الخلود الأبدي للدكتور محمود عودة..
بروميثيوس السوسيولوجيا العربية!
عيبان محمد السامعي
في الساعات الأولى من فجر اليوم غادر دنيانا الدكتور محمود عودة، عالم الاجتماع المصري ونائب رئيس جامعة عين شمس الأسبق، بعد عمرٍ حافلٍ بالعطاء السوسيولوجي والفكري والمهني والإنساني المتميّز.
لقد آمن الدكتور محمود عودة بأن مبرر وجود الإنسان إنما يكمن في تحصيل المعرفة وتنوير الناس والانتصار لقضاياهم العادلة؛ وقد كرّس جل حياته في تحقيق ذلك، مقتفياً طريق بروميثيوس اليوناني.
يعود الفضل إليه في نشوء الشغف لديّ بالسوسيولوجيا. أتذكر جيداً حينما وقع بين يديّ كتابه “أسس علم الاجتماع”، لأول مرة، كنت – حينها – مراهقاً في سن الـ 15 عاماً، انكببت على قراءته، ورغم أني – يومها – لم أفهم منه إلا جزءاً يسيراً؛ غير أنّه أثّر في تكويني الفكري والسيكولوجي تأثيراً بالغاً، وفتح أمامي آفاقاً رحبة، كان لها ما بعدها..
يعد الفقيد من ألمع السوسيولوجيين العرب الذين تركوا إرثاً فكرياً وسوسيولوجياً أضاء به طريق أجيال من الباحثين والدارسين.. ولطالما كانت مؤلفاته تتسم بالجدة والجاذبية والأصالة العلمية والعمق الفكري والإشراق التنويري.
مارس مهنة التدريس الأكاديمي في عدد من الجامعات العربية، ومنها جامعة صنعاء، فقد درَّس في قسم علم الاجتماع بكلية الآداب في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي.
كبيرة وموجعة هي الخسارة برحيل د. محمود عودة، الأكاديمي المثقف، والعالمِ البارز، والمُساهِم الفاعل في بناء الوعي الجديد.
وما يواسي هذه الخسارة الجليلة والفقدان الأليم أن الفقيد قد ترك تراثاً سوسيولوجياً وفكرياً فذاً من شأنه إبقاء وهج حضوره وتأثيره أبدياً ومشرقاً ومُلهِماً للأجيال.
من مؤلفات الفقيد وأعماله الفكرية:
1- أسس علم الاجتماع.
2- تاريخ علم الاجتماع.
3- الفلاحون والدولة.. دراسات في أساليب الإنتاج والتكوين الاجتماعي للمجتمع التقليدي.
4- دراسات في علم الاجتماع الريفي.
5- أساليب الاتصال والتغير الاجتماعي.
6- التكيف والمقاومة.. الجذور الاجتماعية والسياسية للشخصية المصرية
7- الوعي المفقود
إضافة إلى العديد من الترجمات الهامة، أبرزها:
8- نظرية علم الاجتماع.. طبيعتها وتطورها للمؤلف نيقولا تيماشيف، وقد اشترك معه في ترجمة هذا الكتاب عدداً من الأكاديميين المصريين.
9- النظرية المعاصرة في علم الاجتماع، ارفنج زايتلن، بالاشتراك مع د. إبراهيم عثمان.. وغيرها.
بالإضافة إلى عشرات الأبحاث والدراسات المنشورة في عدة مجلات عربية ودولية.