولا يرى بأم أعيننا بأنه كحرب ولا أحد منا يستطيع الإمساك به ونهيه عن ما فعل ، بلا قلب ولا رحمة ،الحديد ليس فيه قلب يرحم ويئن ويبكي ،حرب لا يرى ما يفعل بلا حس ولا عقل أبله بجد .

المكان ممتليء بالحكام السود الذين يخافون من صرخة خنزير لا يجيد تلقيح حبيبته في منتصف الليل ولا يعرف معنى الحياة المليئة بالسعادة البلورية فقط يعرف كيف يؤلم مستقبل جيل تغشاه البراءة ، ليس شجاعاً كصاروخ بل خائف كقرد من حركة أخيه في منتصف الهدوء .

ماذا يحدث هنا وهناك حيث الرصاصة الحمراء المميته بطرفة عين حيث غرب تأكل كبد عرب بشواء “تي إن تي “حيث صراخ طفل مكبل بسقف منزله حيث أب يقاتل عن وطنه بدماء أبناءه حيث الطريق إلى سدرة المنتهى ماذا يحدث ؟!

لقد توقف هذا العقل عن التفكير عن التركيز عن حشد ملائكة الإستيعاب ،ماتت بداخله جيوشاً من الشعور ،خفقت الرؤية الحادة فكادت لا ترى شيئاً رغم كل الدماء الفاقعة إحمرارا .

سمعت كثيراً عن عروبة لا تذل ولا تخذل ولا تتألم في عز النار ولا ولا …لكن فكري لا يلتمس شيء من هذا لقد رأيت عرب محملة بنقطة على رأسها منذ أن مات أحدهم منذ أن سكتوا منذ أن ماتوا على قيد الحياة.

نسيم